خَلُّوها مَنْشُورَة

خَلُّوها مَنْشُورَة
ـــ 19ـــ
ــ سلسلة مقالات غير مُحدَّدة الحلقات ، عن مَسْكُوتات جنوب كردفان ــ

.. شِعارُ الحلقات :
الذين (يَعمَهُون) في طِلاءِ الأورام بالمساحيق ليُوهِمُوا (النَّاسَ) بأنَّهُم يُعَالِجُون جُرْحَاً أو يُجْبِرُون كَسراً ، هُمْ أنفُسُهُم من يَدفعُونَنَا لوضعِ أُصبَعَنا فوقَ الجُرْحِ تماماً حيثُ يَنبَغِي أن يكونَ موضِعُ العِلاج ..

▪▪جامعة الـ(دا…لنج)
Things fall apart▪▪

الحلقة الثالثة من خمسة
1
■■.. ذكرنا في الحلقة الماضية أنَّ مدير الجامعة الجديد ، البروفيسور عثمان عبدالجبار عثمان .. : ــ
■ .. جاء إلى جامعة الدلنج في 4 أكتوبر 2017م .
■ .. قضى ما جملته حوالي (90%) ــ تسعين في المئة ــ من فترته بالجامعة مسافراً ــ بحسب منسوبي الجامعة ــ.
■ .. لا تتعدَّى جملة ما قضاها داخل الجامعة (15) ــ خمسة عشرــ يوماً (حتى صبيحة يوم إنعقاد الإجتماع العاصف) ــ بحسب منسوبي الجامعة أيضاً ــ
■ .. حضر عصر يوم الجمعة 9 مارس من رحلة بالخرطوم إمْتَدَّت (44) يوماً ــ أي شهراً ونصف الشهرــ.
?? ما يعني أنَّه منذ تكليفه مديراً للجامعة لم يجلس بعد ، للتعرُّف على البيئة الداخلية لجامعته ؛ إجتماعياً ؛ إدارياً ؛ وأكاديمياً..
?? و ما يعني أنَّ معلوماته و(إنطباعاته) عن الجامعة وعن مرؤوسيه حتى تلك اللحظة إعتمدت على التقارير ، والنَّقْل (السَّمَاعِي والمكتوب) ..
.. وأنَّه أعلن إجتماعاً لمجلس عُمَدَاء الجامعة ظهر اليوم التالي السبت 10 مارس بدأها بإسْتِهْلاليَّة غير مُوَفَّقة ، أساء فيها الجميع واصفاً إيَّاهم بعدم الأهْلِيَّة وإنعدام الأخلاق ، ما جعل عدداً من الدكاترة يدخلون معه في (مُلاسَنة) ومُشَادَّات كلامية وكان من تداعيات ذلك إعلان عدد من العُمَدَاء إستقالاتهم عن تكاليفهم ، وإقالة نائبه (كُرْبَة نميرى جَمُّوع) ، بقرار جمهوري ، يوم الخميس 15 مارس بعد أربعة أيام فقط من ذلك الإجتماع !.. في إشارة صريحة وواضحة لإنتصار وإنحياز المركز للمدير.
.. الغريبة أنَّ المدير لم يتراجع عن أسلوبه الحاد والمُسِيئ أمام سيل الإستقالات داخل الإجتماع ولم يعتذر .. كما أنَّ أحداً من عقلاء القوم لم يتَدَخَّل بطريقة (عفواً السيد المدير ما هكذا تُوْرَدُ الإبل) .. (مهلاً يا دكاترة) … إلخ ، فهؤلاء ليسوا عساكر أمام جنرال يصدر (تعليمات) قطعية ، وإنّما في إجتماع مؤسسة علمية يُفْتَرَضْ أنَّ (الأدب) والعلمية والموضوعية هي أساس الحوار فيها..
.. بعد موقف المدير مع..
نائب المدير ..
عميد المكتبات..
عميد كلية تنمية المجتمع..
تدحرجت كُرَةُ اللهب إلى تحت أقدام (عميد كُلَّيَّة المعلمين) ــ معلمي مرحلة الأساس ــ.

