
كل شخص لديه مقدرات، الى حد ما، وهذا شيء مفهوم لتوازن القوى في العالم وحفظ حيوية الحياة، ولكن أن تكون هذه المقدرات خارقة على الدوام؛ أو بالعكس، خاملة ابداً، فذلك هو الشيء الغير مفهوم.
شخصياً اعتبر ذلك كارثة كونية.
قد ابالغ إن قلت أن الدكتور حمدوك ظل على الدوام يظهر في المسرح السياسي بالوجه الثاني من المفارقة منذ توليه امر الرئاسة؛ إي ان مقدراته خاملة على الدوام فيما يخص الفعل السياسي، وهذا اللبس وإن بدا طبيعي على محيا وجهه الدكتور ، إلا إنه مدعاة للوقوف لاسيما عند شخص مثل حمدوك.
الدكتور عبدالله حمدوك، رجل اقتصادي ضليع وخبير اممي ناجح، وبالفطرة نحن ندرك أن غالبا ما ينجح الاقتصاديون -لاسيما ان كانوا ذوي خبرة- في ميدان السياسة؛ لأن المتغيرات السياسية هي بالنسبة لهم بمثابة المتغيرات العامة للسوق؛ مما يعني ان انجاز عملياتها لا يحتاج سوى لمعرفة المباديء الاقتصادية العامة؛ تلك التي يدرسها طلاب السنة الاولى والثانية في كليات الاقتصاد؛ ولكنه – اي حمدوك- على الرغم من ذلك يتعمد البرود، هذا إن جاز تخفيف جموده في المسرح السياسي الى درجة البرود.
هناك اشياء كثيرة نحتاج الى انجازها لدرجة معينة من (الغبن ) وفق تعبير الرفاق في UPF ويقصد بالغبن هنا الارداة السياسية الجازمة للانجاز ، وهذا ما يبدو أن السيد حمدوك يفتقر اليه؛ حتى الان على الاقل.
متطلبات التغيير في هذه المرحلة من تاريخ الدولة السودانية ترتكز مجملاً على تغيير الوعي، وعي الناس بالتغيير ؛ بالحياة ذات نفسها، التغيير الحقيقي هو تغيير العقيدة العدائية تجاه الحياة في نفوس المجتمع، وهذا يحتاج الى معاول تربوية لا هتافات وعزيمة فارغة.
لم يسبق أن كتبت في موضوع تولية السيد الدكتور عبدالله حمدوك لرئاسة الوزراء وما تلى ذلك من احداث، ذلك لإيماني بأن الرجل عاش في دول محترمة من هذا العالم، وبالتالي هو حر فيما يرى لتحقيق الغاية المثلى والتي هي اخراج الدولة السودانية من جب التخلف الذي اودعتنا فيه الجبهة الاسلامية؛ وبناء على تصورى افترضت – ولعله كذلك- ان الرجل يعي حجم الكارثة وعليه فهو يعرف تبصر طريقه للخروج بنا من دوال الازمات المتشابكة التي اوقعنا فيها السفاح عمر البشير.
حتى اللحظة التي قرر فيها حمدوك الاستجابة لسلطات الجماعات الدينية لتجميد المنهج المدرسي الجديد، كنت اعتقد أن الامور لاتدعو للقلق؛ سواء كان البنزين او الخبز او غيره من الازمات العابرة ؛ فهي نتاج طبيعي لدولة عائدة من غربة طويلة عن الحضارة الانسانية، بل لا زلت اجزم بأن جميع مشاكل السودان الراهنة تُحل بالمساعي الحميدة لاصلاح ذات البين مع المجتمع الدولي، لأن القمح الذي يُباد في المحيطات كل عام يكفي لإطعام السودان اعوام طوال ؛ولطالما كانت سياسة البنك الدولي واضحة وبسيطة تجاه دول العالم الثالث (العصا لمن عصى) إذاً بالعودة لبيت الطاعة ولو انياً يمكننا أن نأكل خبزا ونتمتع برحلات ترفيهية هادئة على متن حافلة روزا كل جمعة الى أن نتدبر طريق تحررنا التام من تسلط اساطين الرأس مال العالمي.
طريق النجاة مليء بالانحناءات العابرة لتيار الرياح.
بالعودة الى قرار الدكتور حمدوك بتجميد المنهج الجديد لاسباب دينية، نجد ان حمدوك يرتد ارتداداً واضحاً عندما يرهن قرار سياسي وفني الى رأي ديني؛ أي انه يستند على عصا عقيدة السودان القديم سودان الدين الواحد والعرق الواحد والثقافة الواحدة.
وهذه كارثة لا تقل فوضى عن اطلاق سراح السفاح واخوانة في شوارع السوق العربي.
