
مرت الذكري الثانيه لحكومه الثوره المجيده .. لنكن واضحين .. وبعيدا عن ( غول) الدوله العميقه .. الذي تمترسنا جميعا حوله وصرنا نتوهمه حتي ونحن نقبض علي كل تلابيب مفاصل السلطات العليا المطلقه للبلاد .. نحتاج هذه المره لقتل هذا الغول في دواخلنا واخراسه الي الابد .. وبعيدا عن هذا البعبع الموهوم دعونا نعمل جرد حساب بصوره واضحه .. ومبسطه بعيدا عن فزاعه غيبوبه الوعي الثوري التي صنعناها لنداري بها قصور قامات من تبوؤا قياده ثورتنا المجيده الظافره باذن الله طالما ارده التغيير موجوده وفعاله في جماهير شعبنا التي لا تزال ترابط بحذر وتراقب عن كثب بحبال صبرها الذي علي وشك النفاد ..
دفعت الثوره بالجيل الاول من وزراءها .. حمدوك والرعيل الاول من طاقمه الوزاري الذي حدده بانتقائيه فائقه وتمحيص شديد .. مضي اول عام للثوره .. باداء ضعيف ومهزوز جدا .. اقتصاد البلاد يتراجع بصوره خطيره ومخيفه .. العمله الوطنيه تتهاوي بارقام فلكيه .. لا مشاريع تنمويه ملموسه بقامه ثوره كبيره احد امنياتها هي بناء وطن تحولت احلامه (الورديه ) الي كوابيس مزعجه ..
فشل رجل الاقتصاد (الاممي) في الشوط الاول من الثوره في العبور بالبلاد ولو بمعدل نمو (كسري ) خلفه عشرات الاصفار ..
وبدات البلاد المصدره للذهب واللحوم والجلود والمحصولات الزراعيه المتنوعه في ان تحقق ما يداوي حاجاتها الاساسيه ويحقق برنامج الحد الادني لمعاش كريم لمواطنها الذي تقطعت حبال صبره الان ولم يعد بالامكان المزيد من الصبر والوقت يمضي ويمر وحكومه حمدوك تزحف بسلحفائيه ممله لتحقيق اهداف عاجله وملحه تحتاج الي خطوات (مشدوده) لتحقيقها ..
نعلم .. بحجم التحديات .. ولكن للاسف من يقف في قمه ثقره الوطن يجب ان يكون قويا كفايه للوقوف امام كل هذه التحديات الجسام .. فلا عذر .. ولا اعتذار مهما عظمت التحديات .. فمن يقود بلادنا يجب ان لا يعرف المستحيل .. نطالبه بالانجاز مهما قست الظروف والمواقف ..
ذهب البدوي وذهب اكرم وذهب معظم طاقم حمدوك بعد ان فشلوا في احراز ولو هدف واحد لاهداف الثوره العريضه واحلامها التي تحولت الي سجم وهباء
ذهب من ذهب وبقي حمدوك وبعض مدللي الثوره متشبسا بعبارته اليتيمه (سنعبر وننتصر ) ..
كان يمكن ولا يزال لحمدوك ان يعبر اذا نجح في تحويل هذه الطاقه الثوريه الجباره مباشره الي عجله الانتاج .. الزراعه والانتاج الحيواني .. لكان قد اخرجت الارض ما نتسوله من فتات موائد الدول .. ولما احتجنا ان نبني ميزانيه دولتنا علي ما ننتظره من عائدات (التسول ) الرخيص ونحن في قمه عطاءنا الذي تباطا السيد حمدوك في ان يطلق مارده ويحرره ..
لدينا ملايين الاطنان من المهادن الارضيه .. بخلاف الذهب .. لدينا الاحجار الكريمه ..النحاس .. اليورانيوم وجميع عناصر جدول الكيمياء الدوري .. تكفي لان تجعل من بلادنا اثري بلدان العالم ..
في انتظار ان ( يلد ) حمدوك هذه المره حكومه غير فاشله تستطيع تحرير هذه الثروات التي تكفي ان نعبر وننتصر الف مره ..
ولدينا فوق كل ذلك .. بناه المتاريس .. شباب رهن الاشاره .. مؤهل جدا لقياده اكبر مشاريع التنميه ان تم توظيفهم التوظيف الامثل .. بدلا عن ذلك التوظيف الروتيني الممل وتسكينهم في دولاب الخدمه المدنيه الروتينيه ..
يمكن عمل جيش بناء قوي من الشباب .. بنفس مفهوم الخدمه الوطنيه .. ولكن هذه المره ليس تدريبا عسكريا وانخراطا في ميادين الدم والقتل .. وانما في صناعه مشاريع النهضه الزراعيه الشامله والعملاقه وفي اشهر قلائل سيكون لدينا ما يكفي لكل شيء ..
مره ثانيه .. واخيره .. بكل تاكيد .. يضع شعبنا الكره امامك .. في الملعب .. مقنطره .. جاهزه وطريقها سالك وممهد نحو الهدف .. لا عقوبات علي السودان .. وهذا انجاز ثوري كبير وتحدي اكبر في استقلاله بصورته المثلي .. لديك فرصه لربما اخيره في ان تضع بصمه خالده في صفحه تاريخ عظماء البلاد .. او ان تذهب الي مذبله الفاشلين
ولا نزال هنا .. نكتب بكل امل .. ليس لاننا دعاه تخدير وزارعي احلام ورديه موهومه ومجرد اقلام رخيصه تزمر وتطبل لتداري فشل الاخرين .. بقدر ما هي رغبه خالصه في ان نري انجازا عظيما قد تحقق لهذه الامه المجيده التي تستحق ..
لديك الان حركات الكفاح المسلح تقف باياديها البيضاء تنتظر ان تعينك علي الانتاح .. مسخره بكل طاقاتها وكوادرها .. واهم من ذلك .. موفره لك اموال طائله كانت ستذهب هدرا في حرب ضروس لعين .. ولديك شعب ينتظر منك القرار القوي الشجاع ليحميه بالمتاريس .. فهل تستطع هذه المره ان تعبر بنا وتنتصر ؟؟.