مقالات سياسية

(فجاجة) العطا..!

عثمان شبونة

* المهرجون كانوا شخصيات منسدة في نظام الإنقاذ المدحور؛ ابتداء من رئيس النظام نفسه عمر البشير ونائبه ــ آنذاك ــ الحاج آدم الذي كان يريد محاربة إسرائيل (بالسواطير)! مروراً بوزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين صاحب مقولة (الدفاع بالنظر)! ثم رئيس برلمان النظام الذي لا يعرف الأدب مع الشعب (الفاتح عزالدين)! فمن (لقطاته) التي وجدت الرواج حديثه الأخرق بتوفير السيولة المالية للصرافات إبان أزمة النقد؛ وذلك عن طريق طباعة العملة أو كما قال بصوتٍ ميكانيكي (رَبْ رَبْ رَبْ)! فإذا عدّدنا (المربرِبين) الآخرين وأهل البلاهة في ذلك النظام ما وسعتنا المساحة. 

* ولأن أعضاء مجلس السيادة (العسكر) جزء من النظام القديم ومتأثرين بطقسه التهريجي التهريفي لم يكن غريباً على أحدهم أن يبعثر الكلام بأسلوب فج.. والفجاجة في اللغة هي عدم النضج والسطحية في التفكير. 

* عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا طالعنا أحد تصريحاته لصحيفة (المواكب) كاشفاً لنمط الدماغ الذي يمشي به بين الناس..! لم يكن عليه غبار في ما صرّح به لولا اختتامه بجملة أراد بها شيء لكنها تحولت لشيء آخر أقرب لـ(المضحكات المبكيات)؛ رغم أنه لا مضحك ولا مبكي؛ بل مثير للتساؤل والرثاء: (كيف يفكر العطا وأمثاله)؟!.. تقول نهاية الخبر: (وبشأن صراع المدنيين والعسكريين في حكومة الفترة الإنتقالية أكد العطا أن المدنيين يخافون على الثورة؛ مضيفاً: نحن معهم وسند لهم؛ لكن العسكريين يخافون على الوطن أولاً). إنتهى.

* وقولاً واحداً: لا يوجد عسكري في مجلس السيادة يخاف على السودان أو قلبه على المدنية.. من يقول بغير ذلك ينافق..! لكنهم يخافون على أنفسهم ويحبونها؛ كعشقهم للسلطة بإفراط.. من يخاف على الوطن لا يقتل أبنائه.. وكفى..!

* من الأشياء الغريبة (الثقيلة) أن يفصل العطا بين الثورة والوطن (كأنهما دولتان)! أو كأنهما حالة ونقيضها..! أو كأن ثورة ديسمبر اشتعلت بعيداً عن حب الثوار (الحقيقي) للوطن.. وهنالك الحب المزيف للوطن؛ سهلٌ على ألسنة الذين يقولون ما لا يفعلون؛ ويظهرون خلاف ما يبطنون.

* تصريح العطا هذا ينتمي لفصيلة الأقوال التي لا تجد لها تعليقاً أفضل من أن تضرب كفاً بكف؛ وتتأمل عجائب الله في بعض العسكر..! 

أعوذ بالله 

ــــــــ

المواكب

 

‫13 تعليقات

    1. هذا أبدع وأذكى وصف من كاتب صحفي في العام ٢٠٢٠م المنتهي اليوم ٣١ ديسمبر!!
      قال إيه واصفاً الفاتح عز الطين الميكانيكي الذي صار دكتورا في القانون ورئيساً لمجلس الأنجاس اللاوطني وهو يعطي وصفة ميكانيكية لحل مشكلة السيولة قائلاً بحسب شبونة: قال بصوتٍ ميكانيكي (رَبْ رَبْ رَبْ)!

  1. كلام العطا في غاية الوضوح وفوق ذلك لا تنقصه الدوبلوماسية والحكمة!!
    فحين يتحدث عن خوف المدنيين على الثورة فهو يتحدث تحديدا عن المبادئ والشعارات التي رفعتها الثورة ومنها مثلا تحقيق السلام والعدالة والاقتصاص للشهداء وتفكيك التمكين…الخ وهو يؤكد أن العسكريين يتفقون مع المدنيين على ذلك ويساندونهم فيه بل انهم ينظرون لمجمل قضايا الوطن من زاوية وطنية أوسع ويتضمن ذلك مبادئ الثورة كما أكد ( نحن معهم وسند لهم) كما يتضمن كل المبادئ الوطنية المطلوب من الجندي صيانتها! وبالتالي يوجد اتساق ولا تناقض اطلاقا فالثورة قيمة وطنية وليست هي الوطن في حد ذاته كما يفهم من هذا المقال المتحامل لدرجة الخلط الفاضح بين المفاهيم البسيطة التي تدرس لطلاب الابتدائي!
    لا داع للفلسفة وتحميل الامور ما لا تحتمل بشكل متهافت!!

    1. فعلاً لا داع للفلسفة وتحميل الامور ما لا تحتمل بشكل متهافت.

      و لكن خبرنا يا عباس: هل التغاضي عن قتل ابناء ‘الوطن’ امام مكتب الضابط اعلاه نهاراً يُعتبر احد بنود الخوف على ‘الوطن’؟

    2. الشباب الثوار هم حاضر الوطن ومستقبله هم جنود الوطن واقيم مقومات الشعب وقواته المسلحة وليس هؤلاء الكذبة اي وطن يخافون عليه واي حدود يحمونها وشباب عزل يقتلون امام قيادتهم العامة طوال الساعات ولا يحركون ساكن بل يغلقون دونهم بوابات القيادة لتكتمل المجزرة لا تستحون الم يترك فيكم الكيزان قليل من نخوة وشهامة لتقولون كلمة حق اي نوع من الرجال انتم الا تستحون

    3. ما دام جبت سلم وطلعت فوق الدولاب عشان تفسر لينا، عمك بيسالك. تفسيرك ده اقرب ولا انك تفهم الفصل المتعمد بين الثورة (بمعنى التغيير) والوطن والوطنية؟ الوطن قاعد لي يوم القيامة. الثورة والتغيير فرصة قد لا تتكرر لي السودانيين قريب. بقى التغيير والوطنية ضدان. يا معانا يا معاهم. الراجل بيقول ليهم انتو ناشطين (شتيمة الجماعة اياهم) بتكوركو بي شعارات بينما نحنا (خبرة 53 سنة حكم قهر) رجال دولة وشايفين الصورة الكبيرة. زوبعة الفشقة وكلام العطا وحركات ديش تانية، كولها عمك شامي فيها ريحة استحلاب “التفويض” من الناس الضد التغيير و”وطنيين” جد جد.

    1. 53 سنة حكم ديش هي سبب الازمة الاقتصادية في اغنى بلاد القارة. بعدين الشباب الاستشهدو منذ 2013 كانو ضحو من اجل العلف؟ شعارهم كان “تقلية، سلات وريالة”؟ تعليقك على مقال وتعليقات حول إصرار العساكر على حكمنا بالقوة مفروض يعدلولو المثل ليصبح “الناس في شنو، والعلفنجية في شنو”

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..