شخصياً لست من انصار القراي لدواعي ايدلوجية، اي انني غير مهتم إن كان القراي مديراً للمناهج او غيره، لأن ذلك غير مهم طالما الذي يتقلد هذا المنصب يعي جيداً دوره، وهو انجاز مشروع تحرير الوعي الجمعي للمجتمع من خرافات الدولة البائدة، بناء جيل يعتز بتنوعه ويجيد ادارته في اطار وحدة وطنية مقدسة، لذلك لست حزيناً لاستقالته، ولكن ما يحزنني هو تجاسر الدكتور حمدوك بتحكيم جماعات دينية في قضية فنية وسياسية بامتياز !
فرضاً فلنقل ان المنهج التربوي الجديد معيب، فهلا يعني ذلك ان تحكم عليه لجنة تربوية مختصة في شئون المناهج!
إن اتى تجميد السيد رئيس الوزراء معضد برأي فني وجيه كنت لأحترمته والتزمت الصمت الى الابد، لأن الرأي اتى من ذوي الاختصاص ولكن للاسف اتى الرأي من ذوي الالتباس؛ وبتعبير ثوري من العصر الثامن عشر اتى من الطابور الخامس.
تُرى أي تغيير ذلك الذي تنجزه لنا ايدي سدنة الطابور الخامس!
وعودا الى ذي بدء؛ على السيد حمدوك ان يُفعّل قدراته “الخاملة” لقطع ذلك الارتياب الثوري الذي تراكم في نفوس الثوار والمتطلعين الى دولة ديمقراطية علمانية عادلة مثل كل دول العالم المحترمة.
محمد دهب تلبو
[email protected]
لماذا التباكي على ذهاب القراي وهل اصيبت حواء بالعقم بعد فوات القراي وما هي خبرات القراي العملية حتى يتولى هذه المكانة اليس في سوداننا من اساتذة الجامعات المحلية كفاءة موثوق بها ليس لديها انتماء ايدولوجي مخالف لبقية لهذا الامة ولماذا تم اصلا وضعه في هذا المنصب الحساس وذا كان هو بالفعل رجل ديمقراطي لماذا لا يتقبل الرأي الاخر ويقول رايكم مقبول وتعالوا نتحاور للوصول الى الراي السديد اليست هذه هي الديقراطية التي يتشدق بها البعض والتي لا يعرفون عنها شيء غير اسمها فالذي يدرس هو ابني وانا لا أأمن على ابني ان يتعلم على منهج يخالف عقيدتي ثم ان القراي غير كثيرا في المناهج ولكن عندما تعدى الحدود وتحدى خصومه بدل ان يمتص الغضب وجب ان يوقف عند حده وهاهي السنة الكتاب تسلق كل من خالفهم وتصفهم بابشع الصفات وما ذلك الا لاسكات هذه الاصوات وتوزع صكوك البراءة على من والاهم وطبل وهلل وكبر لكتاباتهم وافتراءاتهم نحن لن نقف في وجه تطوير المناهج فهذه سنة التعليم ولكن لا نمس العقيدة ولا نخلط الامور وعندما يتحدث انسان ايا يكن وجب ان نقف عند رايه ونرد حجته ان كان مخطأ ونقبل رايه ان كان صوابا
يتوارى الكثير من الكتاب حول موضوع دكتور القراى خلف الكتاب والسنة والدين الحنيف وكان الرجل من الكفار والسبب هو ان كل الاراء المبذولة ارهابا بالدين من اشخاص لم يقراوا الفكرة الجمهورية بل يحملون عقول الاخرين من المتنطعين بالدين لمحاكمة الفكر الجمهورى دون قراءة وفهم عميق للفكرة حتي ولو علي مستوى علم اللاهوت او اي دراسات متقدمة مثل كتابات ابن عربي وكبار المتصوفة الحقيقيين… الدكتور القراى مواطن سوداني يحق له تولي اى منصب في الدولة بمثل ما للمسيحي نفس الحق الدستورى.. شرح دكتور القراى مرات عديدة بان المناهج يصممها تربيون وخبراء وليس هو بل نشر اعلانا مفتوحا لكل من له خبرات في مجال المناهج من قدامي الاساتذة والتربويين للحضور والمساهمة بما عندهم..فلننظر الي اولويات بناء الدولة ومكافحة اتفاق سلام المحاصصات والحقائب والجهويات حتي نستطيع بناء الدولة السو\انية المدنية دون دبابير ونياشين ومن الاخر لابد من وزير دفاع مدني ووزير داخلية مدني حتي يذهب الجنرالات الي جبهات القتال وتحرير الاراضي السودانية المحتلة… وما ورد من اخبار الجبهة الشرقية هو واجب القوات المسلحة السودانية.. المناهج ودكتور القراى دخان كثيف اطلقه المرابين في المدينة لعرقلة التغيير الذى سيطال كل شيء لصالح السودان…