مابين نقد حركة الثورة السودانية واليوماتي للثورة وفقدانها للتخطيط الاستراتيجي
والمشروع والوطني
و مصطلح تصحيح المسار
في حوار خميسي بيني وصديقي حسن نقه تحدثنا عن مسألة خروج الشيوعي من التحالف الذي كان حريصا على بنائة تاريخيا
والحديث لصديقي نقه
إن المشكل الذي يحتاج إلى حل الان قبل الغد هو
ان الحركة السياسية السودانية اتفقت في تلاته محطات من تاريخ الثورة السودانية لإسقاط الديكتاتوريات لكنها تاتي وتختلف في مسألة الانتقال للبناء الديمقراطي وبناء سودان جديد مختلف بناء دائم
السبب لأنها حتى الآن لم تفكر في الاتفاق حول مشروع وطني موازي للمواثيق التي توقعها غياب المشروع الوطني المتفق علية هو المعضلة
ولازال الحديث لصديقي حسن
مهم جدا ربط الاختلاف الحاصل الان بين مكونات قوي الحرية والتغيير بمواقفها قبل ديسمبر ٢٠١٨
لم ينتهي الحوار لأننا فقط اضئنا مناطق نعتقد ذلك
يبدو أن التطورات الأخيرة المعطلة وممارسة فرملة حركة الثورة السودانية فرضت “استفاقة” ودفقت وعي ثوري لدى لجان المقاومة والتي يدور الحديث كثيرا على عدم نضجها وعدم اكتمال تنظيمها بشكل مركزي التشكل بشكل الادارة الافقية السحابية خدم مرحلة ماقبل الانتصار لمواجهة عنف الدولة وارهابها
الأن تحتاج لجان المقاومة الثورية في هذه المرحلة لشكل تنظيم اخر يؤسرع عملها الثوري وحركتها ووضع استراتيجية عمل ثوري لمراقبة سلطتها والعمل معها ومن داخلها
هذه التطورات التي أمامنا أدت لإطلاق موجات لتصحيح مسار الثورة وستستمر.
بعد سنتين من الثورة فترة ليست بالقصيرة ساهم في هذا التعطيل والفرملة الكثيرين من بقايا النظام السابق ممثل في قيادة المؤسسة العسكرية والمافيا التي تستحوذ على مفاصل الاقتصاد الاصلا منهار
والكثير من النخب السياسية والناشطين والمثقفين والسياسين لعبوا دور ليس قليلاً في وصول الوضع إلى ما وصل إليه، أي بعد أن أسهم كل هؤلاء في الانحدار الكبير الذي حدث، بعد أن عمّمت الأوهام حول قضايا كثيرة باتت مجال نقدهم الآن.
من المفيد الميل نحو إعادة النظر في مسار السنتين ، ومهم كذلك أن يشار إلى “خطايا” عديدة جرى ارتكابها، لكن الأهم هو نقد الذات قبل نقد الثورة وثوارها ، فما عانته الثورة كان من فعل مباشر من النخب التي عملت على حرفها عن سياقها ووضعها في سياقٍ مختلف، مستفيدةً من تكريس كل الإعلام والقنوات الفضائية لتعميم أوهامها، وإظهار الثورة بصورةٍ ليست فيها. سواء تعلق الأمر بمسألة فشل سلطة الثورة ، و كانت النخب السياسية الجديده القادمة عبر البحار وتشابكها مع مصالح عالمية فاعلةً في هذا السياق، و تقذيم الفعل الواقعي للثوار الذي كان يقود الثورة، والشغل على تفكيك لحمته .
لابد من تحديد المحدد الذي فرض انطلاق الثورة. النخب الجديده والقديمة التي تملا الساحة ضجيجا و نجدها تعيد تكرار خطابها الذي لم يلامس المشكلاتٍ المجتمعيةً السلام ومن اتي به ليس امتياز بل هو مسؤلية آثارها ان لم تًُلتمس في المناطق التي احترقت بفعل الحرب حيث يكون السلم الاجتماعي وهو توفير سبل العيش الكريم وانساني يظل هو مماحكة ولعب على الدقون وعلى العكس، ناس هجو ومساراته طرحوا أوهامها وعشان اكون “دبلوماسياً”، طرحت مطلبها الخاص كنخب سلطوية فقدت السلطة وماحولها زمنا طويلا ، لكنها لم تلمس انهيار الوضع الاقتصادي، وارتفاع البطالة بشكل كبير، ولا انهيار الوضع المعيشي لنسبة كبيرة من الشعب. وهي العوامل التي أحدثت الاحتقان الذي فرض انفجار الثورة، وهي تتلهى بشعار “الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية”، وتظن أن الشعب عاجز عن فعل شيء. وهذه المسألة هي التي أطلقت حلم شاكلة برهان وكباشي على التدخل العسكري ، والآخرين الذين يعملوا لتدمير الثورة، لأنها تخاف الثورة أكثر كثيراً مما تخاف الاستبداد، بل تحبّذ الاستبداد.
الثورة السودانية كشفت أمراض ومصالح وأوهام كثيرة، . ولهذا، ظهر واضحاً أن كل تصدّى لقيادة ثورةٍ لم يتوقعها النخب المستريحة و شاركوا فيها، ولا انتبه إلى مشكلاتها، لم يكونوا في مستواها، بل إن كثيرين ممن “تسلوقوها” من مصالح سلطوية او طبقية او احتماعية في لحظةٍ أحسّاسهم أن النظام سيسقط، هنالك من قفز لكي يكون بديلاً فوقي للنظام. وآخرين حتى آخر لحظة متمسكين وهم من يصرخون بعدم الاقصاء حكم قرقوش
لهذا، ما دام الأمر قد فرض أن تجري مراجعة تجربة سنتان بالأحرى مراجعة تجربة كل تاريخ حركة الثورة في هبوطها وارتفاعها ، لا بد من القول الواضح إن المعارضة التي تصدّت لقيادة الثورة، وفرحت بحصولها على “اعتراف دولي”، مدفوع الثمن كانت عبئاً على الثورة وأضرّت كثيراً.
اتمنى ان يتسع الحوار اثناء حركة الثورة
عبدالحافظ سعد الطيب
[email protected]