مقالات وآراء

لا جديد يذكر والقديم يعاد !

كتبت هذا المقال في التاسع من يونيو الماضي والي الان لا جديد يذكر والقديم يعاد !

من الغريب والمضحك في نفس الوقت حينما يضحك الشعب على معاناته فرحاً ، ربما بأمل من الانتصار الاتي ولكن حتى السخرية تفسر الكثير .. فإذا أردت أن تعرف مم يخاف الناس انظر اليهم من ماذا يسخرون !
الغريب أن يضحك الشعب الجائع على النثرية التي هم كلهم يعرفون قيمتها منذ وقت بعيد … فالمخلوع أطال الله في عمره حتى يتجرع في خلاصة حياته مر التجربة التي ظل يؤرق بها مضاجع الأمهات قلقاً ورعباً ! فاليأكل مما زرع اذا .. ليأكل كل تلك الأعمار التي قبضها متوشحاً ثوب الدين ! وليلبس مما صنع ! يلبس ثوب الحداد الأحمر الذي خيطه من ديكتاتوريته الحمقاء !
أما المضحك حينما يضحك الشعب اليوم وقد كان يبكي كل هذي الاعوام المرار ! فسبحان مغير الأحوال من حال الى حال … وسبحان من نزع الملك ممن تجبر وسفك الدماء …
أنا لست سياسياً ولكني فقط أقول لكم يا سادتي لم الفرح ؟! وفيم ؟ وعلام كل ذلك ؟ أمن مال منهوب استرجع ؟ أين أموالنا التي في الخارج ؟!

أين كل تلك الأشياء التي فقدناها من مشاريع وطيران ! أين سكك حديد السودان ؟!
رباه !

أين نتائج التحقيق في فض الاعتصام ؟!

أين وأين ؟
أنتم لستم بوصايا على الشعب بل الشعب هو وصي عليكم .
سواء أكنتم موافقين أم لا .. فكلنا خرجنا وقلنا لأ للظلم ولأ للنفاق .
وتمارسون النفاق مجددا ً .
ليس من اقتسام لكعكة .. هو وطن وجدنا به وتعلمنا حبه رغم الماسي !

لا تخبرونا بالبديهيات ! من البديهي أن تكون نثريته أكثر من ذلك بالكثير .. ولا بارك الله في أمة تقول ولا تفعل ، وتفعل ما لاتقول .
فقط تعبنا من كل النفاق المغلف بالثورة التي نشئت ليست لتغيير نظام بل لتغيير وعي بالحقوق أولاً وانتزاعها أخيراً ، فالحقوق تنتزع انتزاعاً … أنتم لستم في داعٍ لإخبارنا لأنكم تعلمون جيداً كما قال جورج أورويل ” أننا لم نثر حتى وعينا ! ولن نعي حتى نثور مجدداً ” كفوا عن الحماقات وليسترح الكل قليلاً

حاربوا النفاق الأجتماعي وحاربوا أنفسكم قبل أن تحاربوا لأنكم لن يرضى عنكم هذا الشعب ولو حققتم ما يريد … لسبب بسيط لأنكم لستم أمراء علينا بارادتنا … بل أنتم تجلسون على كراسي مخضبة بالدماء القانية !

ولتعلموا جيداً رسالتي الأخيرة وهو ما أقوله دوماً عن نفسي ” أنا لا أؤمن بالسياسة لسبب بسيط هو أن السياسة مترهلة ومتشعبة لدى النخبة التي لا يهمها شيء سوى الندوات وركوب الفارهات وسكون الشهقات … أما عن شباب اليوم فهم ما أؤمن به لأن الشعب لن يريد الحياة يوماً واحداً فقط حتى يستجيب القدر … بل شعبنا الابي هو حي كل يوم بتجدد دمائه ”
في ختام مقالي هذا أترحم على شهداء ثورتنا المجيدة ، وأتمنى أن كل مفقود يرجع سليماً ومعافى الى أهله ! وأن كل من وهب ولو قطرة دم لهذا الوطن فهي خطوطنا الحمراء التي ستوظ الشعب اصرارً وهمة .

والبموت شان وطنو ما مات
بتولد من أول جديد
و : روحكم اذا فاتت روح الوطن جية .
المجد للشهداء في عليائهم .
9 يونيو 2020

التجاني صلاح التجاني

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..