
الختمية وأنصار المهدي والشيوعيون و البعثيون والناصريون و الإخوان المسلمون و المستقلون و أنصار السنة وحركة تحرير السودان (جنوب السودان) وحركات العدل والمساواة والجبهة الثورية. هذه تقريبا الكتل الجامعة للكثير من السياسيين السودانيين . وراء كل من هذه الكيانات فكرة ما تقوم عليها كتلة . يقتنع جمع من الناس بالفكرة و يتبنونها. يضيفون اليها يصححون مسارها إن اعوج. وإن اختلفوا انشقت الكتلة . حدث هذا مرات عديدة. بعض الكيانات تجاوزت مرحلة الانشقاقات الي مرحلة التشظي لكن رغم ذلك ظل (عضم) الفكرة يقاوم الإنتصار . طوال القرن الماضي طرأت تغييرات طالت هذه الكتل. أضعفتها الديكتاتوريات وأوهنتها الأحداث العالمية والإقليمية.
الظلم والفساد اللذان مارسهما النظام السابق اوجدا معارضة واعية .تكونت تلقائيا كتلة من هذه القوى المهمومة بقضايا أهل السودان. رتبت هذه القوى أمورها أولوياتها . الكتله هذه المرة تشكل معظمها من قوة شبابية حديثة. اغلب هؤلاء الشباب غير منتمين سياسيا . انخرطت باقي التنظيمات السياسية مع الشباب والأفراد في كتلة كبيرة. الهدف كان واضحا. إسقاط النظام الفاسد وتقديم بديل. هذا البديل يتناسب ومايستحقه الشعب السوداني الكريم بتاريخه العريق وصفاته السمحة ووعيه المبكر وريادته. قادت الكتلة الثورية الجماهير حتى انتصرت الثورة. لكن أعوان النظام السابق استغلوا تسامح الثورة وظلوا يعرقلون مسيرتها. بسبب التهاون والتقاعس حدث تعطيل متعمد لبوصلة التقدم والوعي . الثوار قاموا بكل ما تتطلبه المرحلة. لكن وراء الكواليس تم تغيير قواعد اللعب النظيف وتغييب الكتلة. الإظلام يفرضه المستبدون لممارسة و تبرير الظلم والفساد. في الفترات الإنتقالية يستغل الفاسدون حركة إنتقال السلطة. يستخدمون بعض ضعفاء النفوس. يتسللون لمراكز القرار. يعطلون القرارات الصحيحة. يقومون بتشويه وجه الثورة يطعنون في رموزها ويتشككون في أهدافها . يجيرون القرارات لصالحهم. يفعلون كل ذلك ليواصلوا تحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة. يتاجرون بمعاناة الشعب للمزيد من الإثراء أو التغطيه على فسادهم. بهذه الأعمال السيئة يؤخرون مسيرة الشعب كله . الثوار انجزوا المرحلة الاولى تجميع الكتلة وإسقاط النظام المستبد الفاسد. و أيضا المرحلة الثانية وهي تعديل قواعد اللعبة واختيار اللاعبين . المرحلة الثالثة وهي لا تقل أهمية عن الأولى. مرحلة التخلص من تركة النظام السيئة ووضع الأسس الصحيحة لحكم راشد وتنمية مستدامة. الوضع بهذا الحال لا يرضي الشرفاء فما هو الحل؟
أكتبوا.. اقترحوا.. نبهوا.. ايقظوا… ساهموا.. حافظوا على ثورتكم الغالية .
في كتابة قادمة بإذن الله أفكر معكم بصوت عال.