أخبار السودان

وقعا وثيقة تفاهم.. المؤتمر السوداني وحركات مسلحة.. تحالفات تتشكَّل

 شهدت قاعة الصداقة أمس الأول توقيع وثيقة تفاهم مابين ثلاث حركات تابعة للجبهة الثورية وحزب المؤتمر السوداني، وتتمثل حركات الكفاح المسلح الموقعة على وثيقة التفاهم السياسية في تجمع قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر وحركة جيش تحرير السودان المجلس الإنتقالي بقيادة الهادي إدريس والتحالف السوداني الذي يقوده خميس عبدالله أبكر، ودعت الوثيقة للبناء والسلام وتدعيم قيم الديمقراطية وسيادة حكم القانون،والعدالة الإجتماعية، والتنمية المستدامة، والمساواة بين الرجل والمرأة، والإعتراف بالتعدد، وإقامة دستور دائم للبلاد.

تقرير: وليد الزهراوي ـ

الحس الوطني

وقال المتحدث باسم اللجنة المنظمة الهادي إدريس إن هذا التفاهم والاتفاق يأتي لتحقيق عدد من الأهداف، أهمها سودان يسود فيه حكم القانون، وهي وفاء لدماء الشهداء ومن أجل إستكمال شعار ثورة ديسمبر المتمثل فيالحرية والسلام والعدالة، وأشار إلى أن التفاهم يستهدف رفع الحس الوطني الذي بات في الحضيض على حد قوله، وأضاف “المواطن السوداني يعيش في مخاوف عديدة نتيجة للإنفلات الأمني و المستقبل القاتم، والمخاوف الإقتصادية تسيطر على الوضع تمامالأن الحال المعيشي في أسفل درك جحيم الحياة”، وزاد تحالفنا اليوم هو تحالف أفكار من أجل وطن يسع الجميع، وإزالة كافة التشوهات التي تعتري المشهد السياسي الآن، وتحقيق مطالب وأهداف الثورة وتحالفنا لنطوي صفحة الفشل السياسي”.

التشظي والانقسامات

بالمقابل قالرئيس تجمع قوى تحرير السودانالطاهر حجر إن البلاد في هذه اللحظات تشهد نذر حرب دولية في شرق السودان، وطالب بالدعوات بأن يعمالسلام الوطن والذي عانى من ويلات الحروب، وأكد أن الحرب التي تدور رحاها بالشرقهي حرب إسترداد السيادة والكرامة لجزء عزيز من أرض الوطن، مؤكدا وقفتهم مع القوات المسلحة، مع التشديد على إحترامهم للجارة إثيوبيا ودعوة قادتها لتحكيم صوت العقل وأن يتم حقن الدماء التي تسفك في حدود الدولتين، وبدأ حجر مستهجنا للواقع السياسي الذي تعيشه البلاد خاصة مع الكم المهول من الأحزاب السياسية وحمى الإنقاسامات التي تعتريها والتي إنتقلت عدوتها لتطال حركات الكفاح المسلح والتي طالها الإنشطار “الأمبيبي” وعانت من التشظي، وتساءل:” لم هذه الانقسامات طالما أن قضيتنا واحده ووطننا واحد”؟. واعتبر حجر تحالفهم الجديد نموذج يحتذى به وأن المشهد السياسي القاتم يحتاج لهكذا تحالفات.

رئيس تجمع قوى تحرير السودان إتجه للحديث عن الأزمات الخانقة التي تعيشها البلاد، وتطاول أمد صفوف الخبز والوقود وتدهور قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية، وقال حجر إن هذه الأزمات تتطلب العمل بالعقل الجمعي والتحالف في ظل دولة إنتاجها معطل.

وبشأن السلام فإن حجريؤكد أن السلام لم يبارح محله، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود لإنزاله على ارض الواقع، وتمزيق فاتورة الحرب الأمر الذي يتطلب هيكلة الدولة السودانية والبناء على أسس جديدة، والإعتراف بالخلل ومعالجته برؤية موحدة، تتضمن كل الأحزاب، ومحاربة الفساد ودعم عمل لجنة إزالة التمكين، ويقول الطاهر أن التنمية غير المتوازنة تتطلب التوحد لعمل رؤية حول التنمية، يكون فيها التساوي في توزيع الثروات بين ارجاء الوطن الواحد، وعن العلاقات الخارجية فإن حجر يدعو لضرورة بناء علاقت خارجية تحقق مصالح المواطن والوطن وتراعي الأمن القومي، وتابع” أولوية هذا التحالف والتفاهم هو إعادة السودان لمكانته الريادية العالمية التي فقدها طوال ثلاثين عاما بعد أن تم الزج به في قوائم الدول الراعية للإرهاب”.

وفي رده تساؤلات تتعلق بالتمكين الذي حدث بعد الثورة قال حجر إن هناك تعيين سياسي تم في الوزارات، وهذا يمثل تمكين آخر،وأضاف: ” أي تعيين جديد في الخدمة المدنية يجب مراجعته ونحن واعين للتمكين الجديد”.