2
■●.. بدءا ً..
الدكتور إدريس محمد القِدَيْل ، عميد كُلِيَّة المعلمين (معلمي مرحلة الأساس)) ليس هو أحد الأبناء الأعلام لمدينة ومحلية الدَّلَنْج العَتيقِينَ فحسب ، بل هو أيضاً أحد أبناء جامعة الدَّلَنْج وأحد آبائها في نفس الوقت ، فالرجل إنضَمَّ أستاذاً بمعهد الدَّلَنْج لإعداد المعلمين (الأب الروحي والأم الروحية لجامعة الدَّلَنْج الحالية) منذ العام 1988م أستاذاً لمادة (التربية الريفية) التي هي اليوم تُدَرَّس ضمن كورسات كُلِّيَّة المعلمين بالجامعة تحت مُسَمَّى (العلوم الزراعية) بمثل ما تحَوَّرَتْ مادة (التدبير المنزلي) أيام المعهد إلى (الإقتصاد المنزلي) في كورساُت كلية المعلمين..
إجتهد وثابر الرجل في المعهد و(بزَّ) و(برز) في مادته ، وأنشأ مع رفاقه مشتلاً (حديقة) كان من معالم المعهد ، والجامعة لاحقاً.
ونال درجة الدكتوراة وإنْضَمَّ إلى طاقم أساتذة جامعة الدَّلَنْج (بيته القديم) وصار عميداً لكلية المعلمين وأستاذاً لعدد من كورسات الجامعة من ضمنها (العلوم الزراعية) و(الموسيقى).

3
.. في الإجتماع المذكور ، وبعد وصول الحال بالحضور لما ذكرنا من درجة الإحتقان و(التلاسُن) مع المدير ، والشروع في تقديم إستقالات …. إلخ ، حاول المدير إنهاء الإجتماع ، إلا أنَّ د. القِدَيْل بدا مُصِرَّاً على رفع يده طالباً فرصة الحديث ..
المدير : يا دكتور قلنا إنتهينا نَزِّل يَدَّك.
العميد : عندي كلام ضروري.
المدير : لكن الإجتماع إنتهى.
العميد : السيد المدير عندنا تقرير مهم رفعناهو ليك من قبل أربعة شهور ، ووعدت إنك بتجي تقعد فيهو معانا في الكلية وما جيتنا ، و دي فرصة …..
المدير : طَيِّب كَمِّل كلامك..
وبدأ عميد كُلِّيَّة المعلمين مرافعته عن كُلِّيَتِهِ العريقة كإحدى أقدم كلِّيَّات الجامعة ، بل الأساس الذي قامت عليه الجامعة ، وسرد أنَّ إحدى أهم مشكلات الكُلِّيَّة هي قِدَم وعدم مواكبة مقرراتها التي بدأت بها تأسيسَها في العام 1994م ولم تِمْتَدْ إليها أيُّ يد تنقيح أو تطوير (updating) وهذا مبدأ أكاديمي أبجدي وروتيني في كل مؤسسات التعليم العالي لتنقيح وتطوير المواد التي تقوم المؤسسة بتدريسها لتواكب التطور والإستحداث العلمي المضطرد في العالم ..

