
▪️الثورة عملية مستمرة وليست محطة
▪️الثورة لا تسير في خط مستقيم فهي تخضع لقوانين الصعود والهبوط والتوقف والتراجع والتقدم
▪️الفترة الانتقالية التي تعقب الثورات عادةً تتميز بعدم الاستقرار والهشاشة، وتحتاج لفترة حتى تستقر، وتساهم في ذلك عدة عوامل منها طبيعة التحديات والوعي بطبيعة الثورة ومرحلة الانتقال ووحدة ومستوى الإرادة الثورية
▪️صراع إرادات مختلفة في محاولة التحكم وتوجيه الثورة بعضها جزء من النظام القديم وجزء منها خارجه
دائما تواجه الجميع أسئلة من نوع لماذا لم تنجز الثورة كل أهدافها؟ والبعض يذهب لأكثر من ذلك ويتساءل عن لماذا فشلت الثورة؟
أي أن البعض قد حكم على الثورة بالفشل خاصة مع تيار إعلامي يعمل على ترسيخ فرضية الفشل كمدخل للإحباط والكفر بالثورة وبالتغيير بشكل عام وهذا يعتبر هدف استراتيجي لبعض الدوائر التي يهمها تجذير الهزيمة النفسية للمواطنين لقتل أي أمل في التغيير مستقبلاً، وهذا له علاقة بصراع كبير يدور الآن في العالم بين قوى النهوض والانعتاق وبين قوى الهيمنة والاستغلال.
إذا اتفقنا أن الثورة عملية مستمرة وليست محطة نستطيع ان نفهم انه
لا وجود لفرضية الفشل، بل إن الصعود والهبوط والتقدم والتراجع هي من تجليات الثورة والتغيير والانتقال.
يجب أن نفهم أن عملية التغيير التي تحدث الآن تتحكم فيها عوامل كثيرة؛ أهمها وجود إرادات مختلفة ومتعارضة تعمل وتتصارع في ذات الحقل، لم تنتهي بسقوط النظام في شكله السياسي، إنما أخذ الصراع بين هذه الإرادات شكل جديد ويعمل ضمن ظروف مختلفة.
ما هي هذه الإرادات المتصارعة في الفضاء السياسي والاقتصادي في السودان؟
خلّفت الإنقاذ ما يمكن تعريفه بتحالف المصالح وهو ليس تحالف عقدي ديني بقدر ما هو تحالف اقتصادي سلطوي ممتد ومتقاطع داخلياً واقليمياً ودولياً، جزء من هذا التحالف كان جزء من السلطة، وبعضهم أسهم في إسقاطها ضمن صراعهم للسيطرة على السوق.
وتحالف المصالح يضم:
1_ قيادات الحركة الإسلامية والمتنفذين في النظام البائد
2_ رجال مال وأعمال كبار
3_ زعماء تقليديين (زعماء إدارات أهلية)
4_ كبار ضباط الأجهزة النظامية والأمنية.
5_ كبار المهربين وتجار البشر وتجار الحروب والأزمات.
6_ ثقافة جهوية وقبلية وعشائرية وطنتها الإنقاذ طوال 30 عاما.
7_ المحاور الاقليمية والدولية (ثروات البلاد وموقع السودان الجيوسياسي وصراع الهيمنة الدولي وولادة مجتمع دولي جديد)
كل هذه العناصر أعلاه متفاعلة ومتساندة وهي في جوهرها ذات العناصر التي شكلت أحد أهم الأطراف المؤثرة في التطور الوطني في السودان على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية،
وعلى الطرف الآخر وهم غالبية الشعب السوداني الذي يرزح تحت الفقر وضحايا الحروب والاستغلال الطائفي والتخلف القبلي والجهوي والعشائري.
هذه الإرادات المتصارعة والمختلفة في أهدافها النهائية هي الآن تشكل منظومة العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهي التي تؤثر في حركة التغيير سلباً وايجاباً، لذلك ترى انتصار لطرف في مرحلة ما وانتصار لطرف آخر في مرحلة تالية.
البعض يتساءل ما دام كل شئ معروف وواضح لماذا لا تتم الإطاحة بتحالف المصالح؟
إن اعتبار تحالف المصالح يمثل طوبة أو حجر يمكن إزالته من على الطريق بكل سهولة هو نوع من التبسيط والاستسهال ربما ساهم فيه عدم نضح الوعي السياسي والمعرفي نتيجة غياب التنوير طوال فترة الديكتاتوريات.
هذا التحالف ليس شيئاً جامداً بل يمتلك من الحيوية والتأثير الكثير جداً، وله قدرة عالية على المناورة، وله جذور وتسنده أدوات ثقافية داخل المجتمع، وسيظل هذا الصراع مستمراً حتى في الديمقراطية القادمة، وما لم تساهم ثورة ديسمبر وتحديات فترتها الانتقالية في رفع مستويات وعينا، فلا يستطيع أحد أن يتجاهل تأثير القبلية والجهوية والمال في أي انتخابات قادمة وسيكون لهم ممثلين وتأثير في أي سلطة قادمة.
ولكن المهم في الأمر أن هذا التحالف دائماً كان يستفيد من قوة السلطة والدولة وأجهزتها الأمنية والمدنية في حماية مصالحه وتمدده، وأعظم ما قامت به ثورة ديسمبر المجيدة انها نزعت منه استقوائه بالسلطة وقوتها الباطشة وحررت الصراع ليكون سلميا ديمقراطيا.
مما سبق يتضح لنا مسار التغيير وطبيعته وكيفيته، وأن الديمقراطية وتأمينها واستدامتها مع مشروع تنموي هو الطريق الآمن للتغيير لصالح مصالح غالبية الشعب.
عشان محركات الدفع الخلفي ما شغالة