مقالات وآراء سياسية

الجيل الراكب راس جيل صعب المراس

محمد حسن شوربجي

………………………………..
لا أدري لماذا يتعامل كبار السن  مع الماضي  باحترام شديد و مع الحاضر بسخط شديد.
فعندما تسأل أحدهم   كيف كانت أخلاق الشباب في ازمانهم .
تنفرج اساريره فخرا بشباب زمانه  .
ويبدأ بوصفه  بالزمن الجميل.
وأما إذا سألته عن رأيه في شباب اليوم يتجهم ويغضب ويرغي ويزبد  ويصف شباب اليوم   بالفاسدين والصعاليك  .
وهكذا هم كل كبارنا عاشقون للماضي كارهون للحاضر.
رغم  أن العالم يتطور ويتغير.
ومؤكد ان زمانهم  لم يخلو من الفساد الأخلاقي كما هذا الزمان .
فمنذ أن خلق الله الأرض لم يخلو زمان من فساد أخلاقي.
فالكبار يريدون أن يكون شباب اليوم وشباب الغد  صورة  طبق الأصل من جيلهم القديم وكأنه جيل مقدس .
فيا كبارنا الاعزاء شبابكم كان بسيطا و  لم يكن يعرف التلفاز والموبايل واللابتوب و التكنولوجيا الحديثة  .
وانتم اليوم أكثر جهلا من أبنائكم الصغار الذين أصبحوا أكثر ثقافة وفهما بكل مستجدات الحياة التكنولوجيه
وتذكر أيها الكبير المحترم كم مرة أعطيت هاتفك المحمول  لحفيدك   ليصلح لك عطلا فنيا  في جهازك.
لذا اتمنى ان لا يحتقر  الكبار   شباب اليوم بسبب ارتدائهم الملابس الغريبه أو الجينزات المقطعه أو لانهم يحلقون حلاقات غريبه   أو لانهم يشاهدون افلاما جريئه  على القنوات ومواقع ألإنترنت أو لأنهم  يدخنون السجائر  أو يتعاطون  المخدرات  بأشكالها  أو يتسكعون في الشوارع.
فالأمر لا يتعالج بالاحتقار والزجر  أو بإلقاء اللوم عليهم أو  بالحكم عليهم بالإعدام والفشل والحرمان.
الأمر يتعالج اخوتي بحل جذور المشكلة والتي ساهمت فيها دول وأباء  وأمهات واخوان وأصدقاء وتكنولوجيا.
ولكن انتم أيها الكبار  من دفع بهم في أحضان هذه الحداثة .
وانتم من القى بهم في بحار التكنولوجيا .
وكل ما يحدث لهم  اليوم من انحلال وفساد أخلاقي وغيره أنتم مسؤولون عنه ومرده  ضعفكم وانحناءكم أمام كل عواصف الحياة من تكنولوجيا واختراعات وغيرها.
فالشباب قد غرقوا في هذه الأوحال   عندما كانوا أطفالا صغارا  ولم ينتشلهم احد.
وما زالوا كذلك حتي اليوم ،
فإذا كانت أخلاق شباب اليوم فاسدة   أيها  الكبار   فلوموا أنفسكم  ولا تلوموا الشباب.
وكفاكم خداعا   بلبسكم كل عباءات الدين وادعائكم التقي  بعد بلوغكم الكبر.
فلن تنجيكم زوارق التوبة لتعبروا بها  إلى الجنان.
فشباب  اليوم عنيد و صعب المراس ولن تعيده كل توسلاتكم.
وحقا إذا كانت أخلاق جيل اليوم فاسدة  فالمشكل ليس في بنطلونات  الجينز الضيقه والناصله ولا  في الموسيقى الصاخبه  والتلفزيون والانترنت ولا في السهر في شارع النيل.
ولكن يكمن  الخلل في الأسس  التربيه الآنيه  وجهل الكبار  لكل المستحدثات التربويه التي يجب أن تكون.
فلم يعد مناسبا استخدام ألاساليب القديمه من ضرب بالعكاكيز وسوط العنج وربط الأبناء وسجنهم وقطع المصروف عنهم .
ولن يعالج هذا الأسلوب المتخلف كل تلك الموثرات الخارجيه التي أخذت بخناق شبابنا.
هذا الأمر اخوتي يحتاج لتدخلات تربوية  سريعة من كل التربويين والمختصين والعلماء   ووضع حلول تربويه صحيحة  يستعين بها الكبار في تربيه الأجيال العنيدة.
……………………………………………………..
محمد حسن شوربجي <[email protected]>
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..