.. يسرد عميد كُلِيَّة المعلمين أنَّ كُلِّيَّتَه هذه لم تشهد هذا الإجراء الروتيني منذ تأسيسه في العام 1994 ما يعني إنَّها تُدَرِّس ذات المقررات منذ خمسة وعشرين عاماً .. (ربع قرن من الزمن)..!
وأنَّ الكُلِّيَّة قامت بإتصالات بكُلِّيَّات نظيرة في جامعات (الفاشر ، كردفان ، الدُّوَيم ، السودان) وتحَصَّلت على الـ(updatings) التي أجرَتْها تلك الجامعات في مقرراتها ، خاصة وأنَّ غالب هذه الجامعات تعمل بنظام ساعات أكثر من جامعة الدَّلَنْج وتمنح الطالب شهادة البكالوريوس بدرجة الشرف في خمس سنوات الشئ الذي يؤهِّل الخِرِيِّج للجلوس مباشرةً لنيل الماستر )الماجستير) بينما خِرِيِّج كُلِيَّة المعلمين بجامعة الدَّلَنْج يحتاج لتمهيدي دبلوم بسبب نقص الساعات التي درسها..
وأنَّ تلك الحصيلة الآن فقط في إنتظار قرار من مدير الجامعة بتكوين لجنة من الأساتذة المختصين بالجامعة والإستعانة بخبراء من خارجها .. والمصادقة بالميزانية المالية المطلوبة لهذا العمل..
كما أنّ كُلِيَّة المعلمين هذه تتطلع بعمل أكاديمي آخر في مرحلتي الأساس وما قبل المدرسي عبارة عن روضة أطفال ومدارس أساس (مدرسة من نهرين) تم تأسيسها لأغراض التدريب (تدريب الخِرِّيجِين من طلاب الكُلِيَّة) ، وبحكم وجودها داخل الجامعة ووسط صَفْوَة ووَفَرَة من المعلمين صارت نموذجية وقِبْلة لتلاميذ المدينة والمحلية ، ولهذه المدارس مجلس خاص ، بعضوية (مشرفة الروضة ، مدير المدرسة ، عميد الكُلِيَّة ، وكيل الجامعة ، المراقب المالي للجامعة ، نائب المدير أو ممثل المدير)..
هذه المدارس تفتقر وتفتقد تماماً البيئة المدرسية التي تلائم وتوائم مصطلح (نموذجية) ولا تتناسب مع مظهر مدارس تتبع لكُلِيَّة عريقة ، ووريثة أصلاً لأحد أعرق معاهد إعداد المعلمين في الوطن…..
.. (هو دا منو قال ليك المدارس دي نموذجية !!؟..) ..
هكذا قاطعه المديرعند هذه النقطة بذات حِدَّة نبرة صوته في الإجتماع..
العميد : هي مدارس نموذجية..
المدير : ما نموذجية..
العميد: نموذحية..
المدير : عِرِفتَ كيف نموذجية !!؟..
العميد : هي من تأسَّسَت قامت على صفة نموذجية دي ولافتتها الرئيسية مكتوب فيها الكلام دا..
المدير : هي وينا ذاتا المدارس دي !؟.. مَحَلَّها وين !؟..

إذاً ..

