مقالات وآراء

تحديات وزارة الخارجيه القادمه

ارتبطت الدبلوماسيه السودانيه طيله فتره العهد البائد بسمات التمكين والثراء الشخصي لسماسره المحسوبيه ومروجي االصفقات التجاريه الفاسده المشبوهه .. (حوش) الخارجيه السودانيه يمتلئ حد الترهل باصحاب النظارات السوداء الذين يتم تعيين غالبيتهم بواسطه جهاز امن النظام البائد .. المطبخ الرئيسي لسياسات التمكين في جميع المرافق الاستراتيجيه الهامه في البلاد .. ينتظرون دورهم حسب اقدميه الولاء التنظيمي .. لشواغر السفارات الحصريه علي فئات منتقاه من امنجيه الكيزان حتي باتت العقليه الامنيه هي السمه المسيطره علي مفاصل الخارجيه السودانيه .. دور سفارات البلاد انحصر في مطارده النشطاء السياسيين خارج البلاد وجمع المعلومات عن انشطتهم المناوئه بالاضافه الي انشطتهم في تهريب ثروات البلاد وغسيل الاموال وادخال المحظورات و فتح خطوط البيزنس الخاص والتسهيلات التجاريه لمنسوبي النظام البائد .. بالكاد لا تجد سفيرا لم يمضي علي تعيينه العام الا وقد صار احد اكبر طفيليات التمكين ..

الثراء الفاحش سمه يتميز بها كل من ينضم الي هذا النادي المغلق حصريا علي النخب الانقاذيه التي يتم انتقاءها من كوادر الصف الاول حيث لا تخلو السيره الذاتيه لاي شخصيه قياديه تنتمي الي العهد البائد من العمل سفيرا لدوله معينه او حتي سلسله ممتده من الدول .. تزيد او تقل بحسب اهميه وحجم هذه الشخصيه في تسلسلها الهرمي داخل التنظيم ..
نحن الان علي اعتاب مرحله جديده .. بلادنا الان تعود لموقعها الطبيعي بين افراد الاسره الدوليه بعيدا عن قوقعه الحصار التي ظللنا نقبع داخلها لعقود مظلمه من الارث الزماني لامتنا المجيده ..

لديبلوماسيه الخارجيه القادمه ينتظرها الكثير الذي عليها انجازه .. تعريف راس المال العالمي بخيرات السودان واستقطاب الاستثمارات الاجنبيه من خلال شخصيات تحسن تسويق امكانياتنا الاقتصاديه للعالم الخارجي بعيدا عن الكسب الشخصي الرخيص وعمليات التمكين التي كانت تمارسها كائنات سفاراتنا الانتهازيه ..نحتاج الي دبلوماسيه تفتح المجال لصادراتنا التي تقوم بعض الدول المجاوره باخذها منا باتفه الاثمان ويقومون بتصديرها بالوكاله للسوق الاوربيه باسم بلدانهم لتعود عليهم باضعاف ما دفعوه لنا ..حيث نجد ان السوق الاوربيه تستقبل مئات الاطنان من منتجاتنا الزراعيه والحيوانيه الخالصه وتكون دوله المنشا لهذه السلع السائبه دوله لا تنتج ولو مثقالا واحدا من هذه الخيرات الحصريه الضائعه ..

تحتاج المرحله القادمه الي راسمال قوي ومؤهل من الكادر الدبلوماسي الذي يجب ان يكون بقامه الثوره الكبيره التي انتظمت البلاد ..علي سفراء البلاد القادمين تجهيز بطاقات التعريف بمنتجاتنتدا القوميه للسوق العالميه في الدول التي يمثلونها .. يجب تقييم كل ما يتم ادخاله من اقتصاديات للبلاد وعمل جرد سنوي لمجهودات السفراء وان يكون بقاءهم او مغادرتهم للمنصب مرهون بمقدار ما تساهم به مجهوداتهم في زياده مدخولات البلاد ..

يجب ان ينتهي عهد المحسوبيه واستكانه السفراء في المنتجعات الفاخره .. يجب ان تنتهي عقليه السفارات التي تطارد نشطاء المنافي وتتحول الي مؤسسات خدميه تصون كرامه مواطنها وتسهر من اجل تقديم خدمات ميسره له بعيدا عن عقليه الاذلال والتركيع للمواطن متلقي الخدمه ..

انتهت شماعه الحصار التي كانت تعلق عليها كل اسباب الفشل والتردي في احوال اقتصاد البلاد المنهار .. دور اقتصادي هام ينتظر ان تلعبه وزاره الخارجيه التي يقع علي عاتقها الان ضروره الاستفاده القصوي من هذا الانفتاح وترجمته الي مصالح وطنيه خالصه تثري خزينه البلاد .. من الواجب في هذه المرحله تغيير شخصيه سفير البلاد النمطيه وابعاد اصحاب النظارات السوداء الذين فرختهم الانقاذ في هذا المرفق الحيوي واستبدال هذا الارث الكيزاني بكوادر تعي دورها في الاولويه الاقتصاديه للمرحله القادمه والحاسمه ..

الزبير إبراهيم الكبور

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..