تأمُلات
كمال الهِدي
كتبت بالأمس على عجل حول فوز الهلال على منافسه الغاني الأشانتي كوتوكو خارج الديار بهدف فيني.
وتطرقت لظاهرة اهدار الفرص السهلة والثمينة التي تبارى فيها عدد من لاعبي الهلال، الأمر الذي يستوجب معالجة سريعة من الجهاز الفني قبل بلوغ المراحل الأصعب من البطولة.
كثيراً ما غابت التدريبات الفردية في السودان.
وكم من لاعب امتلك إمكانيات جيدة وموهبة ملحوظة ضاعت بسبب عدم توفر هذا النوع من التدريب المهم للغاية.
والعشم كبير في المدرب زوران بأن يولي هذه الجزئية كثير اهتمام ويتعامل مع جوانب ضعف كل لاعب على حدة.
معلوم أن مثل هذه القدرات يفترض أن تُطور في زمن باكر من مسيرة اللاعب، لكنه السودان ولابد أن يستوعب مدرب الهلال هذه الحالة الخاصة ويفرد وقتاً من التدريبات بمعاونة مساعديه لمعالجة بعض جوانب النقص لدى لاعبيه.
شخصياً لم أر ما يزعج في أداء الهلال أمام الأشانتي سوى تلك الفرص المهولة الضائعة.
وعلى عكس الهلال يبدو أن الغريم المريخ قد استغل كل السوانح التي لاحت له ليحقق فوزاً كبيراً بثلاثية سيف تيري في ملعب الهلال على ضيفه أنيمبا النيجيري.
رائع أن يحقق الهلال والمريخ الفوز على منافسيهما في هذه المرحلة، فهذا على الأقل سيخفف من نزعة التعصب التي حرض عليها البعض عن قصد حتى صارت المنافسة في بلدنا أشبه بحرب داحس والغبراء.
الناديان الكبيران يشاركان باسم الوطن في بطولة قارية لم يحظ أي نادِ سوداني بالظفر بها، بالرغم من بلوغ الهلال نهائياتها مرتين.
ولهذا نؤمل كثيراً في أن يتغير الوضع هذا العام، وأن نرتقى بذوقنا وتشجيعنا ونؤازر جميع الأندية المشاركة قارياً، وإن لابد من التعصب للألوان فنوفر ذلك للتنافس المحلي.
. خلال العديد من نسخ البطولتين الأفريقيتين ظلت صحافة وجماهير كل واحدٍ من الناديين تنتظر خروج الآخر من أجل السخرية والتندر، فهل نشهد وضعاً مختلفاً هذا العام بعدأن انتظمت البلاد ثورة وصفناها ب “ثورة الوعي”!
. هذا ما يجب أن يصبح عليه حالنا وإلا أصبحنا(بياعين كلام) ونحن نتباهى بهذه الثورة.
معلوم أن المناكفات البريئة بمثابة ملح المنافسة في كرة القدم.
لكن المستويات التي بلغناها في هذا المجال لا علاقة لها اطلاقاً بصفة البراءة.
أطيب الأمنيات لجميع أنديتنا المشاركة أفريقياً، والأمل معقود على فتيةالأمل عطبرة في أن يعودوا بعد خسارتهم الأولى في هذا الدور.
