أخبار السياسة الدولية

مقتل ضابطين كبيرين في الحرس الثوري الإيراني.. أنباء عن اغتصاب قاصر أشعل بلوشستان

في غمرة الاحتجاجات في عدة مناطق بإيران، بعد مقتل الشابة مهسا أميني، على يد ما يسمى شرطة الأخلاق، اندلعت اشتباكات بين رجال الأمن ومواطنين في سيستان بلوشستنان، المقاطعة الواقعة جنوب شرقي البلاد، إثر “اغتصاب فتاة قاصر” وفق معارضين إيرانيين.

والسبت، أعلن الحرس الثوري، مقتل قائد كبير متأثرا بجروح أصيب بها خلال اشتباكات مع من وصفهم بـ”إرهابيين” جنوب شرق البلاد، غداة إعلانه مقتل عميد بمخابرات الحرس الثوري يوم الجمعة.

وقال بيان الحرس الثوري إن “العقيد حميد رضا هاشمي وهو عضو في جهاز الاستخبارات توفي متأثرا بجروح أصيب بها في اشتباكات، الجمعة، مع إرهابيين”.

وبذلك يرتفع عدد الذين قتلوا، الجمعة، في سيستان بلوشستان إلى عشرين، بينهم، عقيدان من الحرس الثوري، في اشتباكات وصفها محافظ سيستان بلوشستان حسين مدرس خيباني بأنها “حوادث”، وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، فرانس برس.

وسيستان بلوشستان منطقة محرومة على الحدود مع باكستان وأفغانستان.

وكانت وسائل إعلام إيرانية رسمية ذكرت الجمعة، أن قوات الأمن أطلقت النار على مسلحين هاجموا مركزا للشرطة في عاصمة المحافظة زاهدان.

ولم يعرف ما إذا كانت هذه الاشتباكات مرتبطة بالتظاهرات التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد منذ مقتل الشابة الكردية أميني في منتصف سبتمبر بالماضي، أم أنها حراك شعبي آخر.

لكن القيادى فى حزب التضامن الديمقراطى الأحوازي الإيراني، وجدان عبد الرحمن، يؤكد أن ما يجري في سيستان بلوشستان “هو ثورة لمواطنين ضد قمع السلطة المستمر منذ ما يعرف بالثورة الإسلامية في 1979”.

وفي حديث لموقع الحرة، شدد عبد الرحمن على أن منطقة بلوشستان ذات الأغلبية السنية، تتعرض منذ عقود لشتى أنواع التمييز، والتهميش، مشيرا إلى أن الانتفاضة الجارية اندلعت بسبب اغتصاب أحد المسؤولين المحليين لطفلة في الخامسة عشرة من عمرها، وبقائه دون أي عقاب.

ولم يتسن لموقع الحرة التأكد من هذه الرواية، بينما تشتد الاحتجاجات في المنطقة، وهي مستمرة منذ أمس الجمعة، إثر انطلاق محتجين في تظاهرة عارمة، من “مسجد المكي” بالمدينة، قبل أن ينضم مئات المواطنين لصفوف المنتفضين على السلطة في إيران.

“الانتتفاضة الجارية الآن بدأت ضمن احتجاجات مقتل مهسا أميني ثم تطورت بعد حادثة الاغتصاب، وهي الآن تتعاظم بسبب التعامل الوحشي لرجال الأمن ضد المواطنين” حسبما يؤكد عبد الرحمن، الذي أبدى استغرابا لـ”عدم اهتمام وسائل الإعلام بما يجري في بلوشستان”.

وعن حقيقة مقتل القياديين في الحرس الثوري على أيدي من وصفتهم طهران بـ”إرهابيين” قال الرجل إن النظام يصف معارضيه دائما بالإرهاب.

ثم عاد ليؤكد أن قمع الشرطة للانتفاضة السلمية للبلوش، “إثر حادثة الاغتصاب، هو الذي قاد جيش العدل السني، للتدخل نصرة للمواطنين العزل”.

يذكر أن وكالة تسنيم للأنباء أفادت، السبت، بأن جماعة “جيش العدل” السنية المتمردة أعلنت مسؤوليتها عن هجوم على مركز للشرطة.

رغم ذلك، يقول عبد الرحمن الحيدري، الخبير في الشأن الإيراني، إن “ليس هناك أي دليل على تدخل جيش العدل فيما يحدث في بلوشستان” مشيرا إلى أن سلطات طهران تحاول إلصاق التهم به، لأنه معروف بتأييده لمطالب سكان المنطقة، وانتصاره لفكرة الثورة على النظام.

