هكذا كان رد العم شوقي بدري استاذانا الكبير وذاكرتنا التاريخية علي احد تعليقاتي علي مقالة (بورسودان .. الأوزة التي كانت تبيض ذهباً)
( نحن لم نكن مستعمرة ، كنا فقط تحت الادارة البريطانية . لم نتبع لوزارة المستعمرات بل وزارة الخارجية . من اتوا الى السودان كان اغلبهم انسانيون من جامعة كامبريدج واكسفورد كان يسيطر عليهم الشعور بالاحترام للسوداني النبيل الذي تغني شعراءهم بنقائه شجاعته وعزته الخ . الكثير منهم كان عندهم الاحساس انهم اصحاب رسالة في مساعدة السوداني النبيل .. كانوا ضد الامبريالية والرأسمالية التي اذاقت الطبقة العاملة في بريطانيا مر العذاب الاضطهاد والاستغلال . استلم الاشتراكيون السلطة في 1946 وقالوا للسودانيين في 10 سنوات ستحكمون انفسكم قال العم ابراهيم موسى مادبو …….نان ما ركبتونا لوري لا نور لا فرامل لا بوري . كون العم ازرق حزب تقدم السودان وطالب ببقاء الادارة البريطانية الى أن يشب الشعب عن الطوق .
مع الانجليز كانت هنالك المعقولية ، المسؤولية والمؤسسية التي تركوها للسودانيين الاوائل الا انهم لم يحافظوا عليها بسبب المحاباة القبلية الطائفية والجهوية . وانهار كل شيء.)
كلام العم شوقي بدري يعني اننا حين سمحنا للمنافقين الذين سمحت لهم ضمائرهم الميتة وعقولهم المتخلفة ونفوسهم الضعيفة بان يتولوا امرنا قاموا بإيصال أشخاص دون المستوي الي وظائف مهمة في الدولة السودانية اشخاص سيطرت عليهم القبلية الطائفية والجهوية والقرابة وقد اهانوا الوطن حين اهملوا الاعتماد علي التشريعات الرسمية التي وضعت لتسيير شؤون الدولة تلك التي اعتمد فيها المشرع السوداني علي قاعدة ذهبية وهي وضع (الرجل المناسب في المكان المناسب) لأنه بفضل تلك القاعدة بلغت الأمم المحترمة ما بلغت اليه من رقي وازدهار وذلك بتخليها عن القبلية الطائفية والجهوية وباحترامها للكفاءات التي وصلت اليها من شتي بقاع العالم من افريقيا واسيا وغيرها عرب وهنود و صينيون وقد احتلوا فيها مراكز متقدمة وتقدمت ونهضت أمريكا و أوربا وغيرها بهم بعد ان نبذت القبلية والطائفية والجهوية والفساد..
من هنا علينا ان ندرك بأن من مهام حكومة ما بعد الثورة هي الوقوف بصرامة امام تلك الامراض التي عصفت بطموحات السودان طوال السنوات الماضية ومنذ ان اصبح امره بيد ابناءه الذين خذلوه وضيعوها حتي اصبح ما يسمي بسلة غذاء العالم لا يجد ما يطعم به نفسه وقد هان امره بنظر الاخرين حين هان في نظر ابناءه الي درجة الحاق نسب السلعة الوحيدة التي خصه الله بها بغير اسمه (الصمغ العربي بدلا من الصمغ السوداني)..
ان استفحال المشكلات والتخلف الذي نعاني منه منذ خروج الانتداب البريطاني هي في مجمله نتاج للقبلية والطائفية والجهوية التي افقدت المجتمع السوداني ابسط مقوّمات التماسك والانسجام الضروري لكل عمل جماعي منظم يحقق النهوض المنشود للسودان العظيم..
نحن مازلنا نرى في القوانين مواد وبنود تعيق مصالحنا الشخصية وتُقيّد حريتنا وهذا تصور اصبح ثقافة يتمسك بها المواطن البسيط والمتعلم وهذه كارثة اخري بجانب ما ألم بنا من محسوبية وانتماء شخصي واعتبارات جهوية ضيقة على حساب الاعتبارات القانونية التي يتساوى امامها الجميع والتي تتوج العدالة سطوتها ..
انطلاقا من هذا فان ضعف الدولة عندنا سببه هذا الخضوع المتصاعد للانتماء القبلي والطائفي والجهوي وحتى العائلي وفي موظفي بعض الوزارات ادلة علي كثيرة علي ذلك وفي قوات ما يسمي بالدعم السريع خير دليل علي ذلك وهناك العديد من الحالات وما لم نتخلص من هذه الاعتبارات الضيقة فإن كل الجوانب التي تشكل توازنات تسيير الدولة وبناء الوطن سوف تذهب ادراج الرياح..
المدرسة والمدرس أولا..
[email protected]
الشكر ليك الاخ عبدالعزيز عبد الباسط كلماتك تحمل بعد النظره و المعرفه و نقرأ فيها من غير حروف حبك و إخلاصك للوطن . أنا بكون مبسوط لمن أجد مقال مفيد ذى ده .لك الشكر