هل يقبل السودانيون إسقاط شرط “الولي” في تزويج الفتيات؟

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان الحادثة، بين مؤيد ومعارض لخطوة الفتاة إحسان من وجهات نظر مختلفة دينية ومجتمعية وسياسية.
تساؤلات كثيرة حول مدى تقبل المجتمع السوداني المحافظ والمتشدد لمثل تلك الأمور التي تتعارض مع عادات وتقاليد وموروثات ثقافية عمرها قرون؟
تقول الناشطة في منظمات المجتمع المدني بالخرطوم معالي محمد علي، إن “موضوع تزويج الفتاة البكر لنفسها بدون ولي أمرها، غير موجود في المجتمعات المسلمة بالسودان وهو أمر غير مقبول رغم وجود العديد من الديانات في البلاد، بدليل أن الفتاة السودانية “إحسان” التي زوجت نفسها من شاب في جنوب السودان، لقيت رفض كبير من المجتمع ومن أيدها هم فئة قليلة، حيث تم انتقاد هذا التصرف بشدة في صفحات السوشيال ميديا”.
مجتمعات محافظة
وأضافت معالي محمد علي لـ”سبوتنيك”: “هناك مجتمعات محافظة جدا حتى الآن ولا تسمح بالزواج قبل أن يتم التأكد من أن من يتقدم لابنتهم من أصول قبلية معروفة وموثوق منها، وإن كان الأمر خلاف ذلك يتم رفض هذا الزواج فمن يرفض هذا لا يمكنه أن يتقبل أن تقوم ابنته بتزويج نفسها، نحن في السودان أو معظم البلاد العربية والإسلامية غير جاهزين لتقبل مثل هذا الأمر”.
وتابعت ناشطة المجتمع المدني، قائلة “هذا الأمر في بعض المناطق البعيدة عن الخرطوم وفي القبائل المتشددة جدا قد يحدث الكثير من المشاكل والعراقيل وتقلل من نسب ذهاب الفتيات إلى التعليم، لأن أهل الفتيات في تلك المناطق إذا انتشرت تلك الفكرة سيكون أثرها سلبي وقد تدفع الأهل لتزويج الفتاة مبكر جدا قبل أن تصل إلى السن القانونية التي تدفعها لتزويج نفسها بعيدا عن الأهل، وما يتعلق بعلمنة القوانين، هذا الأمر لم يصل إلى تلك المناطق، وحتى إن وصل فلن يجد قبولا لديهم، الأعراف والتقاليد هى التي تحكم”.
عواقب وخيمة
وأوضحت معالي علي أنها “لا تسمع كثيرا عن حالات تزويج الفتاة لنفسها، وأن قصة “إحسان” التي تناولتها مواقع التواصل الاجتماعي بصورة كبيرة، غريبة على المجتمع، ما نعرفه أن خلافات قد تحدث داخل الأسرة حول زواج بعينه، لكن كل الأمور تسير بشكل طبيعي ويكون هناك “ولي” للفتاة وإشهار للزواج ويتم العقد في المنزل بحضور الولي سواء كان أبا أو أخا، عما أو خالا أو من توكله الفتاة بتزويجها”.
وحول رد فعل الأهل إذا ما قامت فتاة بتزويج نفسها بعيدا عن الأهل قالت ناشطة المجتمع المدني قالت:”لا يمكن لأحد أن يتصور أو يحدد رد فعل الأهل على مثل هذا الأمر، يمكننا أن نتخيل كل شىء، ورد الفعل يختلف من قبيلة إلى قبيلة، لكن بشكل عام تسيطر على كل القبائل، الأعراف والتقاليد والعادات المتوارثة”.
الدين والأعراف
من جانبها قالت رئيسة منظمة سوركنات القائدات الدكتورة نوارة بافلي، “الولي من شروط زواج الفتاة البكر في الإسلام، ولكن يقول الإسلام من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، لذا نجد أن هنالك تناقض ما بين شروط الدين والعادات والتقاليد”.
وأضافت لـ”سبوتنيك”، “من المفترض أن تحترم الأسر رأي الفتاة واختيارها، ويكون هنالك أسلوب الأخذ والعطاء ما بين الآباء والبنات، باعتبار الزواج هو قرار مصيري، وهي من تريد العيش مع من تختار، ولكن في بعض المجتمعات هناك فروق عرقية و طبقية، وهي الأساس الذي يستند عليه الرفض والقبول دون الرجوع إلى رأي الدين”.
وأكدت بافلي على حق الفتاة في أن تختار من تريد الزواج منه، و”على الأسرة أن لا تقف أمام اختيارها وعدم التمسك بالعادات والتقاليد العقيمة، وإذا كان هناك عيب واضح في الزوج يمكن أن تتدخل الأسرة بالرفض”.
