نجوم وأبطال خلف الكواليس

أبرز الأحداث العالميه الكبرى كانت مفبركه لا تستند إلى واقع .. ولكن صنعها الإعلام .. وصاغتها كاميرات التلفزيون وشاشات القنوات الفضائيه والأقمار الصناعيه لذلك نفس هذا الإعلام يكذب كل حقيقه بل ويعتبرها فبركه
فمثلا نهاية الإتحاد السوفيتي رواية جيدة النص والإخراج والتنفيذ وإستطاع كاتبها أن يقنع العالم بأن الإتحاد السوفيتي كان بالفعل يحمل في داخله من التناقضات والمشاكل ما يجعله ينفجر من الداخل وأمام هذا التصوير الدقيق كان من الصعب أن يتصور أحد أن هناك أسبابا أخرى وراء هذا السيناريو حتى من يقرأ هذا المقال لا يتصور ولا يصدق أن هناك أسبابا أخرى غير هذا السيناريو الدقيق وأن للمسرحيه أبطالا على خشبة المسرح ولكن هناك أيضا أبطالا آخرين ولكنهم خلف الكواليس
وبكل سذاجه صدق العالم قصة نهاية الإتحاد السوفيتي على أنه يعاني خللا إداريا وفسادا إقتصاديا ولكن العالم كله يعلم أن هناك دول كانت ترزح تحت فساد إقتصادي وإجتماعي ولم تسقط بهذه السهوله في ذلك الوقت فمثلا تحملت ألمانيا عبء ألمانيا الشرقيه بكل سكانها ومصانعها المتوقفه فلم تسقط أمام هذه المشاكل . حتى أمريكا مرت بأزمة ماليه طاحنة عصفت بكثير من البنوك وكانت لديها مشاكل البطاله ولديها مشاكل التأمين الصحي ومشاكل ميزانيات التسلح والإنفاق النووي وكثير من شركاتها الكبرى أعلنت إفلاسها وتريد دعما من المركز بالرغم من ذلك لم تسقط كما سقط الإتحاد السوفيتي . الصين الدوله الكبرى بسكانها ومساحتها ومشاكلها أيضا كانت أولى بالسقوط أمام مطالب ألف مليون إنسان ويريدون المأكل والملبس والعلاج والتعليم ورغما هذا لم تسقط الصين كما سقط الإتحاد السوفيتي
ولهذا بقى غياب الإتحاد السوفيتي سرا غامضا ربما كانت له بعض المبررات ولكنها ليست كافيه أبدا لإسقاط دوله عظمى في وقتها , والأرجح إن ما رأيناه على خشبة المسرح كان فقط جزءا من الحقيقه والباقي كان يدور خلف الكواليس ..
ما دفعني لكتابة هذا المقال ما يتردد هذه الأيام حول حقيقة الإنقلاب في تركيا حتى أصبح الحديث ممل ومجتر وبمبررات لا يمكن تقنع إنسانا عاقلا وبدون إحترام لعقول الآخرين فالذين شاعوا إنه إنقلاب مفبرك من أردوغان هو نفس الإعلام الغربي الذي فبرك سيناريو سقوط الإتحاد السوفيتي وكذلك الإعلام المصري الموالي لثورة 30/ يونيو حتى هذه اللحظه الإعلام المصري ,ومايدور في فلكه رافض رفضا قاطعا قبول أي سيناريو آخر غير الفبركه والخدعه لماذا لأنه قام بفبركة ثورة 30/يونيو بمخرجين محترفين أمثال خالد شاهين الذي صور ميدان التحرير بطائره عموديه مدعوما من الجيش وأخرج فلما رائعا وصدق المشاهد إن الذين خرجوا بالفعل كان عددهم 30 مليون كما زعم الإعلام في حين مساحة الحرم المكي ضعف مساحة ميدان التحرير في حال يصل عدد المعتمرين 2 مليون يئن الحرم ويفيض حتى يصل المعتمرين إلى داخل حارات مكه فكيف لميدان بهذه المساحه يسع 30 مليون فكانت خدعه كاميرات مفبركه وبغض النظر عن أهداف ثورة 30/ يونيو في مصر وانني من تعاطف معها لكن الشي بالشي يذكر والأحداث تأتي بعضها بعضا والحقيقه يجب أن تظهر. ولذلك نرى الإصرار على سيناريو الفبركه كما الإعلام الغربي وهذا يذكرني قول المتنبي في قصيدته الجميله فراق ومن فارقت غير مذمم في إحدى أجمل أبياتها إذ يقول ( إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاد من توهم ) ..
وأوردوغان ليس إستثناءا في إفشال الشعب لإنقلاب عسكري ضده فالرئيس الفنزويلي السابق العظيم هوغو تشافيز لقد أخرجه الشعب من داخل السجن وأعاده إلى قصر الحكم .فلماذا لم يصنف إنه إنقلاب مفبرك .
إذا أحب الشعب رئيسا يتحدى قوة الجيش . وإذا أبغض الشعب رئيسا لن تخيفه قوة الجيش

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..