مقالات وآراء سياسية

تفضل بسحب الإستقالة يا دكتور القراي لمصلحة الوطن

الحسن النذير

من المعلوم ان المنهج التعليمي الذي تم وضعه قبل ثورة ديسمبر المجيدة، لم يكن وليد صدفة. لقد كان ذلك عملاً ممنهجاً وجزءاً لا يتجزء من  الرؤية الإستراتيجية للذين وضعوه. لذلك، صاحب تغيير ذلك النهج، إحتجاج مصحوب بصراخ وعويل ممنهج ايضاً ومبنياً علي نفس الرؤية الإستراتيجية.
السؤال المشروع نوجهه للدكتور القراي: هل كان يتوقع غير ذلك؟ بطبيعة الحال ستكون الإجابة بلا. ونفس السؤال نوجهه لرءيس الوزراء، ولا نتوقع اجابة مختلفة.
بناءاً علي ما تقدم، كنّا نفترض أن تجابه تلك الإحتجاجات والهلع المصاحب لها، بالحزم اللازم، المشابه للحزم (المفترض) تجاه  محاولات أعداء أعداء الثورة والتغيير خلال الفترة الإنتقالية.
وهنا نتسائل  مرة أخري، هل كانت إستقالة دكتور القراي مبررة؟ وهل كان القرار بتجميد المنهج الجديد مبرراً؟
في تقديرنا، الإجابة علي السؤالين ، لا، وذلك للآتي:
– أي عمل مهما كانت كفاءة وقدرة من قام به، لن يكون كاملاً.   وكما قال الحكماء، كل شيئ اذا ما تم فهو ناقص.  لذلك كان علي القائمين علي المنهج الجديد، وعلي رأسهم دكتور القراي، تقبل النقد والتصويب في كل الأوقات، للتصحيح والتجويد، ولتفويت الفرصة علي أصحاب الغرض.
– كان من المتوقع، ان يقوم  رئيس الوزراء بمشاورة وزير التربية والتعليم والقائمين علي إعداد المناهج لإتخاذ القرار الصائب، الذي قد يشمل التوجيه بالمراجعة اللازمة لنفس الأسباب (التصحيح والتجويد)، ولتفويت الفرصة علي أصحاب الغرض.
لما تقدم، ولمصلحة الوطن والثورة وأهدافها السامية نتمني أن يقوم الدكتور القراي بسحب إستقالته. ونتمني أيضاً أن يقوم رئيس الوزراء، بمعالجة الأمر، بحكمته المعهودة، مستصحباً في ذلك رأي المختصين وعلي رأسهم وزير التربية والتعليم ودكتور  القراي نفسه.
اللهم قونا علي الصبر وألهمنا الحكمة من أجل تخطي صعاب المرحلة الإنتقالية، بما في ذلك تغيير مناهج الظلام والظلم، ومكنا من رفعة الوطن بالعلم  وتربية النشأ الذي نعول عليه في بناء مستقبل بلادنا الحبيبة.  إنك أنت السميع المجيب.
الحسن النذير
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..