
عندما سأل المحقق الأمريكـي جون نيكسون الرئيس الراحل صدام حسين ، ما هو أكثر خطر واجهة حكومتك …؟ وكانت الأجابة صادمة جداً – التطرف الأسلامي، نعم التطرف الذي مازال يضع السودان تحت قائمة الأرهاب بسبب النظام البائد الذي كان يتخذ الأسلام مطياً للسلطة، التطرف الذي يبيح القتل بلا رحمة وتكفير المسلم بلا حجة، التطرف الذي حوّل العراق وسوريا الي دول لا يمكن العيش فيها، الأسلام برئ من هذه الجماعات الارهاربية التي تحدد نفسها كفئة ترى نفسها هي علي الطريق الصحيح ……
ضّجة بعض الجُهلاء الذين يتعقدون إنّ الدين في خطر من قبل شخص اراد اعادة بنية التعليم التي اخرجت لنا هذا المجتمع وهذا الوضع المؤسف من الذين كانوا خطراً علي الدين ، لايمكن لأي شخص أن يشكل خطراً علي الدين، فالدين دين الله والله قادر ٌ كل شئ، ولكن الخطر الأعظم الذي يواجه الأسلام من قبل الجماعات الطائفية والرجعية التي تكفّر وتبيح الدماء، تلك الجماعات ذات الفهم القاصر، وهي تنساق في مشاعر العاطفة نحو الفتن لا تفكر فيما تفعل من اخطاء ،،، لا تصرخوا علي الدين وانتم من يشكل الخطر عليه..
وهذا الصراخ الذي يفسر مدي الرعب من الخصم الذي بدأ يشرح لنا الاخطاء في المناهج والتي كانت تخدم الخط السياسي للنظام البائد بعدما دمر المناهج وحولها الي مناهج ايدولوجية لا مناهج علمية تتطور بها البلاد، لماذا هذا الصراخ من رجل ….؟ اعتقد بأن المعركة قاسية جداً، وهي ليس بجديدة ،القراي يدرك تمام الادارك بأنه يسير في خط تنقيب المناهج وتحويلها من مناهج ايدولوجية الي مناهج عملية بحتة تتواكب مع الحداثة والتطور بعيداً عن الادلجة، القراي يعلم ما يفعل، ولكن الذين يصرخون الآن من الدين يدعون التّدين، فحان الوقت والخروج من الاستعباد والطائفية والرجعية، بأن يعتدل المسلم لا يتطرف ولا يتشدد ، كل هذه الجماعات ما هي إلاّ واجهات لمصالح ما ، ماذا قدمت هذه الجماعات للمجتمع غير الكراهية وتقسيمه …؟ ماذا قدم المنهج الذي ادعي الاخوان المسلمين في السودان بأنه المشروع الحضاري….؟ و مع المرور الزمن، اصبح اكثر مشروع انتهك حرمة الاسلام والمسلمين بل دمر حتي مناحي الحياة، نحن الآن يجب ان نخرج من براكين الصراع الايدولوجي والي صراع فكري يقودنا الي الاصلاح والتجديد ..
القراي ازالته او بقاءه لا تكن خطراً او اضافة للدين، نحن من نجعل الدين في حياتنا وسلوكنا واخلاقنا وصدقنا ومصداقيتنا الاضافة الحقيقية هي يتمثل الدبن في حياتنا كُلياً ، الدين لا يتجسد في شخص او طائفة او جماعة؛ الدين« الحياة»، وما القراي إلا رجل باحث ٌ وفكري يُريد اصلاح المؤسسة التعلمية بعد الخراب الذي لحق بها حتي اصبحت مؤسسة عقيمة لا تضيف للحياة ولا للإنسان والواقع خير دليل ٍ ، اين العالم ….؟ واين نحن من العالم؟ جهل …وانهيار اقتصادي واخلاقي وسياسي ……الخ، كل هذا سببه ُ التعليم العقيم، لم نجد وطن، بل وجودنا الحروب والجهل ،والضياع، والعزلة الدولية ،كل هذا لم نسعي للتطور بل سعينا الي تضخيم الصراعات بيننا ….
لا تصرخوا علي الدين، بل ابكوا علي مدي الجهل الذي يتوطّن فيكم من الحقد، والظلم ، والقتل، وهذا ما يوضح إنّ الخطر الذي يشكله النفاق والرياء اكثر من خطر الكافر ..ولأنّ الدين الاسلامي لم يكن دين قتل وكراهية بل هو دين تسامح وصفاء وصدق …