مقالات وآراء سياسية

(سندوتشات ) بخدمة ذاتية لتمويل اتفاقية سلام جوبا

أسامة ضي النعيم محمد

أعان الله معالي الدكتورة هبة محمد علي – حفظها الله- وزير المالية المكلف ، تبحث هنا وهناك لمقابلة التزامات الانفاق علي القادمين ضيوفا بموجب اتفاقية السلام ، الاصل أنهم أهل البيت أيضا يساهمون في بسط الموائد ، ينحرون الجزور من حلالهم ويحضرون مشروب الكركدي والعرديب والقونقليس لزوم ما بعد الوجبات الدسمة.
ظروف السودان المالية لا تحتاج الي منشور تصدره وزارة المالية أو غضبات مضرية يسوقها تجمع قوي الحرية والتغيير ، تصنيف السودان هومن الدول الاقل نموا ، يسعي جاهدا حاليا للخروج من قعر المنحني السالب الي وضع التعادل وبشق الانفس يجاهد لوضع الخبز علي الموائد ، توفير الوقود لإعداد حليب الاطفال ، الصرف علي أمبولات الدرب وما الي ذلك من معينات الصحة والعافية. جائحة كورونا هما يكابده السودان كما يجتاح العالم ، تصرخ كبار الدول العظمي و تتهاوي مشافيها وتخرج عن السيطرة.
اعداد الموازنة لأي بلد اخر في ظروف جائحة الكورونا يمثل تحديا كبيرا ، تفكير وعصف ذهني يخرج من نطاق الصندوق الضيق وبالتجارب المتعارف عليها ، الي رحاب المبادرات غير المسبوقة تسجل كسوابق ومبادرات في الفكر المالي الاقتصادي لتمويل الدولة . في السودان نحتاج الي جسارة في طرق مستندة للواقع لتمويل نفقات اتفاقية السلام ، الاعتراف الاولي بأن المشاركة في بحث مصادر التمويل جهد بقسمة عادلة بين مكونات الاتفاق ، ليس انفاذا لبنود الاتفاق بل لاستصحاب واقع النشاط الاقتصادي في العالم حيث تكاد حالته التوقف الكامل مع ضربات موجعة تسددها جائحة الكورونا وبلا سقف زمني يحدد موعد زوالها .
المعطيات تحدد مسار مصادر التمويل الي حين معافاة النشاط الاقتصادي ، لا بد من مشاركة حركات الكفاح المسلح في تحضير (سندوتشات) بجهد ذاتي ، رفع همة الافراد والجنود وتنظيمهم في معسكرات تدريب و خدمة لعمل منتج ، في دارفور عبر تكوين مزارع يعمل فيها المحاربون في رعاية الانعام وزراعة المحصولات النقدية ، الذرة ما أسهل زراعتها وسوق تصديرها الي دولة جنوب السودان علي مرمي حجر ، في جنوب كردفان أيضا تتوافر الزراعة من خضروات وفواكه للتصديركما في جنوب النيل الازرق. لجان دمج وإعادة تدريب المحاربين تتاسي بتجربة بخت الرضا في اعداد المعلمين ، بعيدا عن العاصمة تتوزع كليات عسكرية لدمج المحاربين وتعمل أيضا كمراكز انتاج كما كانت مبروكة ، تدريب علي استعمال أحدث فنون السلاح وتعليم المحارب ليصبح منتجا زراعيا أو خبيرا في تربية الانعام.
الانتظار حتي توفر (أمنا) الحكومة نفقات تمويل اتفاقية السلام ، فرضية تكل الامر الي ضعيف بين الضعف لإطعام الكثرة من الافواه ودون عون ومساعدة ، غلة رسوم الكهرباء وزيادة الخدمات تتقاصر مهما بلغت نسبتها. الدولة الخيرة والتي تطعمنا وتسقينا من أيام العهد الاستعماري ولت وأفل نجمها ، جرت مياه كثيرة تحت الجسر وجائحة الكورونا ستظل بيننا لاعوام يصعب خلالها اعادة النشاط الاقتصادي الي يوم الناس ذاك وتحريك محالج القطن لتصديره الي الخارج وجلب العملات الصعبة. البترول فرطت الانقاذ فيه بكارثة الانفصال وهي تتأبي وتشاكس الحركة الشعبية خلال تنفيذ اتفاقية نيفاشا . ثم صحونا علي بلدين منفصلين فاشلين وتجربة يجب وضعها تحت الاعين لتحقيق النجاح فيما نسعي الان إليه
تمويل اتفاقية سلام جوبا يحتاج الي أكثر من صحن طعام تشارك في اعداده الجهات المضمنه في الاتفاق ، أهل الدار والضيف القادم ليس بالعنوان الصحيح بل الكل صاحب الدار يقدم الماعون فيما استطاعته لإطعام البلد ،و اعداد (سندوتش ) واحد يمكن أن يسد حاجة جائع.
وتقبلوا أطيب تحياتي

مخلصكم/ أسامة ضي النعيم محمد
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..