الغرض الحقيقي من اقحام  لوحة مايكل انجلو في المنهج الدراسي

معلوم ومعروف بأن الأطفال هم تربة خصبة لزرع اي افكار أو معتقدات أو قناعات ذلك لأن عقولهم ووجدانهم كقرص الكمبيوتر الجديد الذي ليس فيه شيء وسعته التخزينية متوفرة كاملة لاستقبال كل شيء، غثا ام سمينا، خبيثا ام طيباً، رديئا أم جيد لذا تجد الأطفال هم الأسرع حفظا للقرآن وللاناشيد، وهم الأسرع تعلما للغات واللهجات. وما وصف تعليم الطفل وتقبله ما يتعلمه بعمق وبلا نسيان  كالنقش في الحجر إلا تعبيرا أدق وأصدق لجاهزية الطفل لتلقي ما يلقيه عليه الآخرون وبخاصة معلموه.

من هذا المنطلق أدرج الجمهوري القراي ذو التوجيهات الايدلوجية المنحرفة، أدرج خلسة وبخبث صورة (خلق آدم) لمايكل انجلو ويتظاهر بالبراءة وغياب الغرض الدنئ في ادراجه هذه الصورة الناطقة بالشرك بلا حرج ولا مداهنة. وقصد القراي بذلك استلاب عقول النشء واستغلال  تربتهم الخصبة لزرع الشرك فيها وجعلهم مهيئين لتقبل اي شركيات وايدلوجيات منحرفة تاتيهم في المستقبل بصدر رحب بلا تردد. وربما يريد القراي تهيئة هؤلاء الأطفال ليكونوا جمهوريين مستقبلا.

على اي مسلم غيور على دينه وحريص على تربية أطفاله على النهج المستقيم ان يعترض على هذا الهراء وأن لا يتهاون في انكاره فهذا هو المنكر بعينه وبلحمه ودمه.

والي الذين يحاولون الدفاع عن ادراج هذه الصورة ويتحججون بأنها صورة إبداعية ولا يشير الي شيئ عقائدي أو يمس جوهر الدين والتوحيد نقول لهم اذا القصد هو تاريخ أو فنون فإن لمايكل انجلو أو غيره الكثير من الصور والاعمال الفنية التي لا تثير الشبهات ولا تتعرض لتاويلات  مشينة ومسيئة للعقيدة.

ولو سلمنا جدلا بحصانة الكبار من الانزلاق في مجاهيل الشرك والشك عند التأمل في هذه الصورة فإن الأطفال ليسوا بمحصنين ولابد لكل طفل يرى هذه الصورة بأن يتساءل إن كان هذا خلق آدم فمن الذي خلقه وحينئذ إما أن يجتهد هو ويشير إلى خالقه الذي في الصورة او يدخل في تجاذبات مع نفسه ويكون جاهزا لما يلقيه على مسمعه شخص خبيث فيجعله ينزلق الي مزالق الشرك وفساد العقيدة.

نرجو من المسؤولين إلغاء هذا الجزء من الكتاب وتجنيب البلاد فتنة عقائدية لا تبقي ولا تذر.

د محمد علي طه الكوستاوي
[email protected]
ام درمان