و”جيش العدل” هو جماعة مسلحة معارضة للنظام الإيراني مصنفة على لوائح الإرهاب من قبل طهران ومن قبل الولايات المتحدة أيضا.

ومضى الحيدري يقول: “بالنظر إلى أسماء الجرحى وحتى صور المجزرة، يتبين أن الأمر يتعلق بمدنيين فقط سقطوا إثر إطلاق النار عليهم”.

وتابع “قوات الأمن استخدمت حتى المروحيات لقتل المتظاهرين، والآن تحاول اتهام جيش العدل”.

كما أكد ما قاله المعارض وجدان عبد الرحمن، الذي أكد أن “حادثة اغتصاب الطفلة، هي التي تسببت في اندلاع هذه الاشتباكات”.

الحيدري أكد مجددا بأن رجال الشرطة كانوا وراء مقتل العديد من المتظاهرين، مشيرا إلى أن السلطات أعطتهم سيارات إسعاف، لمغالطة المحتجين، ثم إطلاق الرصاص صوبهم من داخلها.

وقال: “آخر المعطيات التي لدينا هي أن عدد الضحايا وصل 58 و ما لا يقل عن 270 جريح”.

ولم يتسن لموقع الحرة التحقق من هذه المعطيات لكن بيانا أصدره التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز، السبت أعطى أرقاما متطابقة لما أورده الحيدري في حديثه مع موقع الحرة.

وتظهر مقاطع فيديو حصل عليها موقع الحرة، من شوارع بلوشستان استنفارا بين المدنيين على وقع صوت لإطلاق رصاص، ومروحيات تحوم فوق سماء المنطقة.

اشتباكات بين الشرطة ومدنيين في سيستان بلوشستان جنوب شرق إيران

كما توثق مقاطع أخرى وصول عدة جرحى إلى مستشفى المدينة.

يحدث ذلك، بالموازاة مع تواصل الاحتجاجت في كامل إيران استمرارا للمظاهرات التي أعقبت مقتل أميني على يد ما يعرف بشرطة الأخلاق.

وقالت وكالة فرانس برس، السبت،  إن منطقة سيستان بلوشستان الفقيرة والمتاخمة لأفغانستان وباكستان، تشهد اشتباكات متكررة مع عصابات تهريب مخدرات ومتمردين من الأقلية البلوشية وجماعات سنية متطرفة.

وذكرت وسائل إعلام رسمية في وقت سابق، الجمعة، أن قوات الأمن ردت على إطلاق نار نفذه مسلحون استهدفوا مركزا للشرطة في عاصمة الإقليم زاهدان.

وأكد التلفزيون الرسمي أن “عددا من أفراد الشرطة والمارة أصيبوا في تبادل إطلاق النار”.

لكن المعارض وجدان عبد الرحمن، يؤكد أن عناصر تابعة للسلطة هي من يتسبب في عدم الاستقرار بالمنطقة، وافترض أن يكون رجال تابعون للحرس الثوري هم من أشعلوا النيران في عدد من المحلات التجارية ليتسنى للسلطة فيما بعد، التحج بذلك، وقمع المحتجين على اغتصاب الطفلة ذات الـ15 ربيعا.

وكان محافظ سيستان بلوشستان، حسين مدرس خيباني، قال “إن العديد من المحلات التجارية تعرّضت للنهب والحرق كما تضرّرت بنوك ومقار حكومية”.

إلى ذلك، شهدت عدة جامعات في مدن إيرانية، السبت، تظاهرات في إطار حركة الاحتجاج التي أشعلتها وفاة أميني، وفق ما ذكر الإعلام الإيراني ومنظمات حقوقية.

وبدأت التظاهرات التي تسبّب قمعها والمواجهات التي تخللتها إلى مقتل 83 شخصاً على الأقل، وفق منظمات حقوقية، إثر الإعلان عن وفاة مهسا أميني التي تبلغ من العمر 22 عاماً، بعد ثلاثة أيام من اعتقالها لانتهاكها قواعد اللباس المشدّدة في إيران والتي تفرض بشكل خاص على النساء ارتداء الحجاب.

وجدان عبد الرحمن قال في الصدد إن الأيام المقبلة تحمل مزيدا من التعقيد في المشهد الإيراني خصوصا وأن النظام متشبث بطريقة تعامله مع الشعب ولا سيما المسلمين السنة والعرب والأكراد.

وقال: “الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من الغضب خاصة وأن النظام دخل في صراع حتى مع أئمة السنة في سيستان بلوشتان”.

وكشف أن النظام  في طهران روّج لخطاب ديني، نسبه للأئمة السنة، في سيستان بلوشتان يفيد بأنهم تبرأوا مما يحدث في مدينتهم من ثورة ضد القمع.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..