مقالات وآراء

ولا زال السؤال معلقا…ثم ماذا بعد…يا ثوار ؟

د.فراج الشيخ الفزاري

ربما هي المليونية الجماهيرية الرابعة أو الخامسة التي شهدتها العاصمة الخرطوم، وأمثالها من عشرات الألوف في مدن السودان الكبري التي يتظاهر فيها شبابها وثوارها ضد تقاعس الحكومة في تحقيق شعارات ثورة ديسمبر المجيدة..وعن غياب الدولة المدنية ( كاملة الدسم) في ادارة البلاد.
وقدكتبنا، من قبل، في هذه الصحيفة، في احدي مقالاتنا عن خروج مثل هذه المليونيات المتكررة دون تحقيق أهدافها، مقالا تحت عنوان( وخرجنا…وهتفنا..أشعانا الحرائق..ثم ماذا بعد؟)، ليس تثبيطا لهمم الشباب أو تقليلا من فاعلية هكذا حراكات جماهيرية، ولكن توجسا لما سيحدث بعد ذلك الحراك من ردود فعل من السلطة الحاكمة أو من الشباب الثائر انفسهم.
أما السلطة الحاكمة، فقد كان ردةفعلها متوقعا…كالعادة..دعهم يتزمرون ويثيرون و يشعلون الحرائق ، ثم يهدؤون بعد ان تتعب حناجرهم من الهتاف والصراخ..فقد حدث ذلك مرات كثيرة ولم يحرك ذلك ساكنا في أجفان الحكومة خاصة المكون العسكري (الذي يعيش في العسل) فهو لا يزال أسير مقولة الرئيس اامخلوع الذي يقول عن مثل هذا الحراك، ما معناه( وعندما يحل المساء ، سوف تتفرق الجماهير، ويطلع كل قرد جبله)!!
أما حركة الشباب والجماهير الثائرة..فتحتاج الي الادارة والقيادة الفاعلة..قبل وأثناء وبعد هذا الحراك…فليس الحراك هو المقصود في ذاته، بل المطلوبه هو تحقيق ما جعل الحراك ممكنا ..فهل حدث شيئ بعد الحراك الأخير يشي بحدوث شيى يعدل في مسار الثورة ، باعتباره من الشعارات الأكثر استهدافا واجماعا في المليونية الأخيرة.؟لا اعتقد أن شيئا من ذلك قد لاحت بوادره حتي الان!
تحتاج الجماهير الثائرة الي ادارة وقيادة شبابية دائمة ، تقود وتتابع المطالب وتحرك القواعد كلما شعرت بانحراف المسار…
نقول ذلك اشفاقا عليهم وبما يتكبدونه من مشاق، ويعانونه من ارهاق ، كل ذلك من أجل الوطن…بينما يلهوا الساسة وبستمتعون بأوقاتهم باعتبار أنها( فورة) سرعان ما تنطفئ من تلقاء نفسها كما حدث في سوابقها من فوران!
تري…هل صدقت نبؤتنا…بحيث يظل سؤالنا هائما و يبحث عن اجابة :
وثم ماذا بعد هذه المليونية يا ثوار؟

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..