أهم الأخبار والمقالات

نعم للتدخل الدولي ووصاية الأمم المتحدة كخيار لابد منه (2/2)

جمال عبد الرحيم صالح

لقد كرسنا الجزء الأول من مقالتنا هذه لوصف حال بلادنا في الشقين المدني والعسكري، باعتباره يمثل الخلفية التي يمكن على ضوء ما بها من حقائق تحديد الخيار الأنسب للخروج ببلادنا من محنتها الكارثية. سنتولى في هذا الجزء من المقالة تحليل وضع القوى الفاعلة على الأرض، ثم نستعرض الحلول المطروحة الآن وأسباب قصورها، ومن بعد ذلك نتناول رأينا في حتمية التدخل الدولي لحل الأزمة السودانية، ثم نعرج لتفصيل التحفظات المتوقعة على المقترح، وأخيراً نستعرض ردنا على تلك التحفظات المتوقعة.

أولاً – وضع القوى الفاعلة على الأرض:

* قوى الثورة (ونعني بها قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة):

تمثل القوة التي لها مشروعية في قيادة الفترة الانتقالية وبناء جهاز الدولة من جديد. لقد فعلت قوى الحرية والتغيير حسناً بابتدارها الورش المتخصصة التي انعقدت قبل قيام الحرب، والتي من خلالها قيَّمَت أداءها وأداء حكومتها أثناء الفترة الانتقالية. يُشهَد لها بالرصانة والجدية في قيادتها للحراك السياسي الذي قاد للاتفاق الإطاري المُجهَض، كما يُحمد لها حراكها السياسي بعد الحرب الذي نجح في توسيع قاعدة قوى الانتقال الديمقراطي، إضافة لنشاطها في الجبهة الخارجية عبر التواصل مع القوى الإقليمية والدولية. ربما يمكن أن يكون النقد الأساسي الموجه لها يتمثل في انعدام أي نشاط مؤثر في الشارع، وهو أمر بالغ الصعوبة في ظروف استقطاب عسكري حاد وخطير للغاية، إضافة للنزوح الواسع النطاق الذي تصعب معه قيادة حراك في الشارع.

* قوى التغيير الجذري:

لا خلاف في أنها إحدى الفصائل التي صنعت الثورة، بيد أنها تريد المضي بها إلى ابعد من طاقتها، وأبعد من أهداف قوى الثورة الأخرى، التي تتمركز حول إعادة بناء أجهزة الحكم نفسها، قبل التفكير في مسار التطور الاقتصادي الاجتماعي المستقبلي. في تقديرنا أن ما تطرحه من رؤية بعيد عن مزاج الشارع وأكبر من قدراته الحالية، وخير لها وللثورة أن تضع يدها في أيدي قوى الثورة الأخرى، التي تطرقنا لها أعلاه.

* قوى اتفاق جوبا:

لا تملك وزناً عسكرياً أو سياسياً يسمح لها بالتأثير في مجريات الأحداث. يمكن اعتبارها قوة مساندة للقوى المتحركة الأخرى أكثر من كونها قوة أساسية. وفي الواقع، نرى أن على قوى التغيير إعادة النظر في اتفاق جوبا بما يتناسب مع الوزن والنفوذ الحقيقيين لهذه القوى. الأهم من ذلك، فإن الاتفاق نفسه فقد مشروعيته حيث انهار مع انهيار الوثيقة الدستورية نفسها، تلك التي استند عليها، كما أن الحركات الموقعة نفسها شاركت بفعالية غير مخفية في التحضير لانقلاب البرهان الذي أغلق المسارات السياسية التي كانت فاعلة حينها.
* الحركة الإسلامية (المؤتمر الوطني): تمثل الكتلة الرئيسية في معارضة التغيير. عداءها لكل القوى الأخرى (بمن في ذلك حلفاءها المؤقتين الحاليين من قادة الجيش) عداء جذري ولا يوجد أدنى احتمال في أن تركن للسلم وتترك البلاد تتطور في حالها، حيث أن بنيانها السياسي والتنظيمي يقوم على الانفراد المطلق بالحكم. لا تملك هذه الحركة رؤية أو استراتيجية للخروج بالبلاد من نفقها المظلم، كما تفتقد للحد الأدنى من العقل والأخلاق. عموماً ليس لديها سقوف عليا أو خطوط حمراء يمكن أن تعيقها عن الجلوس على دست الحكم المنشود.

