مقالات سياسية

لن يستقيم ظل الخدمة المدنية و عودها أعوج

أحمد ادم حسن عبدالله

أفضل ما تركه المستعمر فيما ترك للشعب السوداني كان الخدمة المدنية الراسخة المهنية و ذلك بإعتراف المستعمر نفسه حين ذهب بعض من إدارة دولة خليجية لطلب العون الإداري من بريطانيا فكان الرد بأن يدهبو إلى السودان لأن الخدمة المدنية التي غرست فيه هي الأقوى من بين كل الأقطار التي خرج منها المستعمر.

و خير مثال لذلك هو جيوش المهندسين و الإداريين و المعلمين الذي ذهبو إلى الخليج و احدثوا به طفرة راسخة حتى الآن هي عماد تلك الدول.

و من أكبر جرائم نظام البشير ضد الدولة السودانية و ضد الشعب السوداني كان التدمير الممنهج للخدمة المدنية و لذلك الإرث القوي بسبب سياسات التمكين و التشفي و الإنتقام ضد كل من وقف أو كان يمكن أن يقف ضد سياساته.
و ذلك أحدث الأثر المريع و التردي الباين في كل قوام الدولة و جعلها مشوهة على المستوي المدني والعسكري مما كان له الأثر الأعظم في تفشي الفساد إقتصاديا و مجتمعيا و تعليميا و صحيا و سياسيا و رياضيا و حتى دينيا و هذا التدمير الممنهج يعترف به بعض من انتمي لنظام البشير قبل الذين عارضوه.

رفعت العقوبات و فتح الباب الخارجي و هنا يأتي السؤال… مع نفس البنية المترهلة و المعاقة هل يستطيع السودان الاستفادة من ذلك الانفتاح؟
للأسف لن يحدث ذلك إلا بالإصلاح الحقيقي لمفاصل الخدمة المدنية و إعادتها إلى سيرتها ما قبل غزو نظام البشير للدولة السودانية.

أحمد ادم حسن عبدالله

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..