تعلمت التفكير .. بعدها تعلمت التفكير داخل قوالب. . بعدها تعلمت أن التفكير الصحيح هو التفكير من خلال تحطيم القوالب. ♥! جلال الدين الرومي!
بعض العبارات يجب ترديدها مراراً وتكرارا، وأن نلف وندور حولها حتى يصيبنا الدوار فتنكسر الأقطار، تماماً كما يدور الدرويش في رقصته المولوية، لا أن نحتفي بجمالها ورونقها، ونقدس سر قائلها، فتصبح المقوله وقائلها “قالب” ضمن بقية القوالب!
إياك أن تعيش حياتك كالميت بين يدي مغسله، فالغسلُ شرطٌ لغيره، لا واجب في ذاته، حتى جسد الميت يتحلل ويتعفن فور الانتهاء من تغسيله وتطيبه بالكافور و”الحنوط”، ليعود إلى مكوناته الأساسية جزيئاتٍ حرة طليقة داخل تكوين الأرض، ينبت منها العُشر والطلح وبها يقوم البُنيان. (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ)!
أنت محاسب فيما تعقل فقط، إتباعك لشيخك ومُنظِّر حزبك في خنوع وموت تام لذاتك هو عبادة لشيخك وسيد حزبك، وليس لله تعالى، الشيء الوحيد الذي ميزك عن باقي الخلائق هو “نفخة الروح” التي بموجبها حملت الأمانة ومقتضيات الاستخلاف!
التقليد والاتباع ضرورة لمرحلة الطفولة! فإذا ما بلغت الفطام وجب عليك التوقف عن تناول مهضوم الأفكار وحليبها، فليس لرضيع أن يبلغ رشداً إلا إذا بلغ الفطام، فتحرر من قيودك وانطلق في رحاب الله تعالى! وتحرر من “الأديان الوضعية” وقوالبهم الفقهية!
لا تكن سنياً ولا شيعياً ولا شيوعياً ولا إسلامياً ولا صوفياً ولا سلفياً، ولا غيرها من مسميات “الفرق الناجية”، فكلهم محترفو سياسة الناس! وكلهم بلا استثناء حتى “الملاحدة”، يدَّعُون فيما يبشرون به النجاة، انك تعيش في عالم “القوالب” يا سيدي وان شئت الدقة فأنت داخل “Matrix”!
أنت لم تُخلق لتكون “أداة” وإنما خُلقت في أحسن تقويم لتكون أنت خالقاً للأداة، بإذنه تعالى “أحسن الخالقين”!
كن “مسلماً لله” حراً طليقاً، وعندها حتى “اقطار السماوات” لن تحدك، وستنفذ منها بإذنه تعالى صعوداً إلى أعالي المجد، إلى أن ينقطع نفسك، فتسط سلطاناً بين يدي صاحب السلطان الأعظم “لا إله إلا هو”!
لن تقوم ديمقراطية بدون وعي وحرية شخصية! استيقظ من سباتك وتوكأ على أفكارك، إن تكن بسيطة وساذجة فانها ستكبر، ولكن إياك أن تتوكأ على أفكار غيرك!.