* البرهان وقيادات جيشه:

ليس لديهم رغبة في التنازل عن السلطة وترك خيار الدولة المدنية يسلك مساره الطبيعي. يفتقدون للحد الأدنى من المهنية والوطنية، ويتسمون بقدر غير مسبوق في الكذب والمراوغة ونقض العهود، كما يفتقدون للحد الأدنى من المصداقية الذي يسمح بتنازلهم عن السلطة لحكومة مدنية. يكفي دلالة على انعدام كفاءتهم ومهنيتهم سماحهم لقوات الدعم السريع بالتمدد أفقياً ورأسياً لدرجة أن تنتصر مليشيا عائلية على جيش يقوده خريجو مؤسسة عسكرية عمرها يزيد عن المائة عام؛ ويكفي افتقادهم للمصداقية تجاوزات البرهان الكثيفة لدوره المحدد في وثيقة دستورية شهد عليها العالم أجمع، منها على سبيل المثال اجتماعه مع الرئيس الإسرائيلي للاتفاق على مسائل ليست من مهام الفترة الانتقالية أصلاً، وليس آخرها انقلابه المشؤوم تفادياً لتصعيد أحد الأعضاء المدنيين بمجلس السيادة ليكون رئيساً وفقاً لما نصت عليه الوثيقة الدستورية.

* الدعم السريع:

نشأ الدعم السريع كتنظيم ارتزاقي ليس له عقيدة عسكرية أو سياسية وطنية، ولم تمثل مشكلة المواطن السوداني، جزءاً من همومه وأهدافه، بل لم يمثل حتى جناحاً عسكرياً لقبيلة دع عنك أن يكون معبراً عن وطن بأكمله. معلوم للجميع مسئوليته المباشرة عن قتل واغتصاب آلاف السودانيين والسودانيات، سواء في دارفور، أو العاصمة نفسها، كما أنه مسئول بشكل مباشر عن انتهاكات حديثة واسعة النطاق من ضمنها الاستيلاء على بيوت المواطنين وسلب ممتلكاتهم بالعاصمة، وأعمال قتل وترويع، ذات طابع عرقي، واسعة النطاق أيضاً بدارفور. اكتسب التنظيم قوته، إضافة لما وفرته له الدولة من سلاح، اكتسب قوته من تجيير موارد البلاد لتصبح في أيدي أفراد أسرة واحدة، بدون اعتبار للشعب. اتسم سلوكه السياسي بعد ثورة ديسمبر بالتكالب المحموم للاستيلاء على منظومة الحكم. وفي هذا تم إرشاء آلاف القادة القبليين والروحيين ليشكلوا له حاضنة اجتماعية، مدفوعة الثمن، تمكنه من يسط سيطرته على الدولة حتى في ظل نظام ديمقراطي تعددي.

لقد شهدت الفترة قبيل الاتفاق الإطاري في الخامس من ديسمبر 2022 تغييراً مفاجئاً في الخطاب السياسي للدعم السريع (ولا أقول الخط السياسي لعدم وجود ما يؤكد تحول ذلك الخطاب إلى سياسة أصيلة)، بشكل يبدو عليه التماهي والتعاطف مع شعارات الثورة وقوى التغيير ورؤيتها وقبول أطروحاتها حتى في تحديد مصير الدعم السريع نفسه، تلك القائمة على دمجه بالجيش النظامي وولاية وزارة المالية على المنشآت الاقتصادية للمؤسسات العسكرية؛ هذا إضافة إلى نقده الذاتي العلني فيما يخص موقفه من انقلاب 25 أكتوبر. يلاحظ المراقب السياسي أيضاً، تلك المثابرة في ترديد مستشاروه السياسيين وقياداتهم الميدانية بأن هدف جيشهم يتمثل في بناء دولة سودانية جديدة قائمة على الديمقراطية والدولة المدنية، وهو أمر رددته قيادتهم العسكرية كثيراً أيضاً، مثالاً عليه خطاب قائد ثاني الدعم السريع عند استلام قيادة الفرقة 20 بالضعين، وتكراره بأن هدفهم إنشاء دولة مدنية.

من الصعب تصور أن هذا التحول الجريء في الخطاب السياسي للدعم السريع جاء نتاجاً لتطور طبيعي في داخله، لذلك نميل إلى ترجيح فرضية أن طبيعة صراعه مع التنظيم الإسلاموي والبرهان وجماعته، أملت عليه التماهي مع شعارات الثورة باعتبار أنها التيار الأقوى والأقدر على تحقيق الانتصار السياسي على خصوم الدعم السريع من الاسلامويين وقادة الجيش، وأيضاً باعتبار الاحترام والاعتبار الذي يكنه المجتمع الدولي لقوى الثورة؛ هذا إضافة إلى ثقته العالية في انتصاره في الحرب القائمة بشكل يسمح له بتحديد شكل ومهام الحكومة المدنية المحتملة.
لا بد أن نضع في الاعتبار، لتجنب الغفلة التي أودت ببلادنا لهذا القاع السحيق، أن الدعم السريع استثمر كثيراً في “تمدين” هيئته وشعاراته بمواظبة واهتمام بالغين، من خلال الاستعانة بعدد مقدر من المستشارين المدنيين الذين يتمتعون بمقدرات سياسية ومهنية معقولة، وأيضاً من خلال كسب ود القادة الاجتماعيين والروحيين خاصة بغرب البلاد. في تقديرنا أن عملية “التمدين” التي أشرنا إليها، يأتي في إطار تمكينه من السير في فكرة الدولة المدنية الديمقراطية التي تبناها مؤخراً من خلال هؤلاء المدنيين، سواء بالانفراد بالسلطة، أو عبر التحالف مع قوى مدنية أخرى، شريطة أن تكون له اليد العليا، التي سيفرضها من خلال انتصاره العسكري المُحتَمَل.

