غزو السلطان تيراب لكردفان

غزو سلطان محمد تيراب سلطان الفور لكردفان

يقول الرحالة محمد بن عمر التونسي في سفره الموسوم (تشحيذ الاذهان في سيرة بلاد العرب والسودان) ان السلطان سولونج المدعو بسليمان هو اول السلاطين من اصول عربية من بني هلال والذي حكم مملكة دارفور في منتصف القرن السابع عشر الميلادي ?يقال ان له اخا يدعي المسبع فاقتطع له اقليم كردفان وبقي هو سلطان علي اقليم دارفور وتعاهدا علي ان لا يخون كل منهم الاخر صاحبه . فصار ابناء (المسبع) ملوكا اقوياء غزو بلاد التروج (جبال النوبه) وعرب البادية وصاروا اصحاب مال عظيم وقدر جيشهم بما يفوق العشرة الاف مقاتل واجتمعت عليه الناس من (الدناقلة) و(الكبابيش) و(عرب الرزيقات) حتي صار بجند كثيف.
السلطان هاشم المسبعاوي كان اكثر سلاطين المسبعات شهامة وشجاعة واقدام علي الامور الشاقة وطمعت نفسه في ملك دارفور واستشار ارباب دولته من غير اهله واشاروا عليه ان يبث السرايا اولا ويهاجم اطراف مملكة الفور ومن بعد ذلك يغزوها فارسل جنوده فقتلوا وسبوا واغتنموا أموال عظيمة من اطراف وروعوا الاهالي فشكوا للسلطان تيراب من افعال جند المسبعات.
ارسل السلطان تيراب للسلطان هاشم المسبعاوي محذرا من عواقب أفعاله وان يكف عن غزو بلاده مذكرا اياه بعهود الاباء من سلاطين الفور والمسبعات. لكن السلطان هاشم المسبعاوي زاد من غزوه لاطراف مملكة دارفور فجهز السلطان تيراب جيشا كبيرا وتوجه الي كردفان غازيا ليرد اعتداء المسبعات.
وكان اكابر واقرباء السلطان هاشم المسبعاوي ناقمين علي سلوك السلطان لعدم مشورتهم ومشاورة من هم دونهم من غير اهل السلطان واعتبروا ان فعله ياتي بخراب ملكهم. ولما خرج السلطان تيراب ابقي ابنه اسحق في حكم المملكة وتوجه نحو كردفان بوزرائه واكابر دولته خوفا من ان يطمعوا في ملكه من بعده. لما سمع السلطان هاشم المسبعاوي فر هو وجماعته واستجار بالملك عدلان الثاني ملك سنار واقام عنده في سنار خوفا من انتقام الفور. ودخل السلطان تيراب عاصمة المسبعات ومكث فيها حولا وجمع السبايا والغنائم وظفر بالأموال فمل وزاءه وقواد الجيش وارادوا الرجوع الي دارفور بما ظفروا فقال لهم السلطان تيراب (كيف ترجعون وقد بلغني ان هاشم استجار بدولة سنار وقد جهز له جيشا ويريد القدوم علينا فان رجعنا وجاء بعدنا ظن اننا فررنا ونال من البلد مراده وبعد ذلك يغزونا ويحوجنا الرجوع اليه وانا مضمر ان اتوجه اليه قبل ان يأتي لكن بعد تحقق الخبر).
مكثوا بعد ذلك مدة لم يظهر اثر مما قال فتنكرت قلوبهم وساءت احوالهم واشتاقوا الي عيالهم وشكوا لوزيره وصهره (الامين علي ود برقو) فقال (اقتله واريحكم منه ) وضمنوا له ان يصبح هو السلطان وجعلوا بينهم علامة صوت الطبل فان سمعوه يكونوا مستعدين فلما جن الليل لبس (الامين علي ود برقو) دروعه ولبس فوقها ثيابه وتقلد سيفه وقصد غرفة ابنته حيث يكون السلطان تيراب عندها ليقتله فلما دخل لم يجده فعرفت ابنته وزوجة السلطان مكيدته لان الوزراء لا يدخلون علي ملوك الفور بسيوفهم وقالت له (انتظر هنا لاخبره بقدومك) فذهبت للسلطان تيراب واخبرته بما رأت فأبقاها وامر حرسه بالقبض علي صهره ووزيره الامين علي ود برقو الذي انتظر في غرفة ابنته وبعدها خرج فنهض عليه حرس السلطان ليقبضوه فقاتلهم فقتلوه فقال السلطان تيراب لحرسه اجعلوه في كفنه حتي الصباح وامر باغلاق الابواب وحراستها وفي الصباح امر ان تضرب الطبول فجاء اهل الفتنة ظنا منهم ان الوزير قد قتل السلطان فجردهم الحرس من سيوفهم وادخلوهم علي السلطان محاطين بالسلاح فخرج عليهم السلطان تيراب متوشحا بالسواد ومتطيلسا بكشمير احمر وهذا نهاية الغضب .
جلس علي كرسيه المعد له وأمر باحضار القتيل ووضعه وسطهم وسقط امرهم ولم يتجاسر احد علي الكلام فسكتوا كلهم فقام رجل منهم ذو دهاء وهو صهر السلطان ايضا فقال (قد عرفناه الامين علي ود برقو فان اردت قتلنا فنحن بين يديك فان عفوت فالامر إليك) فاخبره بسبب المؤامرة وقال نعذرك في الاقامة ولسنا نراك ناوي الاوبة الي دارفور وان قلوبنا انكرت الغربة وحنت للاوطان فعرف السلطان تيراب قصدهم وقال لهم اني مريض بمرض يمنعني من الاوبة الي دارفور فعفا عنهم وادعى المرض وكان السلطان تيراب يألف احدي نسائه وتدعي (ايا كري) وكانت صاحبة رأي ومشورة وكان قد جعل لها اقطاعا تجبي منه الأموال ولها ولد يدعي (حبيب) فخافت ان مات السلطان يتنكر عليها القوم ويقتلوا ولدها واشارت للسلطان بالتحرك لمطاردة هاشم المسبعاوي الذي احتمى بمملكة سنار ولكن المرض ثقل علي السلطان تيراب ويئس من مجئ ولده اسحق من دارفور وجمع كبار القوم ومنهم (الامين علي ود جامع وسيد محمد كرا والامين حسب الله جران والامين إبراهيم ود رماد والأب الشيخ عبد الله جثا ) واعطاهم وصاياه الاخيره وبعدها توفي السلطان تيراب فضعوه في نعش وقد دب الخلاف فقام الامناء بتعين (باسي ريز) اميرا عليهم يسير بهم الي دارفور وكان صعب المراس وقوي الشكيمه لكن الخلاف زاد بينهم فنادوا ب(باسي طاهر) اميرا عليهم وتراضوا بعد خلاف فنادوا علي ولايته واقعدوه علي كرسي السلطنه ولم يختلف عليه احد.

