مقالات وآراء سياسية

لجان مقاومة “الخبز”.!

شمائل النور

عقب إعلان وزير التجارة؛ مدني عباس مدني التزامه بوضع حد لأزمة الخبز خلال 3 أسابيع وإنهاء الصفوف أمام المخابز، تداعت لجان المقاومة بالأحياء لتفعيل الرقابة على المخابز لضبط حركة الدقيق نظراً لأن أصحاب المخابز يلجأون إلى بيع جزء من الحصة المدعومة في السوق الأسود وهو السبب الرئيسي للأزمة.

بعيداً عن أزمة الخبز، هل من الجيد أن نزج بلجان المقاومة في أي عمل هو من مهام الحكومة، لجان المقاومة تتمتع بطاقة جبارة قادت هذه الثورة وأوصلتها حد سقوط الطاغية، وظلت حارسة ومراقبة للثورة ومحددة لمطالبها ومذكرة بها على الدوام، وانخرطت طيلة أيام الثورة في الأنشطة الاجتماعية من تنفيذ حملات نظافة واسعة؛ هذا على سبيل المثال، عطفاً على الأنشطة التطوعية في جمع الأموال لإنقاذ وضع محدد، كما حدث مثلاً في مستشفى البان جديد ليلة حادثة تفجير “القرنيت”.

لكن لماذا تقوم لجان المقاومة بعمل الحكومة، من المفهوم جيداً، أنَّ الكثيرين من الداعمين للحكومة الانتقالية يطلقون دعمهم اللا محدود فقط لإنجاح هذه الفترة، ونجاح الفترة بالنسبة لهم هو نجاح هذه الحكومة. غير أنَّ الحكومة ينبغي أن تقوم بمهمتها على أكمل وجه، وإن أصبح هذا عسيراً، ينبغي مكاشفة الشعب بالوضع على حقيقته حتى يكون الشعب في الصورة.

الوضع الطبيعي أن لا رقابة على المخابز أو الأسواق أو المستشفيات، لكن لطالما أصبح الوضع بحاجة إلى فرض رقابة، المعلوم أن الجهات الرسمية وبسلطاتها المخولة لها هي من تفرض الرقابة لأن لها السلطة في فعل ذلك، ولها الحق في أن تسأل صاحب المخبز وهو ملزم بالتجاوب معها لأنها سلطة رسمية.

فكرة وجود أجسام طوعية تؤدي مهام الحكومة، مهما كانت أهدافه فهو مُضر للحكومة حينما تجد من يقوم بمهامها سوف تستكين، وتدريجياً ولا شعورياً سوف تعتبر أن مثل هذه المهام ليست تحت مسؤوليتها بل من صميم مسؤولية هذه الأجسام الطوعية، وستكون هذه الأجسام مسؤولة أمام المواطن، أو هكذا يعتقد المواطن.

على الحكومة، لطالما حددت زمناُ لإنهاء أزمة الخبز أن تعلن عن آلياتها للمراقبة، إذا استدعى الأمر مراقبة، لا أن تتركها للعمل الطوعي وتحمل لجان الأحياء ماهو ليس من مهامها.

ما تقوم به لجان المقاومة عمل عظيم ومخلص، لكنه مسؤولية الحكومة، وعلينا أن نضغط على الحكومة للقيام بمهامها لا أن نتطوع للقيام بمهامها.

 

شمائل النور

التيار

‫7 تعليقات

  1. مع إحترامي لرأي الصحفية شمائل النور، ولكن في ظل وجود الدولة العميقة والمتربصين من الطفيليين وبقايا النظام السابق ومن فقدوا الإمتيازات التي كانت تقدمها لهم دولة الكيزان الفاسدة، فإن الدور الذي تقوم به لجان المقاومة دور محوري ومطلوب في هذه الفترة لحين إنشاء ضوابط وآليات تمكن الدولة من القضاء علي هذه الظواهر السالبة

  2. الحكومة الان وحسب واقع الحال وليد يشق طريقة بصعوبةنتيجة لعراقيل ازيال النطالم البائد فهى محتاجة و بشدة لعمل اللجان الشعبية و حتى تعود الحياةالطبعية للحكومة وللوظن

  3. مع احترامي للصحفيةالقديرة
    مالم يتم تعيين الولاة المدنيين والحكومات المحلية كيف يتأتى للوالي العسكري
    تصريف كل الاعمال بولايته والرقابة على كافة المؤسسات الغير موجودة اصلا؟

  4. الوسائل المطلوبة كانت تتمثل تقليدياً في البلديات بالنسبة للمدن وفي المجالس الريفية بأجهزتها الإدارية والصحية والأمنية (الشرطة)، ويجب أولاً أن تعاد لها سلطاتها القانونية ويزال ما لحق بها من تدجين إنقاذي حتى تستطيع أداء مهامها بكل ثقة. الشيء المهم بالنسبة للمخابز أيضاً عملية الكشف الصحي للعمال واستخراج الشهادات الصحية والمرور الدوري لضابط الصحة.

  5. من أجل حماية ونجاح ثورتنا المجيدة سنضحي بكل ما نملك من ذمن ومال كما ضحى شهداءنا بأرواحهم، فساعات مراقبة من مجموعات لاجل شعب مناضل تعتبر جهاد ونصر للثورة التنفيذ برنامجنا الانتقالي
    .

  6. لجان المقاومة لما أنشيت لها و هي حراسة الثورة و العمل الثوري….و غير ذلك يعني تدجين الشباب و صرفهم

  7. تعليقات مسئوله وازيد عليها شمائل ان الاجهزة الرقابية غير موجودة ياستي وانت ادري بذلك والي حين ايجادها ليس هناك من هو مؤتمن علي ذلك الا ابطال واسياد الثورة لجان المقاومة يحفظهم المولي لبلادهم وثورتهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..