
مما يعني الهروب من صيف افريقيا الممتد فالمنطقة مرتفعة و تتمتع بطقس جميل و مناظر لطبيعة جبلية رائعة تتخللها اكوام من السحب تدنو من رؤوس الناس و تسير معهم احيانا بالطرقات و هدو لا يوصف تحتاجه الوفود و خصوصا المدراء التنفيذيين للشركات و هي فرصة للقاءات اخري و علاقات تنشأ من خلال التواجد و التمتع بالخدمات التجارية و السياحية للمنتجعات المتفرقة هنا وهناك.و لا ينافس الفوفود السياحية وخصوصا من الزيجات التي تقصد المنطقة لقضاء شهر العسل الاء بعض اللقاءات للقادة السياسيين و المنظمات الغير الحكومية و الاخيرة تنشط بالاعمال التدربية و ورش خاصة بأعمالها الانسانية تستهدف القرن الافريقي كما صادف زيارتنا انتهاء مؤتمر لقمة الايجاد.
فتمت الدعوة لشركاونا المامؤلين لتكون الضيافة من قبلنا اي مدفوعة عدا تكاليف الطيران لمطار بورتسودان و مطار صغير اخر لمنطقة اركويت قيل تأسيسه قام علي انقاض مدرج لطيران تاريخي استخدمه المستعمر الانجليزي ابان التنافس بالقارة مع الايطالين عموما اختار الاغلبية قطار البخار التاريخي و السياحي البطي نسبيا بالرغم من توفر اخر يسير بسرعة تفوق السبعين ميل بالساعة لاعتبارت الارتفاع حيث تلال البحر الاحمر. و بالحقيقة تفأجنا بالعرض المقدم و الافضلية لضيوفنا و الاسعار المميزة شاملة ( التنقلات الداخلية و رسوم الاقامة و الفندقة المتكاملة و زيارات للمتاحف و الفاعليات الثقافية و الفنية الخاصة بالمنطقة و حضارات السودان و حتي قضاء نهار يوم كامل بالقرب من الشواطي و ممارسة الصيد و الغطس لشعاب البحر الاحمر المميزة لمن ارد و هناك فرصة تخييم بري و تسلق و ممارسة رياضة ركوب الدراجات الجبلية و المشي وزيارة حدائق زهور الجبل و محميات برية مجاورة لمن شأ البقاء لعدد من الايام او تخلف عن الزيارة فالدعوة مصممة بمرونة كبيرة ) و الغريب في الامر تم الاتصال بمدير علاقاتنا العامة لاعداد و ترتيب و جدولة التواجد و الزيارات و ايداع رسالة ببريده الالكتروني مفصلة بما يشبه عمل برامج مضبوط بالساعة لكل المدعويين و اعتبار خصوصية خلال اليوم لاعضاء فريقنا الجهة صاحبة الدعوي فيبدو ان موظفي السياحة لهم باع و تخصصية موغلة و عرفنا عن قرب و بعض الاصدقاء هناك بأن حكومة منطقة البحر الاحمر بدولة السودان وضعت استراتيجيا اقتصادية شاملة بتفاصيل سياحية تخدم مشروعهم المؤسس اصلا علي فكرة اقتصاديات العبور Transit economics*. بشريانها الرئيس القائم علي خطوط سكك حديدية الامر الذي يخدم القارة بتكاليف نقل تنافسية و اعتبارية للداخل القاري و الانساني الامر المنتهي بعدد من المؤاني الجافة ذات خدمات لوجستية لكل من دول الجوار بالسودان لهذه الدول و خصوصا الحبيسة التي لا تتمتع بثغر بحري و بالتالي مرفأ ساحلي أو فرصة نقل بحري ممكنة بطبيعة الجغرافيا و لكنه الان ممكن و بيد هذه الدول لما توفر من حكمة و ارادة سياسية لقادتها و استراتيجيا اقتصادية معتبرة لدول وسط و شرق افريقيا.
