مقالات وآراء سياسية

صرخة لوزير الداخلية متى يظل المطار مرتعا للصوص تخريب الاقتصادي الوطني؟  

كنان محمد الحسين

 

يحكى قصة طريفة عندما بدأ الرئيس الاسبق نميري في خطة التنمية الخمسية الاولى في مطلع السبعينات ، وبدأت المعدات والاجهزة والمكائن العملاقة تصل إلى البلاد من بلاد الكفار ، كانوا يبحثون عن تعيين حراس وخفراء حتى يحرسوا هذه الاجهزة ، فكان الاستغراب باديا من الخواجات الذين اتوا بهذه الاجهزة والمعدات ، لماذا تتم حراستها وبسؤال فيه استغراب ، هل يأتي اناس من دول أخرى ليسرقوا هذه المعدات ، قيل لهم لا ، قالوا كيف يسرق الناس ممتلكاتهم لأن هذه الاجهزة والمعدات ملك لكم كيف يقوم الشخص بسرقة ممتلكاته، وفعلا كيف يسرق الشخص نفسه.

ومع استغراب الكفار واستغرابنا من هؤلاء الكفار الذين لايسرقون ونحن نسرق ، اتي يوم رأينا فيه من يدعون الاسلام ويحملون رأيته كما يقولون يسرقون ويهربون ويدلسون ، ورأينا بأم اعيننا كيف ثروات بلادنا من المعدن النفيس تهرب سواء عبر المطار او غيره ، وحادثة اغتيار بعض العاملين في المطار ايام العهد البائد بسبب ذلك. دون حياء او خوف من الله ومن الناس. ورأينا انهم استغلوا حاجة الكثير من النساء لتهريب الذهب إلى دبي والهند وغيرها . ورأينا كيف أن الصمغ العربي الذي السودان ينتج 80% من الانتاج العالمي يهرب بواسطة دول الجوار والدول الشقيقة ليصدر بدلا من السودان.

الهند التي يوجد بها قرابة مليار ونصف من البشر ، عندما اعلنت أن تهريب شتول الصندل يعتبر خيانة عظمى ، لم نسمع انه تم قبض شخص في المطار وهو يهرب شتول او بذور الصندل لخارج البلاد حفاظا على الثروة القومية . وهذا المثل ينطبق على الكثير من الدول الناس تحافظ على مقدرات بلادهم حبا للبلاد ، لأن هذه الممتلكات ملكا لأي مواطن ، وليس ملكا لشخص بعينه.

والامثلة كثيرة في موضوع حب الوطن وكيف الناس يبلغون عن اي شخص يحاول تهريب أي شيء من الممكن ان يضر بمصلحة البلاد القومية وباقتصادها وبمواردها الطبيعية والصناعية والزراعية  الخ… لكن خلال 30 عاما من حكم تجار الدين رأينا كل عجيب وغريب ، وكيف تحول هذا الناس من اشخاص يحبون بلادهم إلى مصيبة لانريد الدخول في التفاصيل.

ورأينا كيف أن المخلوع واهله الذين تحولوا بقدرة قادر من اناس عاديين إلى مليارديرات وشيدوا الابراج وجمعوا الثروات واقاموا الحفلات الخرافية واصبحوا من الذوات. وقيام هؤلاء بذلك شجع الكثير من ضعاف النفوس بتقليدهم ايضا . حتى المخلوع عندما قال انه مزرعته في السليت 5 فدان تحصد المليارات كان ذلك محل تندر من المواطن العادي.

واستمرارا الفساد والسرقة والتهريب عبر القنوات الرسمية مثل المطارات والموانئ والنقاط الحدودية على عينك ياتاجر اضر كثير بالاقتصاد وحرم البلاد من الكثير من مواردها ، وحتى بعض شركات الشحن والبريد العالمية اوقفت خدماتها بعد انتشار السرقات للأمتعة في المطارات والموانئ مما اضر بسمعة البلاد. وانكر من انكر من المسؤولين الا ان السرقات موجودة ، وكما اضر ذلك بسمعة البلاد ، حيث ان مختلف دول العالم تدفع الكثير من المال لتحسين صورتها ، ونحن نعمل العكس من أجل تشويه سمعة بلادنا ، وحتى هؤلاء اللصوص شاهدناهم بعد أن جمعوا المليارات لم يشبعوا بل توسعت دائرة لصوصيتهم ، واصروا على القيام بهذه الاعمال المنافية للقانون .

ومن افظع الاشياء تكون الاعمال غير المشروعة ديدنا بين الناس ، وخلال سنوات الانقاذ العجاف كما قال الشاعر “حتى اصبح العيب هو البعد عن العيب،.

كشفت رحلة طيران بدر المتجهة للقاهرة من مطار الخرطوم مساء امس الأربعاء 30 ديسمبر 2020، عن تورط عدد من جمارك مطار الخرطوم في محاولة لتهريب الذهب في حادثة كادت أن تؤدي لما لا يُحمد عقباه بين عدد من ضباط جمارك المطار والجهات الأمنية التي وضعت يدها على عملية التهريب شارك فيها أحد أفراد الجمارك حاول بعض ضباط الجمارك تهريبه بعد ذلك.

 

وبدأت القصة عندما لاحظ ضابط امن شركة بدر للطيران محمد المجذوب، ان أحد الركاب يدعى (ي.ا.م.ب) اعمال حره وهو في طريقه للتوجه للطائرة ،يستلم حقيبة من الجندي ع.ف التابع للجمارك عند سلم الطائرة وقام المسؤول الأمني في شركة بدر على الفور بالاتصال بكابتن الطائرة والمضيفين وتفتيش الراكب وبالفعل تم العثور علي حقيبة تحت المقعد بها سبائك ذهبيه تزن 7 كيلو من الذهب .