لكن، وبشكل عام، ورغم رأينا في الدعم السريع، ينبغي الاعتراف إلى أنه يتفوق كثيراً على خصومه من الإسلاميين والجيش، من ناحية المصداقية ووضوح الخطاب، إذ أنه، وعلى الأقل، كان أكثر مبدئية في تعامله مع الاتفاق الإطاري. وبالطبع، عندما نقول أنه يتفوق على خصومه في المصداقية، فإننا نقصد أن الفرق بينهما فرق درجة وليس نوع، حيث أن ذات الدعم السريع الذي يدعي تماهيه مع قيم الديمقراطية ومناداته بالدولة المدنية، هو ذاته الذي أكدت جهات دولية ذات مصداقية لا يتطرق إليها الشك مسئوليته عن مجازر بشعة ارتكبتها مجموعاته بالجنينة وغيرها قبل أسابيع قليلة.

ثانياً – الحلول المطروحة وأسباب قصورها:

توجد حالياً آلية واحدة فاعلة في معالجة الأزمة السودانية بعد إنهاء تكليف بعثة اليونامتس، وهي منبر جدة، الذي بنيت فكرته الأساسية على قاعدة أن الحل يجب أن يكون سودانياً، وأن دور القوى الإقليمية والدولية المشاركة به لا يتعد دور المُسهل أو المُيسر، وأن غايته الأساسية لا تتجاوز الوصول لهُدَن يقف بموجبها العمل العسكري للجانبين وذلك لأجل توصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين، ومن ثمَّ الوصول لوقف دائم لإطلاق النار، تعقبها مفاوضات بمشاركة المدنيين في اتجاه الوصول لاتفاق سياسي تنشأ بموجبه حكومة مدنية. ومنذ مطلع مايو المنصرم وحتى هذه اللحظة، لم ينجح المنبر إلا في تحقيق هدن قصيرة للغاية في أيامه الأولى، لا نعتقد أنها أدت دورها المنشود.
في تقديرنا أن هذا المنبر بالفرضيات التي بني عليها حتى الآن، والتي تفتقر حتى لوجود أظافر يمكن من خلالها التأثير على الأطراف المتحاربة، لن يوقف الحرب ويجلب السلام والاستقرار للبلاد عبر التفاوض، دعك عن أن يأتي بحل سياسي يضمن أولاً عدم تفتت الدولة، ثم تالياً إصلاح جهاز الدولة المدمر بالكامل. تحفظنا هذا ناتج عن جملة أسباب:

* القيادة الحالية للجيش فاقدة للمصداقية والموثوقية في أقوالها وأفعالها، وغير مهتمة أساساً بآلام مواطنيها ومصلحتهم. إضافة لذلك تفتقد للحس الوطني والشجاعة اللازمة لاتخاذ القرارات الصعبة. لقد أدرك العالم جميعه تقريباً هذه الحقيقة مما جعل حتى قادة الدول الصديقة لهم يبحثون عن حلول أخرى متجاوزة لهم.

* طموحات الدعم السريع في إضفاء سيطرته العسكرية الكاملة واضحة للعيان، كما أن طموحاته السياسية في الهيمنة وتحديد مسار تطور البلاد لا يمكن إخفاءها مهما تحدث قادته بغير ذلك.

* أحد الأطراف الرئيسية في الصراع القائم، وهم الإسلامويون أصحاب النفوذ القوي في الجيش، ليس لديهم استعداد مطلقاً لإيقاف الحرب، لأن ذلك يعني ببساطة فقدانهم للحكم، وهو امر غير وارد لديهم، وهو ما أثبتته تجربة 34 عاماً من وجودهم في السلطة. وحتى بافتراض توقف الحرب، فإنه من غير الوارد ضمان توقف محاولاتهم عن إفشال الانتقال المنشود وإصلاح حال الدولة.

* إن انتصار أحد القطبين المتقاتلين، سيجعل من الاستحالة إبعاده عن التأثير القوي على مآلات العملية السياسية وما ستفضي إليه، وإلا سنكون من الحالمين! وفقاً لهذا، ستكون الحكومة المدنية المفترض قيامها كناتج للتفاوض في إطار هذا المنبر، أضعف من أن تحقق أهداف الثورة المعلومة، حيث ببساطة يستحيل لحكومة مدنية ليس لها سلطان عسكري، خاصة في السياق السوداني المعروف، أن تنجز تحولاً جذرياً في جهاز الدولة، وبالذات في هيكلة الجناح العسكري له.