د. بشير احمد محي الدين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اليس هناك رواية اخرى انه وصل الى شندي واقام فيها هذه المدة التي ذكرت؟ خاصة وانك لم تذكر اين كان مقيما في كردفان؟!

  2. للاسف يا المدعو د/ بشير احمد محي الدين مقالك متناقض كله افتراءات وكذب
    اولا نحن نحترم العرب وهم جزء اصيل مكونات دارفور وكردفان ولهم تاريخ ناصع في جميع المحافل ولهم مننا كل الود والتقدير اباء وامهات اخوة واخوات ؟
    لكن للاسف امثالك الانتهازيين والمزورين والعنصريين يريدون ان يصنعو تاريخ لا وجود لها في الواقع ولا في الخيال الا في خيالك المريض
    بداية في المقال ذكرت سيرة العرب والسودان من هم العرب المقصود ؟
    ثانيا قلت المدعو سليمان سلونج هو اول السلاطين العرب من بني هلال ههههه قمة السذاجة والغباء يالمدعو بشير من اين اخذت دكتوراه الكذب ؟ اولا السلطان سليمان سلونج هو اول سلطان لمملكة للنتجر واخرهم السلطان شاو دورشيد رقم 12 وينسب البعض التنجر إلى عرب بني هلال احفد ابو زيد الهلالي ، ويذهبون أنهم أول قبيلة تدخل اللغة العربية إلى دارفور، ويرى آخرون أنهم من النوبيين، وهناك رأي ثالث أنهم ينتمون إلى قبائل الفور. والقول الصحيح او المأكد انهم من النوبيين واختلطو مع الفور بعدما زادت حدة الخلافات في المملكة النوبية وفرو غربا واسسو مملكة التنجر بجوار مملكة الداجو جنوب جبل مرة ومملكة كانم العريق الممتد من تشاد الي ليبيا ودارفور
    ولو استخدمت عقلك يالمدعو بشير ستجد ان السودان في ذلك العصر افريقي بحت ولا يوجد عنصر عربي والعناصر البدوية الافريقية مثل الرزيقات والفلاته والمسيرية ينحدر جذورهم من البربر والفولان ثانيا قبل مملكة التنجر هناك ممالك قائمة في دارفور لكن لم يذكرها التاريخ لاسباب معروفة والقصد منه تعريب السودان وطمس الهوية المسيحية والوثنية والافريقية والدليل كل التاريخ يتحدث عن الاسلام ودخول العرب الي السودان ولا يتحدث عن وجود الانسان قبل الاسلام وقبل وجود عنصر عربي في ذاك الزمان
    وبأمكانك ان تبحث عن تاريخ بني هلال علي مستوي العالم لايوجد لهم عنصر في السودان
    اما المسبع سلطان كردفان فوراوي وهذه حقيقة لا ينكرها الا مكابر ومفتري واسئل زعماء اول قبيلة عربية مكست في كردفان وهم قبيلة الحمر وتعرف من اصحاب الارض والتاريخ

