أخبار السودان

القاعدة الروسية في السودان.. البوابة التي بحثت عنها موسكو لعقود

خلال الأسابيع الماضية أبرمت روسيا اتفاقية مع الجيش السوداني لإنشاء قاعدة بحرية في بورت سودان، قال موقع “بزنس إنسايدر” إنها تمت بدون علم السلطات المدنية، التي تشارك في حكم البلاد بعد ثورة أطاحت بنظام عمر البشير.

ووصفت روسيا المنشأة التي سيسمح لها السودان ببنائها على ساحل البحر الأحمر بالمركز اللوجستي وستستخدم بشكل أساسي كمحطة إعادة إمداد للسفن الحربية الروسية.

وترى روسيا في القاعدة الجديدة وسيلة للحفاظ على نفوذ طويل المدى في السودان وكآلية لتوسيع عرض قوتها على البحر الأحمر والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.

وبحسب شروط الاتفاقية، التي تم إصدارها في 8 ديسمبر، فإن السودان سيسمح لروسيا بالاحتفاظ بالقاعدة في بورت سودان لمدة 25 عاما على الأقل، في مقابل مساعدات عسكرية.

وقال وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين لـ”بلومبيرغ”، في وقت سابق الشهر الجاري، إنه لم يطلع على نسخة من اتفاقية القاعدة، “مما يعني أن روسيا قد تجاوزت بشكل فعال القيادة المدنية للبلاد في إبرام الاتفاقية”.

وستكون القاعدة البحرية هي الثانية لروسيا في الشرق الأوسط بعد طرطوس في سوريا، كما تسعى موسكو لإنشاء قاعدة عسكرية في مصر منذ فترة، وعمقت علاقاتها مع نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا بدأت منذ زمن في توطيد علاقاتها مع نظام عمر البشير، الذي بدأت معه المفاوضات حول هذه القاعدة البحرية.

وعلى الرغم من أن روسيا دعمت الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2005 على صادرات الأسلحة إلى الأطراف في الحرب الأهلية الوحشية في دارفور، فقد شحنت موسكو دبابات تي-72 القتالية وقاذفات القنابل اليدوية والأسلحة الصغيرة إلى السودان في عام 2008.

لكن مع انتفاضة الشعب السوداني في 2018، تعرضت مصالح موسكو لضربة قاصمة، لكنها استغلت وجود وجود العسكريين في السلطة.

وكانت روسيا قد نشرت بالفعل مرتزقة في السودان من مجموعة فاغنر، وهي شركة أمنية خاصة لها علاقات مع الكرملين، في عام 2018.

وقالت الصحيفة “تم تكليف هؤلاء العملاء في البداية بدعم جهود التنقيب عن الذهب لشركة “أم-إنفست”، وهي شركة مملوكة من قبل مجموعة فاغنر، لكن بعد الإطاحة بالبشير، دعموا جهود الجيش السوداني للحفاظ على السيطرة على البلاد”.

وفي أكتوبر 2019، التقى رئيس مجلس السيادة في السودان، عبد الفتاح البرهان، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القمة الروسية الإفريقية في سوتشي، والتي وضعت الأسس لإحياء المفاوضات بشأن قاعدة بحرية روسية في السودان.

وترى الصحيفة أن إنشاء قاعدة بحرية جديدة على ساحل البحر الأحمر السوداني، بمثابة بوابة لموسكو إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي، وتوسعة لنطاق وصول قواتها البحرية، كما أنها وسيلة للحفاظ على شراكته الأمنية مع السودان والذي هو ثالث أكبر سوق للأسلحة الروسية في إفريقيا بعد الجزائر ومصر.

الحرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..