مقالات وآراء سياسية

هل حقا الشماليون عنصريون؟

محمد حسن  شوربجي

■□■□■□■□■□■□■□■□□■□■□■
اسفت والله والاسافير تشتعل حربا  ما بين بعض إخوتنا من غرب السودان وبعض إخوتنا من القبائل النيليه.
فقد وصل الأمر حدا بتهديد كل طرف للآخر.
وما اخطره مثل هذا الأمر في حياتنا.
فقد يتطور الأمر كرها و عنصريه قبيحة لا نريدها أن تكون في السودان بعد كل هذا التعايش القبلي وأقتسام لقمة العيش.
فقط علينا أن نظبط خطابنا القبلي تجاه الآخر دون تعنصر أو استفزاز.
والا فقد يحدث لنا ما حدث  لبعض دول اوروبا كاسبانيا وايطاليا حيث احتقارهم لمواطنيهم القادمون من مدن الجنوب وحرمانهم من الكثير من الحقوق.
فبعض أفراد قبائلنا النيليه التي ظلت تحكم السودان  منذ الاستقلال نجدها تحتقر  كل  الآتون من غرب البلاد.
وكم كانت هذه العلاقة متأزمة  في الشارع وكلمة (عبد ) أو ما بتعرف عربي.
ليأتي الرد قاسيا أيضا (الجلابه) ويقصد بها تلك المجموعات من التجار الشماليين الذين ظهروا فى القرن السادس عشر الميلادى على ايام دولة الفونج و الفور اي ليسوا بمواطنين بل قادمون من الخارج.
وان كان هذا الأمر ينم عن تخلف حضاري وغياب وعي بين المواطنين ونحن في زمان النانو وعلوم الجينات وتحويل الخيال العلمي إلى حقيقة .
والمخجل في الأمر  أن مثل هذه السلوكيات القبليه المشينة  تتعلمها اجيالنا ممارسة  في الاحياء وفي المدارس و الشوارع.
إن الوطن اخوتي هو للجميع فلا يحق لأحد أن يحتكره  لنفسه أو لقبيلته.
و من له مثل تلك الميولات العنصرية فليختر وطنا آخرا غير السودان  الذي يجب أن يتسع لكل المواطنين.
فمهما اختلفنا في لهجاتنا وسحناتنا وقبائلنا  أو تباينت عاداتنا  فلا يجوز لاحد  بأي حال من الأحوال أن يصنف الآخر بعدم انتمائه للوطن .
أو يوسمه بالسواد .
ولكي نجيب عن عنوان هذا المقال هل الشماليون عنصريون ؟
أقول لا الشماليون هم ليسوا بعنصريين
ولكن استطيع ان أؤكد أن هناك  جهات وافراد في  الشمال النيلي يمارسون احيانا سلوكيات  ” عنصرية”.
وهي في النهايه تصرفات فرديه   غير واعية قد  غذاها الجهل و تصورات بعض الجهات التي أرادت الفتنه لاهل السودان.
فمن ينسى سخافات مشروع (مثلث حمدي ) الذي اقترحه وزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدي  حين طالب  بدولة إسلامية عروبية خاليه تماما من الإثنيات الإفريقية الزنجية والنوبية والبجاوية .
والذي يريد بعض أنصاره بث الروح فيه هذه الأيام.
اخوتي العنصرية بغيضة فهي تمثل القتل المعنوي والإرهاب النفسي الذي لا بد أن يقود إلى الكوارث ونسف المجتمعات والدول.
ومن جماليات ديننا الحنيف انه يعلمنا وحدة الصف حتى في الصلاة ولا فرق بين عربي ولا أعجمي الا بالتقوى.
«فالقدم في القدم والكتف في الكتف ليستوي الصف».
فلنكن كذلك.
■□■□■□■□■□■□■□■□□■□■□■
محمد حسن  شوربجي <[email protected]>

‫2 تعليقات

  1. يا استاذي العزيز الموضوع يحتاج قانون رادع دون مجامله في تنفيذه وفي الاول تحتاج اراده حقيقية من الحكومة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..