
( والله يا ناس الكهرباء مخولتونا ، والزول ما عارف إقول معاكم شنو ، زدتو سعر الكهرباء قلنا الناس كلهم زادوا أسعارهم ، البنزين والغاز والبنوك كلهم زادوا أسعارهم ، ما في حد إحسن من حد ) وبعد كم آهة ، يواصل عمك ود محمود من تحت الكمامة ( الماسك ) وبحركة قلقة يتابع ( سمح قطع الكهرباء سبعة ساعات وثمانية ساعات دا شنو ، ثلاجات خربت ، أكل خرب ، أدوية خربت ، الموجعني زولا فيهم بطلع إقول لينا الحاصل شنو مافي ) وعمك ود محمود يصفق يديه متعجبا وحانقا ( هي،،!! لكن نسمعن كيف وما في تلفزيون واحد شغال ) ، ويقول :( يا بتي ٠٠٠٠) ٠ ( مخاطبا حليمة ست الشاي والقهوة ) ، ( جيبي القهوة في الضلمة دي بنشربا ) ، وكأنه كان يوجه الحديث لي ولكن شعر بأني غير متفاعل ومتجاهل وتشغلني الكمامة والنظارة عن حديثه وتأوهاته ، ويائس من شركة الكهرباء وعمايلها ، ،
* التسعيرة الجديدة ، تدخل حيز التنفيذ ، قبل إعلان الميزانية ومناقشتها ، تدخل الزيادات ضمن تقديرات الميزانية ، حسب ما ورد من أخبار تناقلتها الأسافير والتي تم تأكيدها بالبيان الهام الصادر من وزارة الطاقة والتعدين والذي أسرنا وأفرحنا بأن الدعم يغطي 70 % من المشتركين ، طبعا لما أتكرموا ناس الكهرباء وإدوهم كهرباء .
* التسعيرة الجديدة تدخل حيز التفيذ ، ووزارة الطاقة والتعدين تخاطب المواطن بلغة هيلوغروفية وطلاسم تقنية وفنية لوغاريثمية ، ، أن عجز الكهرباء بلغ 60% بسبب زيادة التضخم السنوي وهذا هو السبب وراء قرار وزارة المالية بغرض تغطية هذا العجز ، وأن تكلفة وقود المحطات بلغت حوالي ( 101) مليار مع الإشارة للتوربينات والماكينات الحرارية التي تحتاج لتغيير أو تحديث .
* وتخرج علينا شركة الكهرباء قبل الزيادات والبرمجة الجديدة المتجددة للقطوعات بأن هناك سرقات وإتلاف للخطوط الناقلة ويجري إصلاحها في غضون ساعات ، حيث كانت هي السبب في القطوعات ، بعد أقل من يومين ، يتم الإعلان في الوسائط عن برمجة القطوعات والتي ستستمر لشهر كامل ( خلوا بالكم نحن في الشتاء) .
* طبعا المواطن كل يوم يفقد الثقة في جهة خدمية ، لأن البيانات التي تصدر من هذه الجهات الخدمية متضاربة ، فمثلا يتم الإعلان عن إصلاح مصفاة الجيلي وأنها ستغطي معظم حاجة البلاد ، واليوم الثاني تعلن تسعيرتين للوقود تجاري ومدعوم ، لا ينقضي شهر ، ويتم إلغاء الوقود المدعوم ويبقى التجاري .
* تعلن تسعيرة غاز الطهي لدى الوكلاء للتوزيع بسعر 650 ج ، لكن لا تجده عند الوكلاء بل تجده في السوق الأسود بسعر 1500 ج .
* تفرض ضريبة خدمات التحويل في البنوك ، ضربة لازب ، خارج الإتفاقات التي تم بموجبها فتح الحسابات مع البنوك ، وهذا قد يدفع الناس تخزين أموالهم بعملات إجنبية أقل حجما وأكثر أمانا وفي الغالب أقل عرضة للخسارة في القيمة التبادلية والشرائية( الغريبة البنك ما بسمح بسحب أكثر من ألفين جنيه من حسابك وهم يفلقون رؤوسنا بالتضخم .. ناس غير واقعيين مطلقا ) .
* قسم المرور والجوازات ترفع من قيمة خدماتها وكذلك شركات التأمين ، كل يغطي عجوزاته المفترضة من المواطن الذي لا حول ولا قوة له. تخيل معي تأمين غير شامل للعربية الصغيرة الخاصة من 4 الى 5 مليون ، حتما سيؤدي هذا الى إمتناع الناس من عمل التراخيص وبذلك تفقد الدولة موردا هاما .
* المستشفيات والصيدليات ، هي الأخرى ترفع من تكاليف خدمات المعاينة والتشخيص والتنويم والعلاج.، سرير بالعناية الوسيطة أو المكثفة مابين 200 الى 250 مليون لليوم الواحد
بذلك يكون المواطن قد فقد ثقته في كل جهة خدمية رسمية أو خاصة ، هي تقرر قرارات تثقل على كاهل المواطن وهو يئن صباح مساء والجهاز التنفيذي بعيد كل البعد عن إحساسه بمعاناة المواطن ،
القرارات الحكومية غير المدروسة تؤدي لتبعات فوضوية في إرتفاع الخدمات والسلع ويصبح التحكم فيها أمرا عسيرا ، ويسهم في إرتفاع نسبة التضخم .
نعود والعود أحمدا لشركة الكهرباء ، أملا أن تكون هي الأحسن في تقديم الخدمة لان المريض يتأثر بغيابها لفترات طويلة ، والطلاب يتأثرون سلبا بعدم وفرتها ، والمخزون الغذائي المتعوب عليه يتعرض للتلف في عدم إستمراريتها ، الصحة العامة تتأثر في ظل الظلام طويل الساعات ، فيبقى المواطن تحت رحمة الذباب والبعوض ، الناقل للأمراض .
الكهرباء ليست منة ولا منحة بل هي خدمة واجبة ومستحقة ، فهي ليست مكرمة للفئات الأقل دخلا والأقل تمتعا ببالكهرباء ، أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ،ويا ود محمود عليك بالصبر .
الباقر علي محمد الحسن