ثالثاً – حتمية التدخل الدولي لحل الأزمة السودانية:

استناداً على مجموع الحقائق والملاحظات التي تطرقنا لها أعلاه، وتجذُّر الفشل في بلادنا منذ الاستقلال، لا نرى بديلاً منطقياً لحل المسألة السودانية إلا بتدخل دولي سياسي وعسكري قوي، ويفضل تحت مظلة الأمم المتحدة، يمكن أن يأخذ صفة الوصاية أو غيرها من الآليات، فنحن يهمنا الجوهر أكثر من المظهر هنا. لقد استفاض مقترح بروفيسور مهدي حسن التوم الذي أشرنا إليه أعلاه في توضيح مهمة هذا التدخل وأهدافه وفترته الزمنية، حيث يمكن الرجوع للمقال في هذا. لكن يهمنا أن نبرز باختصار أهم القضايا العاجلة في التالي:

* إيقاف الحرب، بالقوة إن لزم ذلك، والقيام بالفصل بين القوات المتحاربة.
* الإشراف على تحديد متطلبات عودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم.
* الإشراف على توفير متطلبات تلك العودة من مساعدات إنسانية وإصلاحات عاجلة في مؤسسات الإدارة المدنية.
* إعادة تشكيل القوات المسلحة وإنهاء حالة تعدد الجيوش.
* إصلاح الأجهزة الأمنية الأخرى من شرطة واستخبارات وتأهيلها لأداء أدوارها المعروفة عالمياً.
* باختصار إعادة بناء الدولة السودانية.

رابعاً – التحفظات المتوقعة على المقترح:

* التدخل الدولي سيكون خصماً على السيادة الوطنية، وأن الوطنية الحقة تشترط أن يكون الحل سودانياً خالصاً، وأن السودانيين قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم.
* الدعوة للتدخل الدولي دعوة حالمة، وغير محتملة الحدوث، حيث أن الدول المقترح تدخلها غير مطروح في أجندتها الخارجية مثل هذه التدخلات.
* الدول المقترح تدخلها (كالولايات المتحدة) محكومة بمصالحها فقط، ولا تتدخل من أجل سواد عيوننا، وأن هنالك بوناً شاسعاً بين ما تفعله حقيقة وبين ما ترفعه من مبادئ وشعارات عظيمة.
* يجب أن تكون الأولوية الآن لإيقاف الحرب حيث أن أي أطروحات أخرى يجب أن تناقش في إطار المفاوضات المتوقعة بعد نهاية الحرب.

خامساً – ردنا على التحفظات المتوقعة:

* واقع الحال يقول أن هنالك مخاطر ماثلة تهدد وجود الوطن نفسه، عليه يصبح الحديث عن الوطنية والسيادة نوعاً من الترف الفكري والسياسي لا يناسب حال البلاد و مآلات أزمتها الحادة.

* من يقول أن الأولوية لإيقاف الحرب عليه أن يجيب عن كيف ستقف الحرب، ومن يضمن عدم اشتعالها مرة أخرى، وما الضمان لاستمرار أي حكومة مدنية يمكن أن تُكوَّن كنتيجة لأي مفاوضات والتاريخ الماثل مُشَبَّع بنماذج لا حصر لها من الكذب البواح والتآمر المفضوح لمن يملكون مفاتيح القوة العسكرية. بل تمضي تساؤلاتنا لأن نقول: أيّ رئيس مدني ذلك القادر على فرض الصيغة المثلى لإعادة هيكلة القوات النظامية مثلاً؟

* إن التأخر عن طلب التدخل الدولي بحجة أن الأولوية هي إيقاف الحرب يحمل في طياته خطراً يتمثل في احتمالية انتصار أحد طرفيها. إن حدوث ذلك يمثل كارثة حقيقية حيث كلا الطرفين لديه حاضنة سياسية واجتماعية جاهزة، ستكون منتشية بالنصر، وشرهة للانفراد بالحكم تحت مظلة حكومة مدنية يتولى الطرف المنتصر تشكيلها من حاضنته؛ وحيث ستجبر تلك النتيجة قوى الثورة للتحرك مجدداً من نقطة متأخرة للغاية، باعتبار أن الشارع نفسه سيكون منقسماً.