 

ووفق مصدر بمطار الخرطوم فان عددا من ضباط الجمارك تعمدوا تسويف البلاغ المتورط فيه زميلهم جندي شرطة الجمارك ، الذي اتضح انه جاء في يوم غير يوم خدمته ( بالتارمك ) لكي يقوم بتسليم المتهم حقيبة الذهب.

 

وطلب ملازم أول في الجمارك بعد ضبط الذهب، من الجندي المتورط المغادرة وحصر القضية في الراكب فقط، ولكن انتباه انتباه افراد مباحث المطار حال دون ذلك، واستمرت محاولات ضباط الجمارك لتسويف البلاغ لدرجة الاعتداء على الشاهد في القضية مسؤول أمن شركة بدر للطيران ، حيث تعرض للضرب من قبل الجندي المذكور داخل صالة المغادرة وعلى مرأي ومسمع العميد هشام محمد الحسن مدير الصالات والتارمك وعدد من الضباط والمواطنين وقام ضباط وافراد استخبارات الجمارك باحتجاز الشاهد ومعاملته بطريقه مهينة ورفضوا تسليمه لإدارة مباحث المطار لأخذ اقواله امام المتحري، كما قاموا بالتحري معه 4 مرات لتغيير اقواله وعدم ذكر اسم جندي الجمارك والتستر عليه.

 

لكن باءت كل محاولاتهم بالفشل بعد أن وصلت التفاصيل لنائب مدير عام الشرطة وكبار الضباط وتم فتح بلاغ في قسم الدرجة الأولى بالعمارات بالرقم 3281 باسم الشاكي مساعد شرطة خالد النور احمد من مباحث المطار ضد المتهم (ي.ا.م.ب) اعمال حره يسكن شرق النيل تحت المادة 57 (أ) ق ج تعديل 2015 مع بلاغ للقبض بالرقم 3533 أمام المتحري ملازم شرطة مهند يوسف السندي.

 

نتمنى ان يسرع حكامنا ويستغلوا الكميات المهولة من رجال الامن الذين ليس لديهم اعمال بمتابعة ذلك ومنحهم نسبة مئوية من المسروقات حتى نشجعهم على ذلك.

وبعد الشكوى من الاخطاء في كرة القدم ادخلت تقنية الفيديو لمتابعة أي حالة مشكوك فيها لذلك يجب ان نستفيد من تقنية (VAR) للقبض على اللصوص.

 

كنان محمد الحسين

<[email protected]

‫6 تعليقات

  1. ادبان فضيحة سرقة أمتعة المسافرين خرج في الأعلام مسؤول كبير ترصع كتفه الدبابير ليدلي بتصريح مفبرك ليبرر ان السرقات التي تحدث بالنسبة لأمتعت المسافرين من خارج البلاد خدمة لأجندة خارجية من أجل خلق حالة من التوتر في العلاقات السودانية الأثيوبية . وبعد هذا الحادثة إتضح من هم اللصوص ولمصلحة من تهرب ثروات البلاد لتظل كذبة العلاقات الأزلية هي قاصمة الظهر

  2. وزير الخارجية يخاطب وزير الداخلية عبر العدل والعدل تتخااطب عبر المحاسبين التنفذين يعني استلتموا كم وطلعتوا كم

  3. يجب تغيير كادر الجمارك بالمطار من المدير وحتى أصغر وظيفة.وإعتبار التهريب خيانه عظمى وسن قوانيين تصل لحد الإعدام لمن تثبت عليه جريمة التهريب..بصراحة تهريب الذهب ينحصر بين النافذين جدآ في الدولة وبعض النظاميين في المطارات والمعابر .,

  4. لولا خوفي من ان يكون تعميمي مخلا لقلت ان السودان بطوله وعرضه قد اصبح مغارة على بابا والاربعين مليون حرامي. الترابي ورهطه لهم من الله مايستحقون فقد افقروا الناس حتى مدوا ايديهم الى الحرام. قبل اشهر كنت اتجاذب اطراف الحديث مع احد افراد شرطة المباحث المتقاعدين. فقال لي انه وبعض زملائه كانوا يسرحون النشالين في الاسواق المزدحمة لسرقة المواطنين ثم يجتمعون معهم في الليل ليتقاسموا الغنائم.

  5. الوزير هو ابوهم الذي علمهم السحر
    أنا ضد انو موظفي الجمارك يكونوا تابعين للشرطة
    لأن الشرطة هي أفسد جهاز على وجه الارض
    المفروض يكونوا تابعين مباشرة لرئيس الوزاء ويكونوا موظفين مدنيين
    الان أي عسكري فاسد لكي يحاسب لازم موافقة الجهة التي ينتمي اليها (وزارة الداخية) وهذا شيء غير مقبول . لأن الداخية دائما تكاطل في حماية موظفيها كما ان حصانة الشرطة لا تساعد في محاسبة الفاسدين
    في السابق كان كل موظفي الجمارك مدنيين

  6. أتمنى من وزير الداخلية ومدير عام الشرطة محاسبة كل المتورطين في تسويف البلاغ والاعتداء على الشاهد من مدير الجمارك حتى اصغر جندي وتوقيفهم في الاستيقاف الشديد ومن وجد منهم متورطا فأتمنى فصله بدون استحقاق ومن وجد منهم مهملا ارجوا اما نقله الى ابعد نقطة جمركية او تخفيض درجته لأنهم غير مسئولين وغير جديرين بهذه المهنة في هذا الثغر المهم من ثغور السودان واسمه وشرفه .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..