مقالات وآراء

ابواب الخروج مشرعة

ونكتب فالعبر التي يحفظها التاريخ لا تستهوي الساسة ليقرؤوها ولا تحركهم المواعظ فيتعظوا، كان كتب علينا وبال السجم ان تمضي حياتنا وفق منعرجات التاريخ فكل شيء يعيد نفسه والاحداث نفسها مكررة , والساسة نفسهم بلا ضمير يحركهم وعيون يستبصروا بها ما يدور من مفجعات حاطت بالثورة ومواجع نزلت بالشعب فهم في سكرة تقسيم السلطة والثروة تناسوا بمكر شباب ضحى بالغالي وشعب وثب بعنف ليغيروا مجرى التاريخ ويكتبوا على نصاع بياض المجد ملحمة العز فكان الجزاء ضنك في العيش وفقر وجوع ونكبات .

ـــ تكالبوا على السلطة وجاءت جحافلهم تتلهف للغنيمة شرهة للسلطة واصبحوا اصاحب الحظوة والتهموا بغيظ المحروم الثروات وتركوا للشعب لعنات الصفوف وندرة المعروف يلتظى بجحيم الحاجة ويتوسد سراب الاماني برغد العيش والحياة الكريمة والعدالة المطعونة في الخاصرة وغاب فجر الحرية بين سندان غض الطرف وبيوت اشباح الاعتقال التعسفي والتغييب القسري فما اشبه الليلة بالمبارحة ,انزلق قطار الثورة عن وصول غايته متأرجح وبات اقرب للسقوط .

ــ ان غياب العدل والظلم البائن التي بات لا تخطيه العين والفجور في الخصومة وخطاب الكراهية وتخوين الاخر وحالة الانفلات الأمني وغياب الدولة وتشاكس الحلفاء وخطابات الاقصاء والغبن الاجتماعي والقتل والتنكيل والتعذيب الممنهج والتخبط في القرارات تفضي حتما الى سقوط الحكومة , فالسخط من الأداء بلغ نهاية مطافه وانتهت كل ذرائع الأعذار وبات الشعب اكثر وعي من سواقة الخلاء وادركا من دغمسة الحكومة فكل أحلامه يراها وهما وسراب افضت به الى مستنقع الكارثة .
ـــ ان القيادة الرشيدة تفهم قيمة العدل ومظلة الحرية ومعنى المساواة وتدرك مخاطر الانفلات في وطن تتنوع أثنيته وتختلف سحنات شعبه وعاداتهم وتقاليدهم ومن الحكمة ان يسمع نبض الشارع قبل ان ينزلق الوطن الى هاوية الاقتتال وتسقط في وحل الازمات امانيه وترتد عن الايمان بالثورة جموع شعبه وما قبل الكارثة نهمس ان كانت غاية الساسة خدمة الوطن فاتركوا صراعات الاجندة والتفتوا لمعاش الناس وان كانت غايتكم السلطة فالشوارع لا تخون وابواب الخروج مشرعة.

د.الفاتح خضر رحمة
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..