* الدعوة للتدخل الدولي نراها أقل (حالمية) من الحلم السائد بوجود أمل في أن تفلح العملية السياسية الجارية في الانتصار لشعارات وأهداف ثورة ديسمبر! لا أظن أننا نفتقد الدليل على أن القوى و الجهات المعادية للثورة السلمية، العسكرية منها والمدنية، تفتقد لأي وازع وطني أو أخلاقي يجعلها تستجيب لصوت العقل، أو مقترحات الوسطاء، أو رغبة الشعب، أو أحلام وطموحات الشباب الذي دفع أثماناً غالية للغاية ليراها مُتَحقَّقَة؛ فتلك الجهات المعادية تتحكم في القطاع العسكري بالكامل، إضافة لسيطرتها على مفاصل الجناح المدني للدولة بما في ذلك الجهاز العدلي. عليه فإن ضبط المعادلة لمصلحة ثورة التغيير يتطلب دعم قوى أخرى، وهي المجتمع الدولي؛ إذ لا بد من أن نضع في الاعتبار دائماً أن ثورتنا المجيدة ليس لها سند عسكري.

* صحيح أن استجابة المجتمع الدولي للتدخل ليست سهلة، حيث أنها مرتبطة بالمصالح والحسابات والتقديرات السياسية للدول المعنية، لكن هنالك شواهد كافية تدعم إمكانية حدوثها، حيث يمكن الاستشهاد في ذلك بالحملة الجوية للناتو ضد جيش جمهورية الصرب في 1995، والتي فرضها الضمير العالمي تجاه ما كان يحدث في منطقة البلقان من مجازر مبنية على العرق والدين. لقد نجح ذلك التدخل الدولي في إخضاع الصرب للتفاوض ومن ثمَّ التوقيع على اتفاقية دايتون. كما نجح أيضاً في إنقاذ شعب كوسوفو من خطر الإبادة، ولا تزال كوسوفو، وبعد إعلانها استقلالها عام 2008، تحظى بالحماية من الأمم المتحدة والحلف الأطلسي رغم معارضة دول رئيسية، وتحديداً روسيا والصين. ولم نذهب بعيداً وأمامنا تجربة استجابة المجتمع الدولي في حماية سكان دارفور، والتي رغم قصورها وضعفها إلا أنها لعبت دورا في تحقيق قدراً من الاستقرار والأمان لضحايا حرب نظام الاسلامويين المشؤوم.

* المجتمع الدولي مصلحته في وجود سودان مستقر وآمن، حيث أن مآلات انهيار السودان كدولة سيكون له آثاراً خطيرة للغاية في أمن واستقرار العالم بأجمعه.

* في تقديرنا أن ثورة ديسمبر المجيدة خلقت احتراماً وقبولاً وتعاطفاً دولياً واسع النطاق، بل ينظر إليها المجتمع المدني والحكومات في العالم المتحضر باعتبارها نموذجاً رائعاً وملهماً للآخرين، وفي هذا يمكن تقديم نماذج لا حصر لها للتدليل على ذلك. يكفي الاحترام البالغ والحفاوة التي استقبل بها رئيس وزرائها دكتور حمدوك في المحافل الدولية المختلفة التي شارك فيها.

* لكل ذلك وغيره، نرى أن هناك احتمالاً قوياً في أن يستجيب المجتمع الدولي لأي دعوة للتدخل الإيجابي في الشأن السوداني.
* لذا نرى أن تتولى الدعوة لذلك التدخل، وتحديد شكله وملامحه والمشاركين فيه، أوسع جبهة ممكنة من قوى ثورة ديسمبر المجيدة. وأن تكون تلك الدعوة محور نشاطها السياسي والإعلامي، وأن توفر الحيثيات والشروط الملائمة في اتجاه إقناع المجتمع الدولي بصحة توجهها. وفي هذا يجب أن لا تقتصر دعوة الجبهة المقترحة على الحكومات فحسب، بل عليها أن تركز كذلك على منظمات المجتمع المدني والبرلمانيين وصناع الرأي في البلاد المناط بها قيادة، أو المشاركة، في التدخل الدولي المقترح.

* يدعم وجهة نظرنا هذه، والتفاؤل بإمكانية نجاحها، أن تدخل المجتمع الدولي لحماية سكان كوسوفو من الألبان المسلمين تم بطلب مباشر من زعيم الألبان روغوفا وجهه للرئيس كلينتون إبان زيارته للولايات المتحدة. وبالطبع، فإنه، ومثلما تختلف قضية كوسوفو عن قضيتنا، فإن طلب التدخل المقترح من جانبنا لا يتم بالضرورة بذات الوسيلة ولذات الجهة.

* هناك حساسية غير مبررة، في تقديري، لدى كثير من قوى الثورة حول إشراك المجتمع الدولي في حلحلة الأزمة الراهنة، أو في الواقع لديها موقف من تدخله أصلاً. في رأيي أن ذلك الموقف ناتج عن رؤية مشحونة بحمولات أيديولوجية، أكثر منه موقفاً مبنياً على معطيات الواقع الراهن سواء على مستوى العالم أم على مستوى البلاد. إن قوى المجتمع الدولي المقصودة بالتدخل، سواءً الولايات المتحدة أو الايغاد كأمثلة، لها موقف إيجابي ومساند لثورة السودان، وحق الشعب السوداني في الحكم المدني الديمقراطي، والمؤشرات الدالة على مدى الإعجاب والاحترام الذي تكنَّه لشعبنا أكثر من أن نحتاج لذكره.

