
استقبل بريدي مقطع فيديو يتساءل فيه الطفل أحمد عن معاناة السودانيين ، ولماذا لم تنهض ولايات السودان ، وعن غياب المشروع النهضوي أيضا يلح مستفسرا.
الرسالة علي قصرها بليغة وأجاد عرضها الطفل ابننا العزيز—حفظه الله – ونسال الله العلي القدير له التوفيق ولوالديه نزجي التحية.
في كلمات فليلات أوجز أيضا ردا ، في المبتدأ هي الكذبات التي أطلقناها من قبل استقلال السودان ثم من بعد ذلك ، أقعدتنا ورجعت بنا القهقرى ، قبل الاستقلال وعدنا الملك فاروق وحكومته بأن شعب السودان يطلب التخلص من الشريك البريطاني ليصبح في حماية التاج المصري وأن يكون مع الشعب المصري شعبا تابعا في جنوب وادي النيل ، ثم ذهبنا بعزمنا الي الاستقلال من دولتي الحكم الثنائي ، وما زالت مصر الشعب والدولة يحاولون اعادة السودان الي بيت الطاعة ، واحتفظت الدولة المصرية بملف السودان بعيدا عن وزارة الخارجية في يد المخابرات المصرية عسي ولعل تحقق امتلاك السودان أرضا ونيلا ، فمصر هبة النيل.
ثم كذبة بلقاء في حق أهلنا جنوب البلاد في مؤتمر جوبا حيث كان الوعد بقسمة وظائف السودنة والأماني ب (بالفيدرشن) من قبيل فقه الضرورة ، وزدنا في الكيل كذبة أخري بتعديل اتفاقية أديس أبابا التي أوقفت الحرب في عام 1972م وقال فيها قائلنا هي ليست كتابا منزلا وأجاز تعديلها منفرد الارادة. ثم في تنفيذ اتفاقية نيفاشا في العام 2005م أيضا تلاعبنا كثيرا خداعا وكذبا في تنفيذ بنود الاتفاقية وأوصدنا باب الوحدة الجاذية طوعيا ورفعنا أسهم الطرد والانفصال . ذبحنا ثورا أسودا- ابني أحمد- ابتهاجا بانفصال ثلثي البلاد أرضا وشعبا .
في مشروعنا الحضاري لإنزال قيم السماء وإنفاذها في ارض السودان كان الكذب في يونيو1989م أول القطر ، البشير للقصر والترابي للسجن أطلقناها خديعة من صحائف وفقه الضرورة. ثم توالت وازدحمت الكذبات وقوم المشروع الحضاري ينهبون الاراضي وأموال البترول ويقتلون الاهل في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ولم يسلم صبية في مثل عمرك من القتل في انتفاضة 2013م. شيخهم الترابي أعلن سرقاتهم وحرص جماعته علي الفساد من منابر مسموعة ومرئية.
في ثورة الشباب والكنداكات في ديسمبر2018م كان الوعد بأن الاعتصام لن يفض بالقوة ، ثم (حدس ما حدس) ، وما زال الجناة يتطاولون في البنيان وعمر لجان التحقيق في مقتل المئات تستخرج لها شهادات التسنين، وفي بلاد الكفر لم تحتاج أمريكا الي لجان مثلنا لتوجيه تهمة القتل الي رئيس الدولة والسعي حثيثا لعزله في الحدث الشهير بيننا اليوم والضحايا عندهم ليس بالمئات بل بعدد أصابع اليد الواحدة والفرق بين عدالتنا في السودان وعدلهم خيط رفيع هو الكذب عندنا وصدق القول عندهم.
ثم تتساءل عن غياب المشروع النهضوي وفقدان القائد الوطني من بيننا ، رفعنا عاليا مشروع العروبية فقط للسودان أصلا في بلد متعدد الاعراق ، ننسب أصلنا لبني أمية ولبني العباس وتوارينا خجلا عن ذكر الخؤولة من جنوب السودان ، هل تعلم – ابني أحمد- أننا في بلاد العرب عندهم (زول) أصفرنا أو أبيضنا أو زرقة أو حمرة من بلاد السودان فهو (زول) وبس، ثم أنكرنا تعدد الاديان في السودان واقعا نعيشه بينما الاعتراف بالاختلاف كان تميزا حيث يسهل نشر الرسالة الخالدة عند اثبات حق الاخر في الوطن والجغرافيا المشتركة والدين الذي اختاره .
الرائد عندنا يكذب أهله ليصير زعيما ، غاب القائد في كذبة أطلقها و صدقها ، هو القائد الملهم وهو البشير الذي لا بديل له وذاك من لا ضريب أو مثيل له في الساحة ، زعماء الاحزاب عندنا أيضا يرسلون الكذبات ويجلسون بدون مشروعات نهضوية وتعطش بورتسودان والأبيض في انتظار مشروع السقيا ، مشروع الدستور الدائم وعده كاذب كما هو عودة دارفور لسيرتها الاولي ومشروع الجزيرة والسكة حديد الي لحظة تركها الاستعمار الانجليزي.
ثم جاءت ثورة ديسمبر لتفضح كذبات شاخت وأشاحت البلاد والعباد ، ويشكل المشروع النهضوي والقيادة الوطنية موضوع تساؤلاتكم وجزاكم الله خيرا ابننا أحمد.