مقالات وآراء سياسية

الخالدون ثلاثة في تأريخ السودان الحديث وأفضلهم حمدوك

د.فراج الشيخ الفزاري

 

هذا العنوان ليس كله من عندي، بل فيه تعديل وتحوير عن كتاب ( الخالدون المائة):

( The 100: ARanking most influential persons in the History).

للكاتب اليهودي الأمريكي( مايكل هارت) وقد ترجمه ونشره الكاتب المصري أنيس منصور عام ( 1978)، وفيه مائة شخصية عالمية ، متعددة التخصصات، كانت ذات تأثير علي البشرية ، وقد جاء اسم نبينا محمد ( ص) في مقدمة هذه الشخصيات بما فيها أصحاب الديانات الكبري سيدنا موسي وسيدنا عيسي عليهما السلام.كما يوجد بين الشخصيات سيدنا عمربن الخطاب رضي الله عنه.وقد استند المؤلف في تصنيفه علي عدة معايير ، توافرت جميعها حول شخصية النبي محمد(ص) وجعلته في الصدارة.

وفي السودان، توجد شخصيات كثيرة ذات تأثير مجتمعي في شتي مجالات الحياة، الفنية والرياضية والأدبية والثقافية والعلمية والسياسية…..الخ، ولكن  أبرز هذه الشخصيات كانت في المجال السياسي الاكثر تأثيرا في حياة الناس ومؤثرا في بقية المجالات.

ورغم أن ( الخلود) الذي كان يقصده ( مايكل هارت) للشخصيات المتوفية؛ وكان ذلك أحد معاييره المعتمدة في التصنيف؛ الا أننا ، هنا، ولضروريات هذا المقال،فسوف نتجاوز هذا المعيار ونذكر ثلاثة شخصيات سودانية تستحق ( الخلود) ، توفي منها اثنان، ولا زالت الثالثة تنظر وما بدلت تبديلا عن خدمة وطنها السودان. وتعتبر هذه الشخصيات من شخصيات التحرر الوطني الأفريقي ولا يقلون مكانة عن تلك الشخصيات الاسطورية في أفريقيا ، منها( نيلسون مانديلا) و( باتريس لوممبا) و( نكروما) و(غوفان ميكي).

الشخصية الأولي، وحسب الترتيب الزمني ، محمد أحمد المهدي، شخصية دينية سياسية معروفة.قاد الثورة المهدية ضد الحكم التركي المصري، ونجح في تحرير بلاده ودحر جيش غردون حاكم عموم السودان عام (1885)..،وكان بذلك أول بطل قومي في تأريخ السودان الحديث.

أما الشخصية الثانية فهي شخصية الزعيم الأزهري ، الذي أعلن من داخل البرلمان استقلال السودان ورفع علم بلاده حرة مستقلة عام 1956 وكان أيضا اول رئيس وزراء سوداني بين عامي(1954)  و ( 1956).

أما أفضل هذه الشخصيات، فهي شخصية رئيس وزراء السودان الحالي الدكتور عبدالله حمدوك…شخصية ذات قبول واجماع وطني لم يحظ به أي زعيم سياسي سابق.

وتكمن أفضلية الدكتور حمدوك، في أنه قاد بلاده في أحلك الظروف السياسية قتامة وضبابية رغم انتصار الثورة وازاحة النظام البائد..ورغم ذلك استطاع من تحقيق انجازين ظلا يكبلان السودان لأكثر من ثلاث عقود من الزمن…أول هذه الانجازات ( اتفاقية السلام) الموقعة مع الحركات المسلحة…والثاني ( رفع أسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب) …وهذا الانجاز الأخير الذي أعلن عنه خلال الساعات القليلة الماضية ، ما كان له أن يتحقق في ظرف أي حكومة أخري عسكرية كانت أم مدنية…فقد كانت شخصية حمدوك مؤثرة ومحورية في هذا الملف.