لا يخالجنا شك في أن هذه الدول تضع مصالحها الوطنية في المقدمة، إلا أن ذلك لا ينفي أن وجود نظام مدني ديمقراطي هو الخيار الأفضل لديها، كما أن الأفضل للسودان أن يكون شريكاً مستقبلياً لها بدون تعارض مع مصالحه الوطنية. في رأينا أن دور المجتمع الدولي الذي استعرضنا ملامحه، سيكون حاسماً لتعود بلادنا إلى المسار المطلوب، مسار إعادة البناء لدولتها. ولأصحاب المخاوف والتحفظات نقول: إن الحكومة التي تسعى لها الثورة، وما ستضعه من برامج وسياسات، ومن خلفها شعبها بشارعه، هي الضامن لاستفلال البلاد السياسي والاقتصادي، فمسألة السيادة أو التبعية في يدنا نحن وليس في يد المجتمع الدولي المعني.

‫16 تعليقات

  1. جمال عبد الرحيم عربي :-
    لم تحدثنا عن التدخلات التي حصلت في العالم من العراق الي سوريا الي افغانستان ماهي الفائدة التي جنتها تلك الدول
    بل الاهم منذلك ماهي الموارد التي فقدتها تلك الدول والعراق اكبر دليل
    نهب الثورة العراقية بند سابع لم يخرج منه الا بشق الانفس اضف الي ذلك القواعد الامريكية والاوربية التي تحتل العراق ولا ندري من يصرف للجنود الرواتب هل من بترول العراق ام من خزائن دولهم ههههههههههههههه
    يا ود عربي يجب ان تدرك ان الامريكان ما دخلوا منطقة خرجوا منها باردتهم مالم يكون هنالك حرب بل وحرب ضروس كما في الصومال وكابل
    بقي خليك ساكت احسن ليك ولينا وللوطن

  2. يا رجل قول كلام غير دا

    اكيد من أوائل الهاربين بره السودان

    اكيد انت غير وطني وغير شريف
    اكيد انت لا يهمك وطن والسياره وربما لاعرض
    الراكوبه كذلك طالما نشرت الأطروحة الراكوبه من زمان فيها القيل والقال !!! سبحان الله ان في خلقه لشؤون!! محروقين الكيزان علي الجنجويد والقحت والخراب والدمار لكن يظل الوطن والبلد ويظل الجيش المؤسسه لا الاشخاص الجيش الوطني فقط

    بلا لكن متحده بلا خرابيط !!

    العب بعيد يا هوان !!
    مؤكد هربان وجبان والجمره تحرق الواطيها

    نوعك دا مفروض العيش حرام فيه

    الامم المتحدة خليها تحمي غزه في الاول بعدين تجي السودان ياوهمي الفارغ المحتوي انت ومن نشر لك

    1. أما هذا الكاتب فقد صدقتَ في وصفه،فهو فعلا (غير وطني وغير شريف)، وهذه الصفة هي العلامة التجارية الحصرية للقحاطة. فهم قومٌ همهم الوحيد هو إستلام السلطة بأي وسيلة قذرة غير صناديق الإنتخابات (لأنها مابتجيبهم) كما قال نبيهم خالد سفة)، ومن ضمن هذه الوسائل القذرة لوصولهم للسلطة السفارات والضغوط الدولية وصناديق ذخيرة الجنجويد واغتصابها ونهبها واحتلالها بيوت الناس، وايضا عن طريق بعثة فولكر الأممية والتدخل الاممي الذي يدعو له هذا الكاتب (الخائن غير الشريف).
      فلا تستغرب من القحاطة، هؤلاء فهم قوم خبثاء لا وطنية ولا دين ولا أخلاق لهم.
      ألم تسمع إبنة الصادق المهدي تقول: “للجنجويد الحق في احتلال بيوت المواطنين لحماية أنفسهم من الضربات الجوية؟”،فمن يقولون هذا الكلام وأمثاله لا نهاية لسقوطهم غير قعهر جهنم.
      أما الراكوبة فهي منصة ديمقراطية حرة تنشر آراء الجميع ولا تسنسرها أو تتدخل فيها أو تنحاز لجهة، وهذا والله يحمد لها وتشكر عليه، فبفضل هذه الحرية وهذا الحياد نشرت الراكوبة رأى هذا القحاطي غير الوطني ونشرت ايضا رأينا في مقاله النتن.
      شكرا لك يا راكوبة على مساحة الحرية، فبفضل هذه الحرية يميز الله الخبيث من الطيب والعميل والخائن من الوطني الشريف..فيختار من يختار على بينة من غير غش أو خداع أو دغمسة أو تدليس.
      ليس هناك أنفع للشعوب من الحرية، فهي التي تكشف لها معادن الناس فتفرز الصفر من الألماس.

