
تكون النتائج دائمآ كارثية عندما يوكل أمر الناس و يولي عليهم أحقرهم شأنآ و أقلهم عقل و دراية..
إستيقظ العالم اليوم علي مناظر مرعبة لكمية من ” الرعاع” تقتحم مبني الكونجرس بالولايات المتحدة الأمريكية .. و للمكان رمزية لا يمكن تجاهلها، إذ أنه بيت الأمة الذي يجلس فيه المشرعون المنتخبين ديمقراطيآ لمراقبة أداء الرئيس و الحكومة و سن التشريعات التي تضمن ديمومة و إستقامة النظام الديمقراطي في قائدة العالم ” الآن ” .. و ما حدث كارثي بكل المقاييس، و قد جعل أمريكا بكل هيبتها و سلطانها تبدو كأنها إحدى ” جمهوريات الموز “…
ما كان ليحدث ما حدث في عاصمة العالم الحر لولا التحريض المريض للرئيس المنتهية ولايته و المهزوم إنتخابيآ دونالد ترامب.. إن تمسكه المرضي بالسلطة و عدم إيمانه بالديمقراطية و نتائجها، أدي إلي هذه المشاهد العبثية الإجرامية الموغلة في القبح و الإنحدار و الإنحطاط… و كما سيذكر الأمريكان هذا اليوم بالأسوأ في تاريخهم الحديث، فسيذكر السودانيون يوم فض الإعتصام الوحشي الإجرامي من جانب أنصار الرئيس ” المدان ” المخلوع. بأنه الأسوأ في تاريخهم الحديث..
فما هي أوجه الشبه بين الرجلين الذين تسببوا في محن و سوابق سيذكرها التاريخ و سيظل يلعنهم بسببها اللاعنون الي أمد ليس بقصير..
الوصول الي السلطة،
لم يكن أحد يصدق أن ترامب سيصبح رئيسآ لأقوي دولة في العالم اليوم، فمجرد دخوله الي سباق الفوز بترشيح الحزب الجمهوري إعتبره معظم الناس مجرد ” نكتة ” للشهرة و التسلية.. أما البشير فلم يسمع به أحد لخمول ذكره و ضعف إنجازه و وجوده خارج دائرة الفعل و الفكر.. و كما ذكر الترابي فقد ” جئ ” به لمهمة محددة لسهولة قيادتة و لضعف شخصيته.. فكل منهم وصل السلطة دون أن يكون لديه الحد الأدني من ملكات القيادة و موجبات الرئاسة.
النشأة،
كلاهما نشأ في بيئة لم توفر لهم أي تربية سليمة تزرع في دواخلهم الحد الأدني المطلوب للقيادة و الريادة، أو حسن الخلق.. فترامب أرسله والده الي أكاديمية نيويورك العسكرية لسوء سلوكه في مدرسة كيو فورست عند سن الثالثة عشر، مما يوحي بأنه إبن عاق و مزعج.. أما البشير فقد إعتدي علي والدته بالضرب في سن أقل من ذلك بقليل كما روت والدته عليها رحمة الله… فلا يمكن لإبن عاق أن يقود أُمة..
الخلقة،
رغم أن خلقة الإنسان من شأن خالقه، إلا أن الله يجعل القبول في وجوه من يرضي عنهم من عباده.. و كلا الرجلين يشتركان في سوء الخلقة و عدم القبول عند الناس، فما أن تري أيهم حتي تمقته ” لله فلله “.. و هناك عدم تناسق في تفاصيلهم الجسدية تجعلهم منفرين لمن حولهم كما يبدو علي كليهما مظاهر الغباء و الجهل المطبق.. ولكل منهم ضحكة بلهاء..
الأخلاق،
يشترك الرجلين في نقيصة الكذب، فكلاهما كذاب أشر.. و قد عاني السودانيون طوال الثلاثين عامآ من قصص البشير السمجة والكاذبة ( كحكاية السقالة) ، كما كره الأمريكان خطابات ترامب الطويلة و المملة، التي جل ما فيها محض إفتراء و خيال مريض. و آخرها إدعائه الكاذب بتزوير الإنتخابات..
الثروة،
كون دونالد ترامب ثروته عن طريق الإستثمار في مجال العقارات ولكن كانت تحوم شبهات كثيرة حول أدائه المالي و يتهم بالتهرب الضريبي وهي تهم تقدح في المعايير الأخلاقية للشخص و تعد من أخطر الإنتهاكات القانونية في أمريكا.. أما ثروة البشير فقد ثبت أنه سارق و فاسد و قد أدين و حبس و “ما زال ” بسبب سرقته و تعديه علي المال العام و هي من أسوأ خصال من يتولي منصب عام ناهيك عن رئاسة دولة.
حصادهم،
كلاهما ساهم في فرض العزلةعلي بلده و حط من قدرها و جعل مهمة من يخلفه مليئة بالتحديات و مهددة بالإخفاقات.. مع فرق أن أمريكا ما زالت مؤسساتها تعمل كما ينبغي، اما البشير فقد ضيع البلد و مؤسساتها.. لكن المحصلة أن حصاد كلاهما مر..
أقول،
تلك بعض الملامح من أوجه الشبه بين الرجلين.. و من سوء حظ السودان و الولايات المتحدة أن يحكمهم أمثال هؤلاء الرجال فاقدي الأهلية محدودي القدرة و الفكرة و الخيال.. و كما إنتفض الشعب الأمريكي لتنحية رئيسهم بالمتاح لهم من الأساليب الديمقراطية، فخرجوا للتصويت ضده بالملايين حتي تم لهم ما أرادوا.. اما السودانيين فكان قدرهم أن يثوروا بالملايين لإنسداد أي أفق آخر امامهم، و مات منهم من مات و فقد من فقد و رمي في النيل من رمي حتي تم لهم ما أرادوا..
كلا الرجلين فاق سوء الظن سوءآ، و كانا علي إستعداد لفعل أي شئ للبقاء في السلطة، البشير أراد قتل ثلث الشعب ليبقي اما ترامب فأراد قتل الديمقراطية، و لكن كان قدر الله هو الأمضي و كلمة الشعب هي الأعلي..
معتصم بخاري <mbukhari2@hotmail..




والله يامعتصم بدلتك وربطة الكرفتة واناقتك دى بصراحة شدتنى اكترمن مقالك