مقالات وآراء سياسية
معمر حسن محمد نور27 ديسمبر، 2020
اطباءالسودان..الغزالة تغزل برجل حمار
معمر حسن محمد نور


لم أجد أفضل من هذا المثل المصري الرائع ، للتعبير عما يمثله أطباء بلادي. فالمثل يعني ببساطة ، أن من يتقن عمله يؤديه بأقل الإمكانيات .حتى ولو كانت رجل حمار بدل يد الغزًّالة وأناملها. في حياتي ، لم أتخط يوماً البروتوكول الطبي ونظامنا الصحي واتباعه في نفسي وبقية أهلي.لأنني تلمست فيه نجاحاً رغم التدمير الممنهج لنظامنا الصحي. فاقتصاد السوق ونظامه المباد ،عمل على الترويج لكل شئ خاص . فالزراعة ،لا نجاح لها إلا لدى المشاريع الخاصة ذات الري المحوري المكلف . لكن يقوم بها المستثمرون بإهمال الدولة للمشاريع الحكومية. وبحجتها تملك آلاف الأفدنة للقطاع الخاص وتستزرع من المزارعين حواشاتهم لاحقاً. والتعليم لا نجاح للدارس فيه لولا المدارس الخاصة ذات الرسوم الباهظة . كذلك لا علاج إلا عبر المستشفيات الخاصة برسومها المهولة. وهكذا ،صار أقل عارض صحي كان يتعامل معه النظام الصحي في (نقطة غيار )، مدعاة لمقابلة أعلى الاستشاريين من قِبل الذين اغتنوا على حساب دماء الغلابة . فيحفظون كلمتين مما وعاهم بها الاستشاري النجم ، ليتفسحوا بها بين الباقين ويروجوا لضعف النظام الصحي في المستشفيات الحكومية وعدم البحث عن العلاج فيها. وأسوأ المروجين لهذا ، هم المغفلون النافعون من البسطاء. الذين يبيعون ما يملكون لتلقي علاج ما زال متاحاً في المستشفيات الحكومية رغم إمساك الدولة بفيئها عنها. ومن هنا ، فإن من اعتبروا نفسهم ثواراً وسنّوا أقلامهم ضد دكتور أكرم عندما كان وزيراً للصحة ، لحسابات سياسية رخيصة ودنيئة ، أنما كانوا عن وعي أو غيره ، يعملون ضد جهود مقاومة تواصل انهيار النظام الصحي . فالفارق بينه وغيره ، إنما كان ينحصر في وعيه بأزمة القطاع الصحي ورغبته وعمله على إعادته سيرته الأولى. ويظن البعض أن الاعتداء على الأطباء هو الحل. وهو نوع من ادعائنا المتواصل بإيماننا بالقضاء والقدر ، فنحيل عجزنا عن استيعابه إلى تلاوم اجتماعي مرير. وحالياً تم تحويل جزء من هذا إلى الاعتداء على الأطباء .
عند دخولي لقسم الحوادث بمستشفى حلفا الجديدة بابنتي التي كانت تعاني من آلام المخاض كما تتطلب الاجراءات ، لحظت رسمة قرب اللافتة تظهر الأطباء في حالة إعياء وأمامهم رسم لفيروس كرونا وخلفهم أياد تحمل الأسلحة البيضاء وكتبت عبارة الشهيد عبد العظيم الوسيمة ( لقد تعبنا يا صديقي، ولكن لا أحد يملك الاستلقاء اثناء المعركة).وهكذا أعرف حالهم . وغادرت المستشفى بعد تجهيز المطلوبات مجاناً من صيدلية الحوادث.وبقيت على اتصال.وبعد ست ساعات وعند الثالثة تماماً أبلغنا بأن الوضع يحتاج لعملية قيصرية .ذهب لتوقيع الإقرار. زوجها في الخرطوم كان يأكله القلق من إمكانية إجرائها في المستشفى الحكومي .كنت مطمئناً وفق ثقتي في الكادر الصحي ووقعت الإقرار وتمت العملية بسلاسة بحمد الله وبكل ما هو مطلوب. الطبيب كان يجلس على طاولة متواضعة وأسرة بفرش متواضع للمناوبين على مدار الساعة .كانت العمليات كثيرة والطبيب بالكاد يلتقط أنفاسه حتى تعقيم الحجرة يتحمل إلحاح المرافقين بسرعة التصرف وهو صابر على تدخلهم في تقييمه للحالة. أقل من ثلث ساعة ، خرج يبشرنا بصحة الاثنتين.. قبل أسبوعين ، كنت أتابع اتصالاً لموسر ذهب بزوجته لمستشفى خاصة في الخرطوم وتعاني من آثار ما بعد الجراحة القيصرية .والأخصائي يسخر من عودته لاستشارته بعد دفع للمبالغ الطائلة ويعابثه كصديق.