إحسان تثير جدلا
وهربت إحسان البالغة من العمر 19 عاما، من منطقة أمدرمان، مع شاب إلى عاصمة دولة جنوب السودان، جوبا، بعد رفض ذويها خطبتها له وفقا لما تناولته وسائل إعلامية.
وأعلنت أسرتها أنها خطفت، لكن إحسان فاجأت الجميع عبر فيديو بأنها لم تختطف، بل غادرت البلاد بكامل إرادتها، للزواج من شخص ترى أنه مناسب لها.
وقالت في التسجيل إنها تعرضت لتهديد من أهلها في حال تزوجت حبيبها الجنوب سوداني، على الرغم من أنه مسلم، مشيرة إلى أنها تعرضت للضرب والإساءة والحرمان والضغط النفسي الشديد.
من جهتها، قالت الناشطة الحقوقية، عضو منظمة “لا لقهر النساء”، أمل هباني، في تدوينة على موقع “فيسبوك”: “أن تنتصر الثورة يعني أن تنتصر قصص الحب الجميلة بلا عنصرية ولا ازدراء للآخر، احسان آدم بطلة دافعت عن حقها في الزواج بمن تحب، دون ولي، حينما رفض الوالد زواجها بمن تحب لأسباب عنصرية”.
ووافقت حكومة السودان على سحب التحفظات السابقة للخرطوم على الميثاق الإفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته، وحصرا على المواد11، و10 من الفقرة 6، و21 من الفقرة 2 من الميثاق.
وتنص المادة 11 من الميثاق الإفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته على حماية خصوصية الأطفال، والمادة 10 (6) تتعلق بضمان حق الفتيات الحوامل في التعليم، بينما تحظر المادة 21 (2) الزواج ما دون سن الثامنة عشرة وخطوبتهم.
وأظهرت بعض التقارير والدراسات نسب كبيرة في أعداد الفتيات التي يتزوجن في سن أقل من 18 عاما وتنخفض تلك النسب في المناطق الحضرية، وفي أحيان كثيرة، تلجأ الطفلة إلى إلحاق الضرر الجسدي بالزوج وصولا إلى قتله كنوع من التشفي ووقف الشعور الدائم بالعذاب النفسي والجسدي.
ويتشدد المجتمع السوداني المحافظ في الزواج وضرورة إكمال المتطلبات، خاصة الدينية منها، ويتمسك بالعادات والتقاليد المتشددة فيما يتصل بالمرأة والزواج.
سبوتنيك




اين النظره العنصريه التى يتناولهاالعديد بالسةشيال ميديا عن البنت والشاب الذى هربت معه؟فأن سحنة والدها ليست باقل سمره من الذى هربت معه؟المسأله كلها وببساطه بنت ارادت أن تتزوج دون رضا اهلها …فقلبوها الى مسأله عنصريه؟اذا كانت هذه الحادثه شراره لمجموعه بالسودان تريد أن تثير مسألة ازاله جملة (موافقة الولى) من القانون والشرع …فليفعوا.ومن الخاسر بالنهايه ؟فانها البنت التى قطعا فقدت السند الاسرى لها .وهناك العديد من الحالات لسودانيات وسعوديات بالخارج انتهجوا هذا النهج وكانت نهايتهن مأساويه(ذل ومهانه واتجاه الى محاكم لا نهاية لها مع من هربن معه ) . بالوفت سيفقد الذى هربن معه أحترامه لهن نتيجة ضغوطات الحياة وواقعيتها .
ده رد فعل طبيعي و متوقع لعدم مقدره الشباب على الزواج.. وتململ المجتمع.. فعلا الزواج أصبح اكبر مشكله تواجه الجميع. الشباب والأسر لان لكل فعل رد فعل عنوسه في المجتمع بسبب ٣٠ سنه فشل اقتصادي وحظر دولي.
أصبح خبر الزواج تمر الشهور والسنين حتى تسمع فلان تزوج.
الحل رجوع الهجرات العكسية الي الي الريف من المدن. وعرس الكوره وغطى قدحك. نعم غطي قدحك ان شاء الله ابو القدح ذاتو…
اسأل لماذا لا يستطيع اي شخص الزواج سيقول الظروف الاقتصاديه. وعدم تقديم الدوله اي مساعدات او تسهيل في ذلك
بعض الدول أصبحت البنوك فيها تقدم قرض زواج ميسر و ومساعدات من الدوله. السودان ليس جزيره معزوله عن العالم والمشكله لم يختص بها وحده كرونا واقتصاد منهار من العهد البائد تجار الدين..
الحل…
تدخل الدوله ممثله في البنوك الحكوميه وبنك السودان وزاره الماليه بصوره مباشره لحل مشاكل العنوسه بالقروض طويله الاجل..
عدم المغالاة في المهور…
الغاء أقامه الاعراس في الانديه.. و إقامتها كالسابق في الأحياء… صيوان يكفي ودعوه عشاء أو غداء كما كان يحدث قبل مجئ تجار الدين والمخدرات.