1. المدير (غَالَط) عميد الكُلِيَّة في (نموذجية وعدم نموذجية المدارس) وهو لا يعرف حتى موقعها ، و(لم يَكَدْ يراها) …!!
2. هذه (المُغََالَطَة) بين .. مدير لم يقضِ بالجامعة ما يزيد عن (15) يوم .. وبين عميد كُلِيَّة علاقته بالمكان منذ العام (1988) …!!
المدير : طيِّب واصل..
.. وواصل العميد (إ. م. ق.) بيان ضعف بيئة مدارسه بأنَّها تعاني من سوء دورات المياه للمعلمين والتلاميذ معاً بحيث يتبوَّل تلاميذ المدرسة في العراء (عفواً .. ليس عراء ، وإنما بالأحْرَى ، في فناء الجامعة حيث تقوم هذه المدارس) ..!!
و تعاني مشكلة حادَّة في مياه الشُّرُب حيث هناك مضخة يدوية واحدة يشرب منها التلاميذ بطريقة أنْ يتطوَّع أحد لضخ الماء ويشرب أخر بمد كفيه تحت المضخة مباشرةً ، فلا أزيار ولا مبرد .. وكذا معاناة في الكهرباء ..
.. ومن أجل إصلاح هذا الحال (بيئة المدارس) تَمَّ هذا العام رفع رسوم القبول للمدارس من (300) جنيه إلى (500) ، والروضة من (300) إلى (800) جنيه ، وتَمَّ سداد إيرادات هذه الرسوم كاملة لحسابات الجامعة ولكن لم يتغيَّر شئ من حال المدارس ، كما أن الروضة هي فقط عبارة حظيرة سلك (نَمْلِي) لجمع وحفظ الأطفال داخلها لساعات مُحَدَّدَة حيث لا ألعاب ولا وسائل ولا وسائط..
المدير : خلاص دا كلامك !؟
العميد : نعم ، وقد سردتُ في عُجَالة ولدينا تقرير ضافي مكتوب بطرفك منذ أربعة أشهر ، ووعدت بالحضور إلينا في كُلِيَّتِنا لمناقشته ولم تتمكَّن من ذلك إلى اليوم..
.. هنا أشار المديرُ لوكيل الجامعة طالباً تعليقه إلا أنَّ السيد وكيل الجامعة لم يعطِ كلاماً شافياً أو ذي معنى حول ما تَمَّ سرده ، وعادت الكرة لملعب المدير فكان تعليقه كمن (شَلضَم) بهذه الكرة اللاعب الذي أمامه في وجهه عن تَعَمُّد ..!
وكان تعليقاً صادماً وغير متوقعاً من أحد ..
(الأخ عميد كُلِيَّة المعلمين إنتا زول خيالي)..!
العميد : أنا ما خيالي ، بل أنا الواقع نفسه ، و ما سردته هو واقع الحال بهذه المدارس والروضة ، وغالب العُمدَاء الجالسين أمامك أبناؤهم يدرسون فيها يمكنهم أن يقولوا إن لم يكن ما سردته مطابقاً للواقع..
.. (المدير لم يطلب من الحضور تأكيداً أو تفنيداً .. ولم يتطوَّع أحد من الحضور بذلك) …
المدير : لكنك تتحدث عن طلب بيئة خيالية..
العميد : السيد المدير أنا تحدثت عن واقع ولو أنا خيالي يمكنك البحث عن عميد واقعي لهذه الكلية ..!
بهذه العبارة أضاف د. (إ. م. ق.) عميد كُلِيَّة المعلمين نفسه كشخص رابع في قائمة الذين واجهوا بالرفض البداية الغريبة التي إسْتَهَلَّ بها المدير إجتماعه .. والشخص الثالث في قائمة من أعلنوا من داخل الإجتماع إنسحابهم من (مَعِيَّة) هذا المدير الجديد وزُهْدَهم عن العمل معه كعُمُدَاء..
ولم يكن من تعليق المدير سوى ..
(طيب بعد دا حنخلي ليك إيرادات المدارس دي كلها بس ما تسألونا من قروش تاني) ..!
ومن عندنا نختتم : يا الوكيل أكتب الكلام دا ..
.. ويا محاسن مِدِّي لينا قطعة ليمون حاااااامض ..
👈🏽 .. .. تذكروا (شفرة) محورية تحمل الكود السري (وكيل) .. أو (كيل) أو (إكليل) ..
.. وإنتظرونا عند محطة (مستندات فك الشفرة) .

.. نواصل ..

▪▪خَلُّوها مَنْشُورة▪▪

▪▪▪تابعوا السلسلة دائماً عبر: ــ
1. مجموعات الواتساب.
2. صفحتنا على الفيس بوك.
3. مجموعات الفيس بوك.
4. الصحف الإليكترونية:
ــسودانايل Sudanile ..
ــسودانيز أون لاين .. Sudanese on line
ــنوبا تايمز Nuba times ..
ــالراكوبة ..
5. الصحافة الورقية.

.. كُونُوا جَمِيعَاً بِخَيْر .. 🌹 💫
omarmnsr@Yahoo. Com

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..