
تقدم السودان اخوتي ليس بهدف مستحيل المنال.
فالامر يتطلب فقط التقائية وطنيه حقيقية كاملة الأركان لكل مكوناته السياسية المتناقضة .
وان كان جمع هذه المكونات المتناقضة من سابع مستحيلات العمل الوطني وأمر في غاية الصعوبة بسبب تراكم الكثير من الجراحات التهميشية والتي استغلها البعض لتكون حجر عثرة في حياة كل اهل السودان.
ورغم كل ذلك يحدونا الأمل في هذه الالتقائية الوطنية التي نرى فيها انها ستتحقق انفراجة الوطن.
و ليتنا أن تحقق الامر ان نحذو حذو الناجحين في هذا العالم.
فالصين والهند نموذجين ناجحين وقد وصلا مراحل بعيدة في عوالم التنمية.
فالنموذج الصيني استثمر كل طاقاته في صناعة النسيج والتي أصبحت تغطي أكثر من 20 بالمائة من حاجيات العالم.
كما أن الصين هي المتحكم الاكبر على سوق السلع الإلكترونية في العالم.
وفقط مبيعاتها من آلات التصوير الفوتوغرافية الرقمية وحدها وصلت أكثر من 50 بالمائة من مبيعات العالم.
كما تبوءت الصين المرتبة الأولى في بيع الحواسيب.
أما النموذج الهندي فقد احتل هو الآخر الصدارة في ميدان الخدمات.
حيث أصبحت الهند أكبر خزان للأدمغة في العالم خصوصا في ميدان المعلومات والتكنولوجيا
وقد استطاعت تفريخ اكثر من 275000 مهندسا في السنة.
وهذا ما كان في تقرير بنك “موركان ستالي” الذي اكد أن الهند ستصبح من ضمن الاقتصاديات القوية في العالم إلى جانب الصين والولايات المتحدة الأمريكية وذلك في أفق سنة 2045.
ووفقا لموقع مجلة “فوربس” الأمريكية فقد توافرت للهند عدة عوامل قوية ساهمت كثيرا في إطلاق عصرها الذهبي.
فلقد عملت الكثير من بيوتات الاستثمار العالمي في بناء مصانعها في الهند بعد تزايد قوة الهند الشرائية .
وحتي نقلد هذين النموذجين الرائعين علينا ترتيب أولوياتنا الاقتصادية بالتدريج.
وكما برزت الصين في النسيج والتكنولوجيات وبرزت الهند في تقديم الخدمات لابد أن نبرز نحن في تصدير اللحوم.
ولنا أن بدأ باستثمار ثروتنا الحيوانية الكبيرة والتي نفخر بها دون طائل.
فالسفير البرازيلي في السودان وكأنه قد أصيب بالخوف حين كانت ثورة السودان .
فقد نقل عنه أنه قال : اذا استيقظ المارد السوداني وخرج من قمقمه فالبرازيل ستكون في خطر .
فالسودان اخوتي وكما يقول الرجل هو أكبر بلدان العالم من حيث امتلاك الثروات الحيوانية الحية واللحوم.
و اللحوم السودانيه هي بلا منازع الافضل في العالم لخلوها من كل الأسمدة الكيماوية.
فالبرازيل وكما هو معروف هي المصدر الثاني بعد الولايات المتحده في تجارة اللحوم في العالم.
فلقد بلغ إنتاجها من اللحوم 9.5 مليون طن عام 2019، وتساهم بنحو %15.4 من إجمالي الإنتاج العالمي لللحوم.
وللاسف الشديد فالسودان متخلف جدا في تجارة اللحوم حتى الآن.
رغم (هيلمانة) مسلخ الكدرو الذي تذهب كل ارباحه إلى المؤسسة العسكرية.
لذا لزام علينا انشاء عشرات المسالخ في كل انحاء السودان شرقا وغربا و عقد شراكة دولية مع دولة كبيرة و بنسب متفق عليها .
ومن ثم دعونا ننتقل إلى الثروات الاخرى.
على أن تتوازي مسيراتنا الاقتصادية و السياسية معا.
ولن يحدث ذلك إلا بانعتاق السودان من كل أشكال التجاذبات التي لا تخدم المصلحة الوطنية العليا.
وفقط يحتاج سودان اليوم إلى تكثيف الجهود للحفاظ على كل الموارد من السرقة.
و لن يتأتى ذلك إلا بشد أزر كل التوّاقين لانطلاقة الوطن ببدء المسيرة ونسيان عهود التخلف و النفاق والكذب والسرقة والقتل التي كانت .
■□■□■□■□■□■□■□■□□■□■□
محمد حسن شوربجي