أختم برفع القبعات لأطباء بلادي عامة . وللكادر الطبي بمستشفى حلفا خاصة .وطاقم التوليد بقيادة الدكتور سليمان والدكتور أسامة وبقية الفريق. تمنيت لو كان لي بعدد شعر رأسي الذي لم يعرف الصلعة شفاهً أسلم بها على رأس كل العاملين في المستشفى.فليكن الإنصاف . حتى لا يضيع الفضل بين الناس .وحقاً الغزالة تغزل برجل حمار.
عند دخولي لقسم الحوادث بمستشفى حلفا الجديدة بابنتي التي كانت تعاني من آلام المخاض كما تتطلب الاجراءات ، لحظت رسمة قرب اللافتة تظهر الأطباء في حالة إعياء وأمامهم رسم لفيروس كرونا وخلفهم أياد تحمل الأسلحة البيضاء وكتبت عبارة الشهيد عبد العظيم الوسيمة ( لقد تعبنا يا صديقي، ولكن لا أحد يملك الاستلقاء اثناء المعركة).وهكذا أعرف حالهم . وغادرت المستشفى بعد تجهيز المطلوبات مجاناً من صيدلية الحوادث.وبقيت على اتصال.وبعد ست ساعات وعند الثالثة تماماً أبلغنا بأن الوضع يحتاج لعملية قيصرية .ذهب لتوقيع الإقرار. زوجها في الخرطوم كان يأكله القلق من إمكانية إجرائها في المستشفى الحكومي .كنت مطمئناً وفق ثقتي في الكادر الصحي ووقعت الإقرار وتمت العملية بسلاسة بحمد الله وبكل ما هو مطلوب. الطبيب كان يجلس على طاولة متواضعة وأسرة بفرش متواضع للمناوبين على مدار الساعة .كانت العمليات كثيرة والطبيب بالكاد يلتقط أنفاسه حتى تعقيم الحجرة يتحمل إلحاح المرافقين بسرعة التصرف وهو صابر على تدخلهم في تقييمه للحالة. أقل من ثلث ساعة ، خرج يبشرنا بصحة الاثنتين.. قبل أسبوعين ، كنت أتابع اتصالاً لموسر ذهب بزوجته لمستشفى خاصة في الخرطوم وتعاني من آثار ما بعد الجراحة القيصرية .والأخصائي يسخر من عودته لاستشارته بعد دفع للمبالغ الطائلة ويعابثه كصديق.
أختم برفع القبعات لأطباء بلادي عامة . وللكادر الطبي بمستشفى حلفا خاصة .وطاقم التوليد بقيادة الدكتور سليمان والدكتور أسامة وبقية الفريق. تمنيت لو كان لي بعدد شعر رأسي الذي لم يعرف الصلعة شفاهً أسلم بها على رأس كل العاملين في المستشفى.فليكن الإنصاف . حتى لا يضيع الفضل بين الناس .وحقاً الغزالة تغزل برجل حمار.
معمر حسن محمد نور <[email protected]>
