مقالات وآراء سياسية

العاطفة…. دينية ام سياسية

اكرم ابراهيم البكري

يجب ان ندرك ان التغيير الذي احدثته المنظومة البائدة لم يكن فقط على المستوي السياسي والاقتصادي بالرغم ما لحق بهذه المستويات عظيم ولكن التغيًر الاجتماعي الذي تردي فترة حكم الجبهة الإسلامية القومية ونظام الإنقاذ كان له إثر كبير انعكس على السلوك الأخلاقي والنفسي بل حتى المحتوي الديني.

بعد ثورة ديسمبر المجيدة كان من الطبيعي ان يعيش المجتمع حاله من عدم الاستقرار والتضارب والتخبط فأي تغيير يصاحبه انفلات وهزات متتالية تعمل على استمراريه جذوه الثورة الى منتهى شعاراتها ولكن ان يتم استغلال تلك الأوضاع حنيناً للعهد البائد هنا تكون المشكلة والمشكل الأكبر ان يكون هذا الاستغلال بنفس آليات المنظومة التي ثار عليها الشعب، الدين في السودان جزء من التكوين الوجداني ولم يكن يوما محل اضطهاد الا بعد ان اقتسمت منظومة الإسلاميين السلطة ابان حكم جعفر نميري وكانت الطامة الكبرى في العام 1989 ففي تلك الفترة عاش السودانيين حالة انفصام حاد ما بين الدين كقيمة روحية تُهذب السلوك الانساني وتعمل علي الارتقاء الفكري و العقلي ومابين الدين السائد حينها كنوع من المظاهر يتنافى مع الحقيقة الربانية للأيمان فحقيقة الايمان ما وقر في القلب وصدقه العمل .

ان افتراض الجهل والكفر في السودانيين هي نفس الفكرة التي جاءت بالترابي ورهطه الى سده الحكم فالإيمان عمل شخصي يكون بين العبد وربه ليس لاحد شأن فيه ولكن ان تتحول مظاهر الدين الى تحريض من على المنابر بقتل من يخالفك الراي السياسي هنا تكون الكارثة.

السودانيون بطبيعتهم تسيطر عليهم العواطف الدينية ويستشعرون الرهبة من الخالق ويرجو المغفرة من الله عقب كل صلاة، ومساجد قري السودان تسمع فيها بكاء المصليين عند سماع القران وتري تأثير الدين على محياهم فطره، وفى شهر الصوم تري تضافر السودانيين حباً في موائد الإفطار على الطرقات وداخل المستشفيات يصطف عدد من الشباب معينا وللمتعففين الذين ضاقت بهم الحياة في سداد ثمن الدواء، هذه هي حياتهم سلوكاً هذه العاطفة إذا سلمنا جدلاً انها دينيه فهي ظاهرة انسانية طبيعية ومقبولة إذا كنا نمارسها داخل نطاق الدين .

ولكن اين تقع اس المشكلة تكون المشكلة الحقيقية ان تخرج العواطف تلك ان كانت دينية خارج نطاق الدين، عندما يقف رجل دين على منبر جمعة يتباكى موقفاً سياسياً محدد ويزرف الدموع بشكل درامي لإظهار موقفه هذا على انه ديني وبالتالي يداعب عواطف جياشة باسم الدين فهنا الشيخ الخطيب هذا يستخدم سلطته الروحية من على منبر الجمعة لأغراض سياسية بحته، نفس الطريقة استخدمها أصحاب المنظومة البائدة فترة ال 90 في استغلال الاف الشباب ليقنوهم في حرب إبادة بجنوب السودان.

يجب ان ندرك ان أمثال هذا الامام الذي يستخدم عاطفة الدين من على منابر الجمعة لأغراض سياسية وخارج نطاق الديني ومفهوم العقيدة السليم من شأنها ان تعرقل رؤيتنا في خلق مجتمع متسامح قائم على العدالة الاجتماعية وبالتالي تجعل من السودانيين مجتمعاً من المتعصبين في ردة واضحة لشعارات الثورة في تحقيق العدالة الاجتماعية وبالتالي نعيد نفس سيناريو المنظومة السابقة في شكل شعارات واهية وعقيمة.
يمكننا ان نقول ان أمثال هذه الخطب يعتمد صاحبها على اظهار مظاهر التدين بدون روح او الغوص في تعاليم الدين السمحة ويكون هذا النمط من الدين واضحاً في اعتماده على اثارة العواطف الدينية لأغراض محددة يريد من خلالها ان يصل الي مبتغاه الدنيوي، لذلك هم اشد خطر على مستقبل الوطن وتقدمه .

اكرم ابراهيم البكري

‫2 تعليقات

  1. لقد سقط القناع عن هذا الشيخ منذ التدابير التي اتخذتها الحكومة لمجابهة جائحة الكورونا إبان وزارة د. أكرم الذي كان سباقاً في التصدي للأزمة قبل معظم دول الأقليم. أفتى هذا الشيخ ببطلان تلك التدابير في المساجد و هاجم الحكومة السودانية هجوماً ضارياً لا هوادة فيه إتهم الحكومة فيه باتخاذ بيوت الله حقل تجارب مما أدى لعدم إلتزام معظم المساجد بقرار وزارة ىلأوقاف. وعندما قامت سلطات المملكة العربية السعودية باتخاذ تلك التدابير بكل حزم و صرامة و قامت بإغلاق المساجد بما فيها الحرمين الشريفين و جمدت موسم الحج إرتعد الشيخ و عمد بكل جبن و وضاعة إلى إصدار بيان يتزلف فيه سلطات المملكة و علمائها بوهابيته و يشيد بتدابيرهم، غير ابه- البتة- بإنحطاط قدره في ناظري المسلمين من بني وطنه.

  2. لقد سقط القناع عن هذا الشيخ منذ التدابير التي اتخذتها الحكومة لمجابهة جائحة الكورونا إبان وزارة د. أكرم الذي كان سباقاً في التصدي للأزمة قبل معظم دول الأقليم. أفتى هذا الشيخ ببطلان تلك التدابير في المساجد و هاجم الحكومة السودانية هجوماً ضارياً لا هوادة فيه إتهم الحكومة فيه باتخاذ بيوت الله حقل تجارب مما أدى لعدم إلتزام معظم المساجد بقرار وزارة ىلأوقاف. وعندما قامت سلطات المملكة العربية السعودية باتخاذ تلك التدابير بكل حزم و صرامة و قامت بإغلاق المساجد بما فيها الحرمين الشريفين و جمدت موسم الحج إرتعد الشيخ و عمد بكل جبن و وضاعة إلى إصدار بيان يتزلف فيه سلطات المملكة و علماءها بوهابيته و يشيد بتدابيرهم، غير ابه- البتة- بإنحطاط قدره في ناظري المسلمين من بني وطنه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..