
في ندوة تلفزيونيه فرنسيه صرخ احد الصحفيين وبأعلى صوته في وجه المسؤول الفرنسي الكبير والذي كان ضيف تلك الندوة قائلا : ( لن تُصبح أبدا رئيسا للجمهورية الفرنسية هل تعرف لماذا ؟ ( لأنك حقير جدا ) .. ولكن المسؤول الكبير تلقى تلك الإساءة البليغة والممعنه في الذم والقدح ببرود شديد ولم ينطق بكلمة واحدة في وجه الصحفي . واستُأنف ندوته وأجاب على كل أسئلة الصحافيين و بهدوء. ولم يرغ أو يزبد ولم يتصل بالاستخبارات العسكريه أو بالأمن السياسي الفرنسي أو بناس الدعم السريع الفرنسي (أن كان في فرنسا دعم سريع) ولم يُهدد ذلك الصحفي ( قليل الادب في قاموسنا السائد) ولم يفتح ضده بلاغ. بل ولم يختفي ذلك الصحفي في بيوت اشباح فرنسيه (وطبعا ما عندهم ) ولم تعتقله عربات مجهوله بدون أرقام (وبرضو َما عندهم) . وبعكس ما حدث حين هتف بعض شباب المقاومة في وجه مسؤول سوداني كبير قامت الدنيا ولم تقعد واعتقل الشباب واودعوا السجون. ولا أدري ماذا كان سيحدث لو أنهم رشقوا ذلك المسؤول بالبيض أو بالطماطم كما يحدث في الجزء الجميل من الكرة الأرضية. اكيد كانت ستستخدم ضدهم الدوشكات والرصاص الحي وليموت من يموت وفي النهاية سيقال لهم (لقد حدث ما حدث) و امشوا شيلوا المرحوم من المشرحه. وحقا فلقد اصبحنا نعيش كل التخلف والجهل في غياب قانون يحكم بلادنا ويوقف عنها قوانين الغاب التي أصبحت سائدة . َالمصيبة أن المسؤول السوداني وحين يجلس على كرسي السلطه يصبح وكأنه فرعون زمانه. فيخيل إليه انه فوق السحاب والشعب كله أسفل منه جاثمون. فهو يظن انه في حِلٍّ من أي التزام سياسي أو تدبيري أو أخلاقي وله ألحرية المطلقة في فعل ما يشاء وكأن القانون في جيبه . وهذا سببه التعطيل المتعمد لقيام المجلس التشريعي الذي أصبح شيئا من الماضي. فهم يعلمون جيدا هذا المجلس سيؤسس لدستور دائم قد يشل حركتهم. وهذا ما أراده أنصار الهبوط الناعم وقد نزلت مماطلتهم لولادة المجلس بردا وسلاما على كل المتحالفين ليفعلوا بالبلاد كل ما تهوى انفسهم. …………………………
|