مقالات وآراء سياسية

انقضى عام الحزن … وحرب مع الذات

ياسر عبد الكريم

 

كثيرون لم يشعروا بمرور السنوات السابقة الخاطف لكن سنة 2020 لم يكن مرورا خاطفا فقد انتهت ببطء على الرغم من انها كباقي السنوات التي مرت بسرعة فانها تتكون من 12 شهرا و48 اسبوعا و365 يوما ولا ادري كم ساعة وكم ثانية ولكن بكل تأكيد فهي بالالاف فلم تكن فيها زيادة في عدد أيامها لكن كانت تختلف عن سابقاتها في زيادة مآسيها فقدنا فيها أحبة وأصدقاء ومن منكم لم يفقد حبيب او قريب بسبب جائحة 2020 (كورونا) !! فهذا الرقم المميز من السنيين خذلني في توقعاتي التي وضعت لها تطورا للعالم يفوق الخيال وقصتي معها : كنت اشتغل في العطلة المدرسية حتى سنة 1989 في البحوث الزراعية او وزارة الري بمدينة ودمدني وكنت ادخل المكاتب لكي ارى كيف يعمل الفاكس الذي كنت استغربه واتابع حركة الورق وهي تخرج منه صورة طبق الاصل انه تطور عجيب كيف يحدث ذلك !! فقلت لنفسي لو سارت البشرية بهذا التطور فان سنة 2020 سيكون في اطباق طائرة الى كواكب اخرى ورحلات الى الفضاء وسيارات هوائية فاذا تفاجئني هذه السنة ويكون شعارها كيف تغسل يديك بالصابون وتحافظ عليها نظيفة !!!

 

عموما مرت هذه السنة بحلوها ومرها ومفاجآتها ووبائها الذي ظل خلفها وابت الا ان تتركه لنا ذكرى .. ومرت بمواليدها ووفياتها وأحزانها ودموعها التي كانت أكثر من ضحكاتها وأفراحها وازدادت أعمارنا عاما كاملا وهكذا فسنوات العمر تتآكل وتتناقص ونقترب الى النهاية

 

عندما تكون الأيام متشابهة يشعر الانسان الطبيعي بالملل والضيق ويصاب بالكآبة ولكن هناك اشخاص لا تهزهم هذه السنوات والمتغيرات وهذا التكرار … وتمر عليهم السنوات والأيام وكأنها حافلات نقل يتبادل ركابها المقاعد عند كل موقف امامهم وهم ثابتون في مواقعهم وأماكنهم يراقبون المتغيرات والوجوه الجديدة التي تهبط امامهم والوجوه القديمة التي تختفي عن انظارهم

متعتهم في هذه الدنيا مراقبة الناس وتعديل جلستهم بين فترة واخرى وهي الشئ المتغير والانجاز الوحيد في هيئتهم !! هذه النوعية من البشر لا ترغب في المشاركة في معركة الحياة بعد ان خسرت حربها مع الذات !!

يشعرون بالانهزامية والفشل والذنب وأحيانا بالعار ليس لانهم تعرضوا للهزيمة ولكن لأنهم فشلوا في تحقيق الإنتصار وهناك فارق بين الاثنيين فالهزيمة ربما تأتي رغما عن الانسان ولكن الفشل في الانتصار يعود الى الانسان نفسه عندما يهدر عوامل الانتصار من بين يديه لأنه لا يملك الثقة الكافية بالنفس التي تؤهله للمواجهة

 

كم هزيمة تعرضت لها خلال عام ؟ وكم انتصار أستطعت ان تحققه ؟ هذا هو كشف الحساب الذي علينا جميعا مراجعته قبل ان نفاجأ بليلة غياب 2021 وحلول فجر عام 2022 وما أسرع الايام عندما تتسابق مثل دقات القلوب في لحظات القلق ولقاء الأحبة

 

ياسر عبد الكريم

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..