لم تكن تدري أم (رزان) أن التهاباً بسيطاً سيكون بداية لقصة طويلة من الوجع والإهمال تلازم طفلتها بقية عمرها.
تم تركيب (فراشة) في يد الطفلة رزان “5 أشهر” بمستشفى القرية ٣ أمري الجديدة بالشمالية وبدأ حقنها بالدواء وسرعان مابدأت اليد في التورم ورغم تنبيه والدتها للممرضين بذلك واصلوا اعطاءها الدواء وكل مرة يزداد الورم بل ان الطبيب كتب لهم خروج للمنزل.
الفصل المحزن فقد بدأت اليد في التغير إلى اللون الأسود وهرعوا بها للمستشفى الصيني بمروي الذي رفض استقبالها ثم ذهبوا لطبيب في عيادته الخاصة بكريمة والذي لم يتردد وعلى الفور اخبرهم ان هناك خطأ في تركيب الفراشة وقام بتحويلهم على الفور للخرطوم.
في الخرطوم قابلوا الطبيب الذي بدأ معها بعض الأدوية ولكن دون جدوى فالحال يزداد سوءاً واليد تسير نحو الضياع.
قرار صادم
اخبرهم الطبيب أن (البتر) هو الحل حتى لا تتفاقم الحالة وحفاظاً على حياة الرضيعة.
وتطابق قرار الطبيب مع رأي عدد من الإختصاصيين الذين تمت استشارتهم ولم يتوقف التمسك بالأمل من قبل الأسرة عند ذلك بل تم ارسال الصور والتقارير بصورة عاجلة لمستشفيات بالهند ومصر والأردن وجميعها ردت بنفس الخيار المُر (البتر). امتثلت الأسرة للقرار الموجع بعد ان سعت بكل ما تملك ولم تترك باباً للأمل إلا وطرقته وتمت عملية البتر وسط دموع ذويها والتيم الطبي.
كل تلك الأحداث والأسرة مشغولة مع ابنتها لم تحرك ادارة مستشفى القرية ٣ ساكناً وكأن ما حدث لا يعنيها من قريب أو بعيد, فلا تحقيق ولا حتى اجراء إداري.
وأعلنت الأسرة انها لن تترك حق ابنتها ابداً مهما كلفها ذلك .
وبعثت الأسرة برسالة لعناية وزير الصحة الإتحادي وزيرة التنمية الإتحادية والي الشمالية المجلس الطبي الأمين العام لمجلس الطفولة نيابة حماية الأسرة والطفل الإعلاميين والحقوقيين المهتمين بقضايا الطفولة للتحقيق في حادثة الرضيعة رزان وتحريك إجراءات فورية في الحادثة.