  3. عندما ينظر الحصيف إلى تاريخ هذاالسودان المنكوب، ستري ان الشئ الوحيد الذي جعل هذه الجغرافية التي تعرف بما يسمى بالسودان، جعلها ترتبط بعالم اليوم المعاش هو دخول كتشنر إلى السودان فترة الاحتلال الانجليزي و لا شئ غيره. و قد تمت هذه الإشارة في الجزء الأول من مقال الكاتب لمن لم يقرأه.
    عزيزي القارئ ان لم تكن صاحب عقل رعوي، الماركة المسجلة للمواطن السوداني، او خالي من الأهواء فما عليك إلا ان تتبنى الأفكار التي وردت في هذا المقال. كل الأمل ان يتولد الوعي الكافي و يبعث فينا الضمير ليتمكن هذا الشعب من الفهم الصحيح للتعامل مع واقعه و يكون في حصانة من الحملات الإعلامية التي تفعل فعلها في زيادة الغوغاء و السوقة

  4. بنفس معيار كيزان وجنجويد الامم المتحدة بداخلها اقطاب متنافرة الامم المتحدة دخلت العراق من 2003 لليوم العراق في فقر وجهوية شيعية قواعد عسكرية امريكية لمن تحرك اكراد العراق للانفصال لو لا تركيا ايران تدخلوا من اجل مصالحهم لانفصل اقليم اكراد العراق وهو الاغنى بالثروات والامم المتحدة تاثيرها بقدر حجم الداعمين ماديا عسكريا امركا اوربا الصين روسيا وهذه الدول مصالحها بالسودان متشاكسة ليس من مصلحة السودان ان يكون هنالك تدخل مهما كان المبررات سوف تعمل في تقسيم البلد لان السودان ربنا ابتلانا بهؤلاء الكيزان يقولوا نحن مصالحنا شرقا وهذا يتعارض مع مصالح امركا اوربا الوضع بالسودان فيه قوة خارج الاحزاب والجيش امركا الصين روسيا اوربا بالاضافة للاقليم

  5. تعقيباً على المقال (1) قلت : طبعا وبدون جدال أن كل ما ذكر من وقائع صحيحة بل مختصرة ، خصوصاً الأسباب و المبررات فهي لا تحصى و لا تعد ، و التدهور و التخلف و سؤ الإدارة و عدم المؤسسية لم يبدأ من المهدية بل منذ أن إنهارت مملكة كوش ، و مثال بسيط يتمثل في مظاهر الحضارة و العمارة التي تركتها كوش و تلك التي تركتها ممالك علوة و المقرة و سوبا ثم الدولة السنارية ثم تلى ذلك أسوأ فترات حكم السودان و هما دولة المهدية و حكومة الإنقاذ ، كل شواهد البناء المؤسسي المبني على أسس علمية حديثه تركها الإستعمار . و لكن كل ذلك لا يجعل من طلب الوصاية الدولية هو الحل ، و السبب بسيط كما ذكره الدنقلاوي في تعليقه ، فلا الأمم المتحدة لها القدرة بأن تتكبد تكاليف وصاية ، كما أن الطلب فيه نوع من الإستسلام الكامل و طلب الحلول الجاهزة . الحل يمكن ان يكون في طلب تعاون مع دولة مقتدرة ( شراكة ) من باب تبادل مصالح في الإسثتمار بالإستفادة من موارد البلاد مقابل البناء ، البناء بشقيه المادي و البشري ، فلا أحد يمكن ان يقدم لك عون بالمجان ، و أن يكون ذلك بعقود محكمة طويلة الأجل ، و في نفس الوقت العمل على محاربة الجهل الشعبي و العقل الرعوي ببث الوعي بدلاً عن طلب الوصاية التي لن يتبرع لك بها احد و إن طلبتها ستكون فقط قد أهدرت كرامتك و أرقت ماء وجهك.
    و تعقيباً على المقال (2) أقول : عن الكيفية و الجهة التي تقوم بتنبي هذا الطلب من أي جهة دولية مقترح غير عملي و ذلك بسبب التحفظ و الحساسية من هذا الطلب ، كما أنه من غير المتوقع قبول أو إستعداد أي جهة مستعدة لتحمل تكاليف مثل هذا الطلب و في الظروف العالمية الراهنه ، لذلك أقول بأنه طلب أكبر قاعدة يجب أن يكون إستعداداً لما يلي الخطوة المتوقعة و هي تطبيق البند السابع بعد جولات المبعوث الشخصي الجديد للامين العام للامم المتحدة و ذلك لأنه من غير المتوقع إنتهاء هذه الحرب لصالح أي طرف و سوف تعم الفوضى أكثر و خوفاً من تأثير ما سوف تجره هذه الفوضى على الأمن و السلم الدوليين سيتم تطبيق البند السابع بالتدخل العسكري ، لذلك يجب أن تستعد هذه الجبهة العريضة للإستفادة من قيام القوات الدولية بفض هذا النزاع الغبي و غير الأخلاقي ، و ذلك بتأسيس حكومة متماسكة ذات أجندة وطنية تقوم بعمل عقود شراكات للنهوض بالدولة و إنسانها كما ذكرت في التعليق على المقال (1) و إلا سوف تكون عواقب البند السابع و القوات الدولية مزيد من التفكك و الإنهيار لعدم وجود كيان سياسي متماسك يستفيد من تلك القوات لإصلاح القوات النظامية ( الجيش و الشرطة ) و تفكيك المليشيات و ذلك لحفظ الأمن اولاً و من ثم بناء المؤسسات المدنية ذات الصبغة العلمية في كل المجالات من بنى تحتية تعين الإنسان السوداني على أن يعيش بإحساس أن لديه دولة تحميه و تحرص عليه أينما حل في داخلها أو خارجها.