فتمكن القادة و نخب البلاد المجاورة من تعزيز المنطقة لتكون ذا عمق اقتصادي و امني يعزز استقرار القرن الافريقي كله بعد دراسات و اوراق مقترحة قدمت بأجتماعات منظمة الايجاد. بحسابات اولية و عوائد للمنطقة كلها تفوق ال 20 مليار دولار بالعام.فهرولت مؤسسات البني التحتية لتكملة المشروع و بشراكات ذكية مثل ال (BOT) و شركات البلاد الوطنية التقليدية ذات مساهمة عامة مع الاحتفاظ بنسبة الشريك الاجنبي تجاوزت ال 20%.و لا اخفي عليكم هي مرونة استثمارية جينا للبحث عنها مع فرص التمؤيل هي الاخري تتوفر بوجود البنوك العالمية مع قليل من الضمانات ببلادنا.
و بفضل ما سبق ها نحنذا من دول تحيط بالسودان نتمكن من نقل عدد من منتجاتنا الافريقية المميزة الي العالم و استقبال ضرورياتنا و كثير من مدخلات الانتاج. و بالامس شاركتنا طائرات العالم بالتربح و رفع التكلفة مما كلف شعوبنا الكثير و اهدار فرص لا تحصي.
ففي احدي الليالي تمت دعوة المتواجدون من رجالات الاعمال و الضيوف و نحن من ضمنهم لحضور حفل توقيع اكبر و اضخم عدد من العقودات و الشراكات لاعمال أستثمارية و تصنيعية عزم تأسيسها بالقرب من عاصمة الاقليم مدينة بورتسودان حيث المدن الصناعية المعدة بحضور حاكم الاقليم وطاقمه و وزير الصناعة و التجارة من العاصمة يصاحبهم احد أشهر المغنين الشعبيين بالمنطقة و لعله بشرق افريقيا.
( و لا يفوتني تصريح الوزير الذي ادي الي تكريم أستاذ بجامعة البحر الاحمر قاد فريق لتطبيق دراسة و تصور لوجستي قلص من ساعات النقل للحاويات من ساعة وصولها بالبحر الي المنتهي بالمؤاني الجافة بحدود البلاد الاربع الي النصف مسجلة رقم قاسي جديد لابعد ميناء وهو 12 ساعة .. مما ساعد في ابرام صفقـة خاصة لدولة غير حبيسة رات اهمية هذا النوع من الامتداد اللوجستي البري كاحتياط أستراتيجي امني لها ).
حيث لاحظنا بأن مشرفي الصالات و العمال يهرولون ويضاعفون من مراقبتهم و توجيهاتهم لما اصاب الارتباك بعض صغار العمال بحضور المغني وفرقته البهية بثياب ذات الوان خاطفة و تموجات اجسادهن كبعض الرخويات التي رايناها بالبحر مع رياضة جسدية لرقابهن سبقهم المغني نفسه وكانه يقلد حركة الحيوان الاشهر عندهم الابل الصحراوية التي شاهدناها عصر يوم امس تزين و تتحضر لاستقبال الحاكم وضيوفه.و مدرج برامج عرضها ضمن كـتـيبات و ملصقات متوفرة بالفندق لسباق أسبوعي يقام خصيصا للسياح و الحضور.و تم تكريم صبي من فرسانهم بنهاية الحفل حيث حظي بصور تزكارية لا تحصي لاصراره باصطحاب حيوانه الفائز و المزين للمسرح.
حتي ان احد المصورين المحترفيين انفعل و اخذ في تقليد حركة الرقاب هذه مما كلفه السقوط المدوي خاسرا عدسته الغالية الثمن. و عرفنا لاحقا بأن مدير الفندق الذي يقبع به المصور ارسل له مع خدمة الغرف عدسة جديدة مع باقة زهور جبلية نادرة وكرت يحمل صورة تمثال لفارس و زعيم تاريخي بالمنطقة مع التمنيات.
+م.أسامة تاج السر الصافي
[email protected]