هنيئاً لنا بمجلس (يفلق ويداوي) لشركاء الفترة الإنتقالية !

كما فهمنا من رئيس مجلس السيادة الإنتقالي في بيانه الذي أثار الزوبعة قبل أيام ومن البيان الصحفي للمتحدث الرسمي بأسم مجلس شركاء الفترة الإنتقالية (بعد الترحم على شهداء الثورة والدعاء بأن يجمع المفقودين ويشفي الجرحى) بعد أول إجتماع للمجلس في يوم ١٦ ديسمبر ٢٠٢٠ أن حجر الزاوية من وراء تأسيس ذلك المجلس وما جاء من متطلبات إنشاءه هو تأسيس جسم لتقريب المسافات وفض (الإشتباكات) التي تنشأ وتحدث بين مراكز السلطة وإتخاذ القرار في الفترة الإنتقالية بسبب تباين وجهات النظر ، ذلك يعني أن يكون المجلس جسم في هيئة Mediator وسيط أو مجلس حل نزاعات ولكن المدهش أن تشكيلة ذلك المجلس جاءت بنفس الجهات بل من نفس الشخوص أو ممن يمثل تلك الجهات التي يحدث بينها التباين في وجهات النظر والتشاكس والوقيعة التي أخرت مسار الثورة وأدخلت البلاد لمافيه نحن الآن ، وهذا أمر غريب وغريب جداً.
فما كان الأجدى أن يكون ذلك المجلس مادامت تلك هي مهمته الاساسية ان يكون من حكماء وطنيين حريصين على الخروج بالسودان من هذه الوهدة ولاضير من أن يكون بينهم عسكريين متقاعدين بل من الأفضل ان يشارك في عضويته عسكريين من كبار رجالات القوات المسلحة او الشرطة المتقاعدين المشهود لهم بالمهنية والوطنية و(الأمانة والنزاهة) وذلك حتى يكبحوا جماح هؤلاء العسكريين الذين يشكلون المكون العسكري في مجلس السيادة والذين أدرجت أسمائهم أيضاً في مجلس الشركاء بمافيهم حميدتي وأخيه عبدالرحيم دقلو الذي لا أحد يعلم ماهي القيمة المكتسبة من إضافته لمجلس هذه مهمته.
ماذكر عن تكوين لمجلس شركاء الفترة الإنتقالية ليؤدي مهمة تلين المواقف وليقوم بدور حلال الأزمات هنالك جيوش من العلماء والحكماء والأستاذة والمربيين والقانونيين والمهنيين المتقاعديين من إداريين وأطباء ومهندسين وزراعيين الذين طافوا على أقاليم السودان المختلفة ولهم دراية حقيقية بالسودان وبأهله ومعرفة عميقة وخبرة بالجودية وحلحلة المشاكل وفي الخروج بمعادلات توفيقية بين الأضاد ، وكذلك يشكلون مراكز للإحترام من الجميع لعطاءهم المشهود لبلادهم بلا من ولا أذى ولاينتظرون أجراً ولاشكورا ، سواءاً رجالاً كانوا اولئك أم نساءاً منهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتورة سعاد إبراهيم عيسى والدكتور مهدي أمين التوم والدكتور جعفر إبنعوف سليمان بل إن هنالك كثر كثر كثر على نفس الدرجة من الكفاءة والنزاهة والوطنية والتجرد والحرص على السودان وأهله.
وأيضاً هنالك من العسكريين أولئك الذين خاضوا تجربة إدارة الدولة ويعلمون مزالق الحكم بالنسبة لأصحاب البزة العسكرية وربما يعلمون جيداً مدى إستصغار العسكر للإمور السياسية ولصعوبة إدارة شئون الدولة ويحصرونها في إمور الإنضباط العسكري وقوة السلاح . يذكر من اولئك العسكريين على سبيل المثال أيضاً وليس الحصر اللواء عثمان عبدالله والفريق طبيب عبدالسلام صالح عيسى وآخرون يعدون بالمئات من العسكريين اصحاب الحكمة والدراية والكفاءة والخبرة المكتسبة في مثل تلك الشئون والذين خاضوا تجارب الإدارة وتعاطوا السياسة فعرفوا انها منحنى للحياة مختلف عما يظن العسكريين او كما ظنوا عبر إثنان وخمسون عاماً من حكمهم للسودان من جملة خمسة وستون عاماً منذ الإستقلال دمروا فيها البلاد .
*أحمد مخير*
*١٦ ديسمبر ٢٠٢٠*