مقالات وآراء سياسية

قادة الحركات متى يزورون المعسكرات

اسماء محمد جمعة

الجبهة الثورية بعد عودتها أعلنت أنها بصدد القيام بعدد من الزيارات لعدد من دول الجوار وبعض الدول العربية والإفريقية حسب ما هو موضوع  في أجندتها، بهدف التبشير بالسلام وحشد الدعم له، وقد استهلت البرنامج فعلا بزيارة طويلة لدولة تشاد ثم توقفت، ربما انتبهت للنقد الذي تعرضت له  فالوقت لم يكن مناسبا لمثل هذه الزيارات ولن يكون لها جدوى مالم ترَ هذه الدول عملا يتم على أرض الواقع، وما لم يتحرك قطر السلام الذي جاء من جوبا وتوقف في الخرطوم حيث استقر القادمون وأصبحوا يروجون للسلام وكأنه منتج لشركة وليس عملية لها إجراءات طويلة تتطلب العمل من أماكن الحرب والصراعات وحيث يوجد التهميش؛ كلمة الحق التي أريد بها ما أريد..
بناء السلام في مجتمع مزقته الحروب التي أشعلتها نار التهميش يحتاج الى وجود القادة الذين نادوا برفعه وقاتلوا من أجله وسط مواطنيه، معهم في معسكرات اللجوء والنزوح والقرى والبوادي والمدن، ولكي يساهموا في تحريكه ودفعه نحو بناء السلام ورعايته وجعله الحاضنة الأساسية له، ومن ثم قيادته نحو التغيير اجتماعيا واقتصاديا، ووجود القادة مع الناس في أرض الواقع أهم من مشاركتهم في المناصب الدستورية التي يجب أن يزهدوا فيها لتذهب لكفاءات غيرهم من أبناء الإقليم، وعليهم هم أن ينشغلوا بالتقاء الجماهير ومراقبة حقوقها حتى لا تهضم مرة أخرى  .
السؤال الذي يفرض ماذا فعل كل قادة حركات دارفور في الخرطوم منذ وصولهم وحتى الآن وعلى رأسهم (جبريل ومني) وهم كثر، لم يزر أحد منهم دارفور ومن فعل أرسل وفودا إنابة عنه، كما أنهم لم يقدموا للحكومة الأفكار التي تساعدها في تحريك الركود والبطء الذي تعانيه، ولم نر لهم أنشطة شعبية ولا ثقافية ولا اجتماعية تذكر، كل ما قاموا به بعض الندوات والبرامج  وهي كلها شكلية لا أثر لها، وحقيقة تبدو (ملي وقت) حتى يحين زمن تقسيم المناصب التي لن تزيدهم إلا بعدا عن المجتمع ومشاكله .
يجب أن ينصب عمل قادة حركات دارفور الآن على  الإسهام في معالجة مشاكل الإقليم التاريخية وتلك التي ظهرت في ظل النظام المخلوع، وكذلك المسكوت عنها التي تسببت فيها الحركات نفسها، والأهم من كل هذا هو يجب أن تتحد الحركات وتوحد رؤاها إذا كانت فعلا هدفها هو مصلحة دارفور، فهي توحدت داخل الجبهة الثورية ولكنها فعليا متفرقة وفاقد الشيىء لا يعطيه.
الجميع  كان يتوقع أن يقوم مني وجبريل وغيرهم من رؤساء حركات دارفور بزيارات طويلة إلى معسكرات النزوح واللجوء والقرى والبوادي فور وصولهم  الخرطوم للوقوف على البلد بعد الدمار الشامل الذي عاشته، ولكن حتى الآن هذا لم يتم، ويبدو أنه لن يتم وكلهم في انتظار المناصب حتى يزوروا دارفور وهم مسئولون، وبلا شك بعد ذلك  لن تكون هناك فرصة للتفاكر ولقاء المواطنين بشكل موسع كما هو متاح قبل التشكيل الحكومي فالزيارات ستكون رسمية ومختصرة ومحمية، طبعا هذا غير أن حركات دارفور ليست على قلب رجل واحد وهناك خلاف قادم حول منصب حاكم الإقليم الذي يحتاج الى شخص مقبول وسط جميع أهل دارفور.
وعموما هناك عاصفة تتجه نحو قادة الحركات في الفترة القادمة ولا أدري هل سيعبرونها بسلام أم سيفشلوا؟  ننتظر الأيام.

‫3 تعليقات

  1. الاتفاق تشادي بحت بين عرب تشاد وزغاوتها وليس للسودان فيه ناقة ولا جمل
    والبرهان العرة باع البلاد وقاعد يتفرج

    1. هل انت مغيوظ لهذه الدرجة من وصول اهل الغرب للسلطة في الخرطوم؟ إذا كان حميدتي تشاديا لماذا إستعان به أهل النخب الخرطونيلية في حربهم ضد دارفور؟؟

      الذي يخيفك هو أن اهل غرب السودان, عرباً و أفارقة, قد اتحدوا و عزموا على أن لا يقتل بعضهم البعض لتعيش النخب الخرطونويلية و تتمتع بحكم السودان 60 عاما أخرى!!. عسكرياً و إقتصاديا أهل غرب السودان هم الأقوى و إتحادهم يعني فعلياً انتهاء الحكم النيليين العنصري النخبوي البغيض.

      ألازهري, محمد أحمد محجوب, الصادق المهدي, عبود, النميري, البشير, البرهان…..ما الرابط العجيب بين هؤلاء؟ كلهم نخب خرطونيلية !!! لا وجود لأهل الهامش في رئاسة السودان !!!!

  2. اكثر مكان موجوده فيه العنصريه و بتطرف هي دارفور … هم يقولون هذا الكلام الان .. لكنهم لا يقبلون بعض .. الزغاوي لا يقبل الفوراوي .. المسلاتي لا يقبل بهم الاثنين وهم لا يقبلوهو .. العرب يصرحون بانهم هم اهل دارفور … زمان في واحد قال لي الجنوب لما ينفصل لن يهدا لانه اس العنصريه وثتب ذلك بالدليل … لكن تطل علينا دارفور في تجمعات قبليه عنصريه .. اقول لسكان دارفور اذا اردتهم الوحده لا تنشرو العنصريه والبغضاء بينكم .. ماذا يعني قبائل نيليه و عربيه و شماليه و شرقيه هذه هي العنصريه اللعنيه بعينها .. استفيدو من تجربة الجنوب .. الناس الشايفنهم ديل وعاملين فيها قادة حركات مسلحه كلهم يحملون جوازات اجنبيه .. لما النقارة تدق .. ما ح تشوفو ولا واحد فيهم …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..