أخبار السودان

بالمبادرات والمواثيق.. هل يتحقق السلام المجتمعي في السودان؟

لا يزال السودان يعاني من الانقسامات العرقية والصراعات السياسية بعد عامين من الثورة، الأمر الذي دفع عددا من الرموز السودانية إلى تدشين مبادرة للتسامح والسلام المجتمعي انضمت لها العديد من مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب الكبرى.

هل تنجح تلك المبادرة في رأب الصدع وعلاج جراح الماضي؟

يقول المحلل السياسي والمستشار الإعلامي السابق بسفارة السودان في الدوحة، سيف الدين البشير، إن “الكثير من المبادرات والشعارات في السودان تحمل معاني سامية، والكثير من الأحزاب والقوى السياسية تتحدث وتصدر لنا عناوين رائعة ومقبولة إنسانيا ووطنيا، لكن المشكلة أننا نتحدث عن السلام المجتمعي وعن التسامح وقبول الآخر، في الوقت التي لا توجد تلك المصطلحات بصورة فعلية على الأرض.

وأضاف لـ”سبوتنيك”: “ليست هناك خطط استراتيجية يمكن من خلالها تنفيذ تلك المبادرات والمواثيق على الأرض، وما نشاهده هو مانشيتات جاذبة للنخبة وللمجتمع وينتهي الأمر بمرور الوقت وتلك هي أهم مشاكلنا، ويرجع ذلك إلى عدم وجود المراكز الاستراتيجية التي تعد مرجعية لصانع القرار في البلاد ليضع من خلالها الخطط اللازمة في كيفية الوصول إلى طبقات المجتمع، لأن تلك المعاني الكبيرة لا يمكن الحديث عنها بدون دراسة أو قواعد استراتيجية تسير عليها لسنوات، حيث أن السلام والتسامح المجتمعي مصطلحات كبيرة.

وحول ماهية السلام المجتمعي الذي تتحدث عنه مبادرة ميثاق السلام والتسامح المجتمعي قال سيف الدين البشير: “لا أعتقد أن مثل هذه المبادرات يمكن أن تحمل معها فلول النظام السابق أو الإسلاميين، لأن هناك خلافات حادة بين القوى والاحزاب السباسية الحالية وبين القوى التي كانت إبان حكم البشير”.

الصراعات العرقية والشراكة الداخلية

وأكد البشير أن “القضية ليست قضية مبادرات ومواثيق بقدر ما هى خطط عميقة طويلة الأجل ومستدامة لمحاولة لم الشمل للأطراف الحاكمة حاليا، فنحن نحتاج على الأقل في الوقت الراهن إلى أطر حاكمة للشراكة الداخلية، بعدها ننطلق إلى إفشاء السلام والتسامح للمجتمع ككل بالإضافة إلى الوفاق السياسي”، مضيفا: “من السهل جدا وضع عنوان دون التطبيق على الأرض”.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..