مقالات وآراء

الذَكِيُّ مع باجاندا

شكرى عبد القيوم

 

الكلام ده ونحنَ تلاميذ في المرحلة المتوسطة. كان هناك شيخ اسمو علي كابو. ساكن في شارع استديو صداح شرقاً في محطة 17 الحاج يوسف المايقوما .وعنده بيت قريب من بيتو عاملو خلوة وعيادة لاستقبال الزبائن .ف ذات يوم، صباحاً ، أثناء ما أنا حايم في الشوارع ،جيت عند خلوته دي. ودخلْتَ. لقيت ناس كتيرة، رجال ونساء ..كبار وصغار، قاعدين في بروش في الحوش وفي برندة كده . وهناك غرفة واحدة في البيت ومقفولة، فهمتَ إنَّها غرفة العمليات. بكل هدوء انحشرتَ وسط الناس القاعدة في الحوش ،وقعدْتَ .بعد شوية جا واحد  داخل من الباب، ومشى على طول للغرفة .فهمتَ من همس الناس إنو هو الشيخ علي كابو. بعدما قرَّب من الغرفة بمقدار خطوتين ، انحنى الشيخ والتقط طفل من حجر أُمُّو .واستدار متوجهاً نحو الناس ووضع الطفل في طربيزة .وسلَّ سكين من ضراعو وبدأ في تقطيع الطفل .! .ويرمي أعضاؤه في الهواء واحِداً بعد الآخَر .!! .والناس دي مشدوهة وعيونها مُسَمَّرة في المنظر ده بطريقة هستييرية لا إرادية ولا انفكاك منها. ثُمَّ فجأةً رفع الشيخ كلتا يديه في الهواء ،وأمسك الطفل حيَّاً مجتمع الأعضاء ، وأعاده إلى حجر أُمِّه ، ودخلَ الغرفة .!! .

في أيَّام الثورة .رأْيَنا استقرَّ على إنو بابا كوستا من ناحية التأمين أفضل من أتنيه .ف كُنَّا بنجخنن هناك ونشوف الترتيب شنو في المواكب .ظهر واحد شاب عشريني بيعمل تقريباً نفس الحركة العملها الشيخ علي كابو .الشاب هو شهادة عربية، وثائر أنا رصدتو في مواكب كتيرة. بس نسيت اسمو مع إنو اتبادلنا الأسماء والأرقام .رقمو  0926076154.ف يوم انتبذتَ بيهو مكاناً قَصِيَّاً .وغرفتَ ليهو من قعر الحَلَّة , قلتَ ليهو وأنا تلميذ قدرك ، جمعتَ كتب السحر .أبو معشر الفلكي الكبير، وشمس المعارف الكبرى ، ومنبع أصول الحكمة ، والمندل ، وحضور الجان،  والسحر الأسود، وشمهاروش. . إلخ .وجلستَ لدراستها، ودرستها. لغاية ما عمَّاً لي اسمو جمعة أوشي وبالتشاور مع خالي ابراهيم طه. قاموا بسحب الكتب دي مني وحرقوها. ف خُشَّ لي في الموضوع واختصر ، وخُت في بالك إنو فرعون ما كان في امكانو – ولو حاول – إنو يكذب على هامان .فقال إنو الموضوع ده عبارة عن  تعلُّم وتدرُّب شاق وطويل، بشرط يكون موجود أصل موهبة واستعداد فطري .لا أكثر ولا أقل .وإنو هو زيِّي لا يؤمن بوجود الجن والشياطين. لكن ربما كانَ يؤمن بوجود ملائكة ، والله .

فهذا ، بالضبط ، هو المثال لشعوذات رجال الدين .يُقَطِّعون جماجم البسطاء بسحر جدير بالسوق،  ثُمَّ يجمعون بين هذه الأجزاء بذات السحر ، ويسوقون الجماهير إلى سرابٍ بِقِيعَة يَحْسَبُهُ الظمآنُ ماءً .والسبب في ذلك، هو أنَّك إذا ما أردْت أن تخاطب فريقاً من العوام والدهماء بلسانك بدلاً من لسانهم ، لن تستطيع أن تُسْمَع ولو سمعوا ما فهموا .والواقع أنَّهُ يوجد ألف نوع من الأفكار لا يُمْكِن ترجمتُها إلى لُغَة الشعب أبداً ، لأنَّها تكون خارجة عن إدراكِه ولا يستطيع إليه سبيلاً .وهذا هو السبب الذي قادَ قديماً لتأليف الأديان .وخلْق الشياطين والملائكة والإله الديني الذي يحتاج لإرسال الرسل ، ويغضب ويعذِّب الناس في جهنم ، أو يدخلهم الجنة،  ويسكن في السماء ، وهو على هيئة شابٍّ أمرد ،يجلسُ على كرسي في العرش .

وبالنتيجة ، ضمن نتائج أخرى ، فلا بُدَّ من قول الحقيقة وتبيانها لمن يفهم و يطيقُها من الناس. لأنَّهُ إذا أرادَ شخص كسيح أن يجري ، ولم يُرِد آخَر غير كسيح أن يجري،  ظلَّ الاثنان حيثُ هُما .وإخفاء الحقائق عن البسطاء لا يُثْمر النتيجة المرجوَّة إضافة إلى أنَّهُ فعل غير أخلاقي. والواقع أنَّ الحقيقة مُضِرَّة بقائلها، وما بتجيب دخل. والجماهير لا تُنْعِم بسفارات ولا مناصب ولا قروش .لكن قُل الحقيقة ومُتْ ، أحسن لك.

“شُكْرِي”

 

شكرى عبد القيوم <[email protected]>

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..