تميزت الانقاذ البائده بعقليه خبيثه استطاعت ان تؤطر بها لكل ما هو سيء في جميع مستويات الحكم .. جاءت بخصومها والد اعداءها ونثرت لهم (طعم ) السلطه وكانت تحرص اشد الحرص في ان يكون الخصم دائما تحت (الابط ) حتي يسهل ترويضه والسيطره وعليه ومن ثم تذويبه في مؤسساتها السرطانيه المختلفه .. تديرهم كما تدار (الاراجيز ) تماما ؛ تتركهم يشغلون اوقاتهم بالملفات الفارغه وتنسج لهم أوهام ( وغلوطيات ) تجعلهم يغرقون في تفاصيلها السازجه بالاضافه الي استدراجهم للولوغ في بحر الفساد التمكيني الذي جعل موارد البلاد موائد دسمه لكل من افتره واعياه النضال من اشباه المناضلين وانتهازيي الازمات الذين تصطادهم صنارات الانقاذ وشراكها واحابيلها المسمومه ..
فمن اجلسته برلمانيا علي المجلس الوطني يجد نفسه اخرسا وسط زفه أحمد إبراهيم الطاهر واشباهه يصفق متي ما اريد له ان يصفق ويبصم علي اي قرار ارادوا ان تكون عليه بصمه الجميع .. ثم يجمعون حوافزهم ومخصصاتهم وينصرفون استعدادا الي دوره الانعقاد التاليه التي تمضي كسابقتها …
ومن اجلسوه علي كرسي الوزاره يحيطونه بسياج من الكوادر الماهره المدربه علي تحريف الخطاب وصناعه (الوسواس والخناس) التي يجيدونها فيجد هذا المستوزر ان قراراته لا تتعدي عتبه مكتبه تتلغفها جيوش الموظفين الداخله والمارقه التي تستطيع ان تحول بمهنيه عاليه اقوي قرآرآت السيد الوزير الي مجرد بخار ماء يتصاعد من الاوراق المعطونه في سله المهملات التي (يموصون ) فيها اي قرار يصدره هذا الوزير المدجن .. وقد تصل في بعض الحالات ان موظفا بدرجه خفير في الوزاره تكون قراراته اقوي وامضي من الوزير نفسه .. ولان المال هو عصب حياه اي وزاره يراد لها ان تنبض بالحيويه والنشاط يحرصون بالطبع كل الحرص ان تكون خزانه هذه الوزاره ليس بها ثمن شراء ولو جريده صفراء يتسلي بها معالي السيد الوزير ويحل كلماتها المتقاطعه حتي مجيء وقت سارينته التي توصله الي المنزل بعد يوم حافل بالاجتماعات الفارغه المعاني والمضامين .. وخير مثال علي ذلك القائد مني اركو مناوي والذي كان احد ضحايا خزعبلات الانقاذ وشراكاتها الاستحماريه مما حمله الي العوده مجددا الي مربع الكفاح المسلح ..
ومن خلال متابعه الاوضاع الحاليه نخشي ان يقوم السيد حمدوك بتطبيق نفس روشته الاستحمار الانقاذي خاصه بعد ان رشح الي السطح ان هنالك استحداث لوزاره تسمي (السلام ) وستكون هذه الوزاره من نصيب حركات الكفاح المسلح ..
وصلت حركات الكفاح المسلح الي الخرطوم وسط ترحيب واستقبال شعبي كبير يملاؤهم الأمل والتفاؤل بشراكه حقيقيه مع حكومه الفتره الانتقليه ..والان يمضي شهر بالتمام والكمال ولا تزال مفاوضات الكواليس المغلفه لا تبارح مكانها او هكذا تبدو علي الاقل من خلال ما يرشح الي السطح من بوادر خلافات قد تعصف بعمليه السلام التي ينتظر منها الكثير ويعول عليها كاحد ركائز الاستقرار السياسي بالبلاد ..فمنذ ان تم تكوين مجلس شركاء الفتره الانتقاليه ومحاوله قوي الحريه والتغيير (القابضه ) التصدي له لدرجه التلويح باسقاطه عبر الشارع الثوري بل وقد سعت بالفعل بعض الجهات المحسوبه للحاضنه السياسيه لحكومه السيد حمدوك بتبني خط داخل احتفاليه ديسمبر التي مضت للتو لاسقاط هذا الجسم الذي يرون فيه اضعافا لشراكتهم التي تعاني من الهشاشه بسبب التحديات الاقتصاديه التي تعاني منها البلاد المرهقه بالأزمات .
أن ما يحدث الان من استحداث لوزارات علي شاكله وزاره السلام وغيرها من الموروثات الكيزانيه ومحاوله (استحمار ) الشريك لامر مؤسف تماما ولا يحترم لعقليه من جاءوا بايادي بيضاء وقالوا لا للحرب استعدادا لفتره انتقاليه تعمل بتناغم حقيقي بين جميع المكونات الوطنيه بعيدا عن سياسه الخيار والفقوس في تقسيم السلطه وفقا للسياسه الكيزانيه العقيم في اداره البلاد بعقليه احاديه قابضه تجعل كل من يشاركهم الحكم مجرد ( بعير ) يحمل علي ظهره جراب خالي الوفاض من مهام السلطه ..
ما تحتاجه البلاد حقيقه هو ان يجدد جميع الشركاء الثقه في بعضهم البعض .. فاداره المرحله القادمه مسؤليه عظيمه يجب ان يشارك الجميع في تنفيذها والعبور بها .. وذلك لن يتاتي بالطبع الا بتوزيع عادل لمكونات السلطه وادواتها بعيدا عن روح الشلليات الصفويه التي تحاول رسم خطوط حمراء وتجعل من بعض الوزارات امرا صفويا يخص نخب معينه دون الاخري ..
يجب ان يتخلي الجميع عن عقليه (ديل ما بستاهلوا) هذه المقوله المشبعه بروح العنصريه الصفويه التي اقعدت البلاد عن النهوض والانطلاق ..
وما دام ان لدينا الان كيانات ثوريه لها اسهاماتها الوطنيه الواضحه في الكفاح سواء كان ذلك عبر الكفاح المدني او المسلح .. إذا فلدينا الان منظومه من العقد الوطني يجب عليها ان تعمل وفق شراكه حقيقيه خالصه دون تعال او اشعار الآخر بالدونيه فقد يؤدي ذلك في نهايه الامر الي انفراط هذا العقد وبالتالي قد يصعب جدا نظمه من جديد ليؤدي دورا محوريا في اداره البلاد واستقرارها بل واستمراريه ان تكون .. علي السيد حمدوك ان يضع الجميع في مستو واحد ويتعامل مع جميع الشركاء دون انحياز حتي يتم انجاز هذه المهمه الصعبه التي تذداد تعقيدا في كل يوم والبلاد تتدحرج نحو المجهول ..