مقالات سياسية

مبروك للسودان …ولكن

سهير عبدالرحيم

سنقول مبروووك للشعب السوداني رفع العقوبات الأمريكية فقط لأنه شعب يستحق الفرح ، سنقول مبروك حتى لانصيب فرحته في مقتل ، سنقول مبروك حتى لا نكسر خاطره وحتى لا نسرق منه سعادته تلك ، و حتى نهزم الأحساس المتواصل بالإحباط والفشل و حتى نكون متفائلين غصباً عن الحقيقة …لكل ذلك سنقول مبروك.

ولكن ..إن نظرنا مليئاً لأرض الواقع لن نقول مبروووك ، فمبروك هذه تحتاج إلى رجال غير ، و قيادات غير ، وزعامات غير ، تحتاج إلى رجال عقولهم على قلب رجل واحد ، تجمعهم المصلحة العليا للوطن . يتفقون على الولاء والإخلاص وتقديم الروح والدم لأجل السودان .

يتخلصون من الولاء الجهوي و العنصرية القبلية والأحزاب والتكتلات التي لا تسمن من جوع ، نحتاج رجال يجتمعون على حب هذا التراب ولا يتفرقون من دروب العطاء إلا بمزيداً من العطاء .

رفع العقوبات يحتاج دولة مؤسسات و قانون و عدالة ، يحتاج عقول منفتحة و ذهنية متقدة تجلس لرسم الخطط واستقطاب الدعم والإنفتاح على العالم و محاربة الفساد و توظيف الكفاءات و الاستفادة من الخبرات بعيداً عن اساليب الحفر و الدفن و تصفية الحسابات .

رفع العقوبات يحتاج إلى وحدة السودان و بسط هيبته و الحفاظ على أراضيه و الأهم من هذا وذاك بسط السيادة الوطنية و قطع الأيدي التي تعبث بسلامة الوطن.

رفع العقوبات يحتاج إلى عيون بصيرة و نظرة ثاقبة و تطوير الإنتاج و إقامة المشاريع الجاذبة و تشغيل الشباب وتمزيق فواتير الكماليات الخارجية .

رفع العقوبات يحتاج إلى كنس الكثير من الوجوه الموجودة والتي أثبتت بالتجربة فشلها واستبدالها بآخرين أكثر قدرة على الإبتكار و المواكبة .

إن لم يتم هذا وأن ظلت الوجوه هي الوجوه ، وأن ظلت الصراعات بين المدنيين والعسكرين بنفس الوتيرة ، و أن استمرت المعارك والضرب تحت الحزام ، إن استمر مسلسل دس المحافير ، و فرملة المشاريع ، و إفشال الآمال .

إن استمرت نفس السياسات البائسة وتواصل مسلسل الإختراق الاستخباراتي ، والتغول في شؤوننا الداخلية ،إن تواصلت مسلسلات الأنفة الكذوبة والفشخرة الفارغة و الإنتفاخ على مافيش .

إن استمر كل ذلك فلا معنى لرفع عقوبات ولا جدوى من مصالحة مع المجتمع الدولي ولا فائدة ترجو من رفعنا من قائمة و إضافتنا لأخرى .

إن أعداء الوطن بالداخل أكثر منهم بالخارج أنتبهوا و أحذروا لأن الطامة حين تأتي ستسقط فوق رؤوسنا جميعاً

خارج السور :
الدرس المستفاد من رفع العقوبات .. سقوط الأقنعة عن السفراء الذين سعوا لبقاء السودان في القائمة .. سننشرالأسماء و إن طال السفر.

سهير عبدالرحيم
[email protected]
* نقلاً عن الانتباهة *

‫3 تعليقات

  1. استبدال الوجوه ضروري،،،أي واحد في الناس القاعديين على الكراسي باسم الثورة،يقول الشغلة تكليف وليست تشريف ،،انا ما بتاع كراسي،،ووووو،،للنوع دا وباختصار نقول ،،سنة كفاية مع السلامة،،التغيير ملمح ديمقراطي وسيم.

  2. نميري كان عميل امريكي محترم وفي زمن نميري كانت المجاعة في كل انحاء السودان أزمة السودان هي انه تم تدمير الانسان السوداني تماما من الانظمة الدكتاتورية ان كان صحفيًا او دكتورا او مهندسًا او وزيرًا او غفيرًا او مغتربًا الحل في ديمقراطية كاملة الدسم ليس محكومة بانقلاب عاجل سوف تبدأ ديمقراطية قبيحة و فوضى و مجاعات لكن مع الصبر و الاستمرار سوف يتغير الوضع من الاسواء الي اقل سوءًا ومع ديمقراطية الي يوم القيامة و في ٢٠ سنةً سوف يكون السودان من افضل الدول في العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..