نعم، الرائعون ، والمخلصون، والوطنيون، والخالدون في السودان كثر…ولكل منهم بصماته في مجال ابداعاته…ولكن عند التصنيف والترتيب ، فان حمدوك يأتي اولا…فهو افضلهم علي الاطلاق.

د.فراج الشيخ الفزاري

f.4u4f@ hotmail.com

‫6 تعليقات

  1. هذا خطل. حمدوك ليس بشخصية تستحق الذكر . شخصية عرفها السوظانيون عن طريقة اذكية لتولى وزارة المالية عن طريق سيئة الذكر حكومة الانقاذ . ورفض المنصب بايعاز من قوش . رفع اسم السودان من قائمة الارهاب ( والتى كان هؤلاء الخونة سبب فى ادراج السودان فيها مثلا وزير الخارجية الكلف )كان سوف يتم ولو كان ريئس الوزراء فى هذه المرحلة شخص متخلف عقليا . اما اتفاقية السلام هذه معيبة وسوف تثبت الايام انها تمت بين تجار حرب وخونة كان جل وقتهم تسولا بالموائد الغربية وهى اتفاقية تمت بين مكون سودانى واحد ان كان من الحكومة او المتمردين. حمدوك هذا سوف يثبت التاريخ انه اسوا واخون ريس مر على السودان . كفاية متاجرة ولعب بالعقول

    1. لا لا عيب كبير ما تقول والله حمدوك عرفناه كوكبا زاهيا في سماء إفريقيا بل العجب إن حمدوك لم يعف ه السودانيون إلا متاخرا جدا.. فى إحدى زياراتى لأديس أبابا عام 2012م تعرفت عليه عن قرب فى ضيافة صديق مشترك حيث قدمه لنا باسم عبد الله حمدوك من البعثة الإقتصادية.. الإنطباع الأول وهو الذى يظل عالقا فى الذهن كما يقول المبدعون هو أنه رجل مرتب وهو أمر فى غاية الأهمية سيما فى بلد كالسودان يدخل عليك القريب حتى غرفة النوم ويسألك نايم ولا شنو؟؟ h لدينا مشكلة فى السودان مع الشخص المرتب في حياته لأن العشوائية غالبة في حياتنا حمدوك إيقاعه يختلف وإذا ما اضفنا لنشاته الكردفانية فالرجل لديه ما يقدمه بالصبر واللطف والود الذى تعرف به كردفان..صبورون ودودون أهلها..ترى كم يجاهد هذا الكردفانى للحصول على قطرة ماء لكنه لا يتذمر ولا يشتكى بل للماء عنده قصة وحكاية فالصبر وقوة الشكيمة سمة أهل كردفان.. حمدوك هكذا حدد هدفه بعناية وماض لتحقيقه بإذن الله.. إذن نحن نعرفه وليس ذنبه إن لم نكن نعرفه من قبل….. من يتحدث عن موائد الغرب لا يعرف الغرب فهو ليس شخصا أو بلدا واحدا ذا مسلك نمطى واحد وقد يختلف الفرد عن سياسة حكومته هكذا تطور الغرب فلم يعد الغرب الإستعمارى التقليدى فالإستعمار تم نقده أولا فى مدارس أوكسفورد وجنيف وباريس والسوربون والإمبريالية تم دحضها بادئ ذى بدء فى مدارس UCLA وهى جامعة كاليفورنيا فى لوس انجلوس حيث تخرج منها اندريه ق فرانك واخرون مناهضون للرأسمالية وهى الرحم الذى خرجوا منه حتى أن أحدهم تساءل مندهشا ذات يوم لماذا يكرهوننا.. أثبت حمدوك أنه يعى ما يهدف إليه ونيعمل لأجله.. إنه ببساطة قادم جديد إلى العمل السياسى لا يرى بعيون القدامى ممن كانوا يظنون في المقامات مغانم ومكاسب عاجلة ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..