تقييد الحريات

في السياق طالب نائب رئيس حركة جيش تحرير السودان المجلس الإنتقالي صلاح ابوصره القوى السياسية بالتوحد من أجل البناء الوطني وكنس أثار النظام البائد خاصة في مجال القوانين حيث ماتزال هناك قوانين مقيدة للحريات مثل قانون الصحافة والمطبوعات وقانون الأمن الوطني فهي مازالت هي ذات القوانين التي إستعملها النظام البائد لكبت الشعب السوداني، وإتفق حجر وأبوصره على ضرورة تغيير هذه القوانين المقيدة للحريات وفي مجال معاش الناس كما إتفقا على ضرورة الإسراع في تكوين المجلس التشريعي، وعلى ضرورة بناء مشروع ملتقى حوار شامل للتواثق على ميثاق الفترة الإنتقالية لأن هناك مهددات مازالت قائمة وتعيق الفترة الانتقالية.

خارج القانون

أبوصرة أكد في حديثه أن البلاد تحتاج لمثل هذه التفاهمات السياسية، وحذر من المعوقات التي قد تواجه الحكومة الإنتقالية بعد السلام،  مؤكدا دعمهم للقوات المسلحة، في زودها عن حياض الوطن، وشدد على ضرورة تأسييس دولة القانون، وأضاف” عمليات القتل التي تتم حاليا خارج القاون ينبغي ان تذهب مع النظام البائد، وفي ظل الثورة الحالية ينبغىأن تسود قيم العدالة والحرية والسلام، وتوحدنا الآن كقوى سياسية يأتي من أجل تحقيق أهداف ثورة ديسمبر، وتأسف أبوصرة على عدم وجود قيادة موحدة للفترة الحالية، وأردف:”هناك تباين في الرؤى”.

في المنحى ذاته مضى رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير للتأمين على حديث “أبوصرة” بقوله “لقد فشلنا في إدارة التنوع بالبلاد، وفشلنا في تحقيق أهداف الثورة، والشعب السوداني بات يقيم في الشوارع أكثر من إقامته بمناطق العمل والإنتاج للمطالبة بحقوقه”، وأقر الدقير بوجود تشاكس ما بين القصر ومجلس الوزراء، وأن الأزمة الإقتصادية تفاقمت نتيجة لسوء الإدارة.

الدقير مضى ليقول إن الفترة الإنتقالية كانت دون الطموح، وإن الأزمة الاقتصادية والإنفلات الأمني زاد الشعور بالإحباط لدى الجميع، وأضاف: “لذا وجب التوافق حول رؤية شاملة وموحدة”. وعن الحكومة المرتقبة فإن الدقير يشدد على التركيز على المنهج والبرنامج وليس إختيار الأشخاص كما يجري حاليا،مؤكدا عدم وجود برنامج للفترة السابقة، وأكد على دور الحكومة القادمة في شن حرب لاهوادة فيها على ثالوث المرض والفقر والجهل، وقال إن وثيقة التفاهم الموقعه تدعو في ثناياها للمحافظة على الوطن ووحدته وهي بذرة لميثاق وطني شامل، ودعا كافة القوى الوطنية للتوحد من أجل الانتصار لقيم العدل والديمقراطية وأن كل محفزات الانتصار موجودة.

 

المواكب

 

تعليق واحد

  1. هكذا تحالفات بين قيادات العمل السياسي تقرب الشقة وتعضد الروح الوطنية واللحمة الوطنية في فضاء العمل الوطني والسياسي ما اسهل الفرقة والشتات وما اصعب التوافق بين الرؤى والافكار…. شكراً لكل من ساهم او حاول ان يقرب الشقة بين ابناء الوطن الواحد نحو سودان الغد ..لاجيال مشرئبة تطمح وتحلم بالحياة الهانئة والرفاه…. على الجميع التسامي فوق الجراح ومرارات الماضي الاليم والسعي نحو لملمت الجراحات والفرقة بين ابناء الوطن الواحد الواعد…. كلنا ذاهبون ويبقى الوطن فالنبذر بذرة طيبة بذرة المستقبل لوطن عاني كثيرا من التشظي والشتات… انا اثمن على هذه الوثيقة بين قيادات الكفاح المسلح وحزب المؤتمر السوداني… فالوثيقة تطالب بسودان الشفافية والعدالة والسلم المجتمعي والسعي نحو البناء الوطني … غير اني لا ارى اي تشجيع لهذه الخطوة المهمة التي تعلي الهامات في عظمة التلاقي لابناء الوطن…. يقيني ان الوطن يحتاج بنيه البررة… ليس الذين يرون فقط مصالحهم الحزبية والشخصية الضيقة… سيذكر التاريخ كل حقبة وكل فترة من فترات هذا الانعطاف التاريخي …. والتحول المجتمعي الذي يحدث الان…. فعلينا ان نكون قدر المسؤولية وان نعلي من روحنا الوطنية ونسمو بوطننا الى مصاف الدول المتحضرة … بلدنا غني بكوادره وثرواته فقط علينا ان نحسن ادارة وطننا بامانة وصدق وتجرد ونكران الذات…. شكراً لك انسان يسعى لبناء وطنه منافحا مدافعا عنه وعينه ساهرة وبصيرته متقدة نحو سودان افضل وغذ افضل لاجيال تواقون ومتعطشون لحياة افضل ووطن معافى ….. شكرا لكم…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..