
الوعظ زكاة، نصابه الاتعاظ، فمن لا نصاب له، كيف يخرج الزكاة؟! وفاقد الثوب، كيف يستر غيره؟! ومتى يستقيم الظلُ، والعود أعوج؟!
أبو حامد الغزالي
ثم يخدوعننا بكل فجور وينسبون للرسول المبعوث رحمة للعالمين، قوله “إن الله ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر!”
والغريب أننا نصدق هذه الأكاذيب، ونفجُر معهم ونكفر بالرحمة، وننتهج “التكبير شعاراً لهذا الكُفر”، ثم نصرخ ونقول “من أين أتى هؤلاء؟”!
لقد أتوا من بيننا يا صديقي، هم أنا وأنت وهو وهي، الفجور يا صديقي مركوز في لاوعي كل منا، ولكن بدرجات تتناسبُ ضعفنا، فإذا ما ازدادت قوتنا إزداد فجورنا بذات القدر والقيمة! وإلا فمن أين يأتي كل يومٍ هؤلاء الفُجار الذين يملأون الطرقات!
لو أن سؤال الطيب صالح رحمة الله تعالى عليه، كان “من اين أتينا؟ ” فربما كنا قد علمنا أن “الكيزان” ظاهرة اجتماعية تحققت شروط ظهورها، ونحن “كيزان” آخرون ننتظر تحقق تلك الشروط، لنخرج أبشع ما عندنا!
وإلا كيف تفسر يا صديقي “كيزان” قحت والمجلس العسكري والدعم السريع والحركات المسلحة واهلنا وجيراننا في الأحياء الذين يسرقون الغاز ويهربون الدقيق وينهبون في أموال الدولة ليل نهار!
إذا لم نشخص المرض بصورة صحيحة، سيقتلنا الدواء الخطأ، ولا أظننا الآن غير مقتولين، نسير في الطرقات وجراحنا تنزف وآلات الذبح مازالت عالقة على اجسادنا!
إلى أن ناتي الله بقلب سليم!
صديق النعمة الطيب