  3. اليس هناك رواية اخرى انه وصل الى شندي واقام فيها هذه المدة التي ذكرت؟ خاصة وانك لم تذكر اين كان مقيما في كردفان؟!

  4. للاسف يا المدعو د/ بشير احمد محي الدين مقالك متناقض كله افتراءات وكذب
    اولا نحن نحترم العرب وهم جزء اصيل مكونات دارفور وكردفان ولهم تاريخ ناصع في جميع المحافل ولهم مننا كل الود والتقدير اباء وامهات اخوة واخوات ؟
    لكن للاسف امثالك الانتهازيين والمزورين والعنصريين يريدون ان يصنعو تاريخ لا وجود لها في الواقع ولا في الخيال الا في خيالك المريض
    بداية في المقال ذكرت سيرة العرب والسودان من هم العرب المقصود ؟
    ثانيا قلت المدعو سليمان سلونج هو اول السلاطين العرب من بني هلال ههههه قمة السذاجة والغباء يالمدعو بشير من اين اخذت دكتوراه الكذب ؟ اولا السلطان سليمان سلونج هو اول سلطان لمملكة للنتجر واخرهم السلطان شاو دورشيد رقم 12 وينسب البعض التنجر إلى عرب بني هلال احفد ابو زيد الهلالي ، ويذهبون أنهم أول قبيلة تدخل اللغة العربية إلى دارفور، ويرى آخرون أنهم من النوبيين، وهناك رأي ثالث أنهم ينتمون إلى قبائل الفور. والقول الصحيح او المأكد انهم من النوبيين واختلطو مع الفور بعدما زادت حدة الخلافات في المملكة النوبية وفرو غربا واسسو مملكة التنجر بجوار مملكة الداجو جنوب جبل مرة ومملكة كانم العريق الممتد من تشاد الي ليبيا ودارفور
    ولو استخدمت عقلك يالمدعو بشير ستجد ان السودان في ذلك العصر افريقي بحت ولا يوجد عنصر عربي والعناصر البدوية الافريقية مثل الرزيقات والفلاته والمسيرية ينحدر جذورهم من البربر والفولان ثانيا قبل مملكة التنجر هناك ممالك قائمة في دارفور لكن لم يذكرها التاريخ لاسباب معروفة والقصد منه تعريب السودان وطمس الهوية المسيحية والوثنية والافريقية والدليل كل التاريخ يتحدث عن الاسلام ودخول العرب الي السودان ولا يتحدث عن وجود الانسان قبل الاسلام وقبل وجود عنصر عربي في ذاك الزمان
    وبأمكانك ان تبحث عن تاريخ بني هلال علي مستوي العالم لايوجد لهم عنصر في السودان
    اما المسبع سلطان كردفان فوراوي وهذه حقيقة لا ينكرها الا مكابر ومفتري واسئل زعماء اول قبيلة عربية مكست في كردفان وهم قبيلة الحمر وتعرف من اصحاب الارض والتاريخ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..