مقالات سياسية

“شعب واحد من أجل تحقيق أهداف ثورتنا !”

نجيب عبد الرحيم

رغم المخاوف التي يفرضها تفشي فيروس كورونا خرجت الجماهير في كل للولايات للاحتفال بالثورة  19 ديسمبر 2020 والمطالبة بتحقيق أهداف الثورة التي تتمثل في الظروف المعيشية وتكوين المجلس التشريعي وتحقيق العدالة ومحاكمة رموز النظام القابعين في سجن كوبر القصاص من العساكر الذين ارتكبوا مجزرة القيادة العام 29 رمضان وتحسين الأحوال المعيشية  وعودة الكفاءات وانهاء من خذلوا الثورة مدنيين كانوا أو عسكريين.
خرجت الجماهير لكي لا يتسلط عليها  من يتلاعبون بالشعارات  ومن خلال الحراك يحولون     المواكب  الى جوقة وتصفيق.

خرجت  الجماهير لتحاسب  من قصر في حق الثورة وتسبب في ارهاق الشعب وارتفاع الدولار وزيادة الغلاء وإنعدام الأمن  ومعارك الصفوف الثلاثية مستمرة.

خرجت الجماهير وأكدت أن الثورة ليست مسجلة في المزاد باسم  القحاتة أو أي حزب  هي ثورة الشعب ولا أحد غير الشعب والكل يطالب ببناء دولة الحرية والسلام والعدالة التي يحكمها النظام والقانون دولة أساسها العدل وتساوي الفرص بين ابناء الشعب الواحد دولة خالية من الفساد والفاسدين.. دولة  مدنية كاملة الدسم رغم المتربصين من عسكر ومدنيين وبعض الحركات المسلحة يعيقون المسيرة  والسبب حاضنتنا السياسية لأنها هي السبب الرئيس  في وصولنا إلى هذا المشهد الملتبس عبر طريقتهم في إدارة الأمور وتفرغهم للمحاصصات والسمسرة السياسية والحزبية وصاحبي وصاحبك ودفع بالكثير من الدخلاء على الخط ويعتقدون أن نظام الإنقاذ إنهار فما حدث هو الإطاحة بالرئيس المخلوع  ومحيطه فقط  وما تبقى من عسكر ومدنيين من النظام  ظنوا في البداية أنهم يمكن أن يستفردوا  ويستمروا  في الحكم  بواجهة مختلقة تحت  مسمى حكومة تصريف مهام وقيام ولكن بعد مليونية 30 يونيو أدركوا أن ذلك ليس في صالحهم وأوقفوا ذلك المسعى واصبحوا شركاء معنا في الثورة بمباركة حاضنتنا السياسية الهشة (القحاتة) من خلال وثيقة مثقوبة وثالثة الأثافي سلام محطة جوبا الذي لم يكتمل بعد بتخلف أقوى فصيلين عن المشاركة في عملية السلام.

نقول بكل جرأة أن الدولة العميقة نجت من الثورة وما يحدث من تغول على صلاحية مجلس الوزراء أصبح المكون العسكري في السيادي يقوم بمهام مجلس الوزراء وأصبحت كل الملفات والإقتصاد بحوزتهم ويصدرون القرارات كيفما أتفق دون مشورة أي مشورة والمكون المدني في السيادي مثل (شاهد ما شافش ما سمعش حاجة) على طريقة  المسرحية المصرية التي قام ببطولتها نجم الكوميديا المصري عادل إمام  ولذا  لم يرد المكون المدني على مستشار رئيس مجلس السيادة العميد أبو هاجة عندما قال أن شعب لا يحترم جيشه عليه ان يستعد للعق احذية الاعداء !.

سعادة العميد نحن نحترم الجيش السوداني لأنه حامي الحمى والجنود  الذين  يدافعون عن الوطن بكل شجاعة ويخوضون الحروب ويفقدون حياتهم في أي لحظة حتى ينعم المواطنون في بلدهم بالأمن ولكن لا نحترم جيش يذبح  ابناء وطنه داخل حوشه وهو يتفرج  ورغم ذلك لم يكن له أي دور في التغيير وأعتلوا افراده  أعلى المناصب بعد إزاحة المخلوع وبعضهم غير مؤهلين لهذه المناصب.
من حق الشعب السوداني محاسبة الجيش لأنه لم يقم بحماية المعتصمين الذين تم قتلهم بوحشية هكذا يتعامل الشعب مع الجيش في الدول الديمقراطية التي تنعم بالحرية والسلام والعدالة فمن حق  المواطن أن يوجه النقد للجيش ويطالب بتقييم الأداء ومحاسبة القادة إذا أخطأوا .

الوطنية الحقيقية تستلزم محاسبة المسئولين عن مجزرة القيادة العامة التي راحت ضحيتها مئات من المواطنين العزل الذين لا يحملون أي سلاح ناري ولا سكاكين ولا مطاوي ولا عكاكيز ولا سيخ ولا فلكابة ولا نبلة والتحقيقات تسير بطريقة سلحفائية وحتى يومنا هذا لم تتم محاسبة العساكر الذين ارتكبوا المذبحة البربرية .
نحن شعب واحد  وجيش واحد ولا يخلو جيش من جيوش العالم  في أي زمانٍ وأي مكان من عقيدة عسكرية  تمثل مجموعة من القيم والمبادئ سلوكاً  وممارسة ويجسدها على ارض الواقع ويجب  أن يكون شعارنا  واحد الوطن ثم الوطن ولا صوت يعلو فوق صوت الوطن.

وختاماً نريد تغيير جذري للحكومة ما عدا رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك وإحلال أصحاب الخبرات والكفاءات ونحذر الابتعاد عن أية مغامرات غير محسوبة من عسكري  كوز أو  جنجويد  أو برميل أو تاجر دين  وغيرهم .

ثورة ديسمبر مستمدة حتى تحقق أهدافها ويصعب اختراقها
أللهم ثبت أقدام جنودنا البواسل على حدود الوطن وأنصرهم واحفظهم وسدد خطاهم
المجد والخلود للشهداء
أشرقت شمسك يا وطني
إنتهى

نجيب عبد الرحيم
[email protected]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..