خطة مارشال، حلم أم وهم سوداني؟

كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول التطلع لان تقوم الولايات المتحدة الامريكية بتطبيق خطة مارشال “George C. Marshal ” في السودان!
كان آخر المتحدثين حول هذة الرغبة، او الامل او الحلم، سمها كما تشاء، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء الاستاذ فايز السليك، حسب ما ورد في الراكوبة يوم الثلاثاء 22 ديسمبر 2020.
لا ندري ما هي الحوافز التي تدفع او تجنيها امريكا من هذه الخطة التي لم تتكرر مرة ثانية في التاريخ؟
للفائدة العامة، ولمعلومية المتفائلين، من الضروري ان نذكر بأن هذة الخطة، لم تكن من أجل إعادة إعمار ما دمرته الحرب العالمية الثانية في أوربا الغربية، دون مقابل من جانب الطرف المتلقي للعون. في حقيقة الامر، قدمت الولايات المتحدة الامريكية مساعداتها في إطار خطة رباعية (1948- 1952) لدول أوروبا الغربية لعدة أغراض، أهمها:-
– اعادة إعمار المدن والصناعات والبنية التحتية في 16 دولة في أوربا الغربية، علي رأسها بريطانيا، ألمانيا الغربية، فرنسا، هولندا، النرويج ….(في حدود 135 مليار دولار، تعادل 800 مليار دولار الآن) من اجل تقوية العلاقات التجارية بين دول أوروبا الغربية ومع الولايات المتحدة الامريكية،
– تثبيت الأنظمة السياسية في أوروبا الغربية وإيقاف المد الشيوعي في القارة،
– إقامة حلف عسكري يضم دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الامريكية (حلف الناتو- 1949)
لذلك يمكن القول بأن خطة مارشال ( القائد العسكري ووزير الدفاع)، لم تكن محض مساعدة للمحبة بين الشعوب! في الواقع حققت تلك الخطة مكاسب تجارية، سياسية وعسكرية ضخمة للولايات المتحدة الامريكية وللدول المتلقية الحليفة.
خلاصة القول، يبدو أن الحديث حول إمكانية استفادة السودان من خطة مشابهة لخطة مارشال، (كما ورد من البعض، اثناء المؤتمر الإقتصاد الأخير)، او من قبل الأستاذ السليك مؤخراً، يبدو ذلك محض حلم بل وهم (مع الإعتذار عن الوصف)، يفتقًر للمبررات المنطقية والواقعية. وبلا شك هو طموح مشروع لكنه عالي السقف (يعني بالبلدي، السما قريبة)!!
أخيراً نذكر بأن السودان لا يحتاج لإعادة إعمار، بل الي أسس، سياسية، إجتماعية، استراتيجية للتنمية المستدامة، المبنية والمسنودة بنظام ديمقراطي حقيقي. هذا يعتمد أولاً وأخيراً علي السودانيين أنفسهم لا علي “خطة مارشال 2”! مع إحترامنا وتقديرنا لكل اصحاب ذلك الحلم الوردي البريء!
د. الحسن النذير
[email protected]
فايز السليك هو الوهم ذاتو