    1. كرامة و إراقة ماء وجه شنو !! دلني على كرامة و اين هو الوجه قبل ان تريني مياهه !! لو العالم ما اشتغل بطلب الوصاية حقنا بعدين قول كلامك دة. الحياة قائمة علي العلم . لذلك كان أول مخلوق القلم و اول كلمة اقرأ. و كلام الاستاذ كاتب العقل عين العقل بلاش نفش ريش طير

  6. أستاذي الجليل، نتفق معك حول:
    – الفشل السوداني التاريخي والحاضر في بناء دولة عصرية تصون كرامة مواطنيها وتضمن لهم حياة كريمة
    – لا يبدو أن هنالك حل يمكن أن يأتي من القيادات السياسية والعسكرية الحالية ولا نرى سببا يجعلنا نعتقد أن السودانيين قادرين على الخروج من مأزقهم التاريخي هذا لوحدهم.
    – نتفق معك أن مسألة السيادة الاستقلال تجاوزها الواقغ عمليا حتى قبل الحرب، فسيادتنا ربعها في مصر والربع الآخر في الأمارات والنصف مشتت بين كل من هب ودب من فاغنر إلى أوكرانيا إلى تشاد
    – نتفق معك أن فكرة الوصاية الدولية، لو تمت، قد تكون مخرج لنا من هذا الجحيم
    _ لا نتفق معك أن نموذج يوغسلافيا السابقة وتدخل الغرب والأمم المتحدة يمكن أن يشابه حالتنا، يوغسلافيا كانت تمرين الغرب الأول في قصصة أجنحة روسيا وتفتيت حلفاءها واستمرت التمارين إلى أن جاءت المباراة الجارية الآن في أوكرانيا، أما بعثة دارفور الهجينة فهي بعثة أوجدتها منظمات حقوق اإنسان لهذا لم يشارك الغرب فيها بحماس وانهارت في مشهد مأساواي وسريالي
    – لا توجد سبابقة وصاية Guardianship أممية في تاريخ الأمم المتحدة ولا في لوائحها ومعاهداتها ولا أدبياتها.
    – الممكن والمتوقع هو بعثة تحت الفصل السابع يتولى الاتحاد الأفريقي الجانب العسكري والشرطي فيها وهدفه الأساسي الفصل بين القوات وحماية المدنيين وتأمين الإغاثة وعمالها ، وجانب مدني مشترك/هجين بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة هدفه الأساسي هو أعادة ترتيب الحياة السياسية باتجاه فترة انتقالية ثم انتخابات. هذه البعثة ستواجه تحديات وعراقيل من معظم القوى المسلحة وسينشط الفلول في تأزميها وستنشغل في النهاية بحماية نفسها وستواجة أيضا عراقيل من دول الجوار والإقليم الذين لهم مطامع في السودان تحققها الحرب الأهلية لهم، لكن تظل هذه البعثة أفضل الحلول الممكنة

  7. دارفور ٨٤ حركة مسلحة تحازي دول فقيرة أمنيا..

    ال دقلو بجيشهم من الرزيقات والمسيرية وغيرهم….

    الكيزان وكتائب ظلهم وامنهم…

    شيبة ضرار بجيشه….

    كيكل بجيشه …..

    يجيك واحد يقول ليك السيادة الوطنية والكرامة التدخل الاجنبي ويزكر ليك ما حصل ف العراق ماذا حصل في العراق؟!! العراق تخلص من أكبر ديكتاتور دموي وهم افضل حالا مننا حتي ولو قارنت بين السودان والعراق قبل ١٥ أبريل الشؤم….
    الحل في البند السابع وحتي الثامن اذا وجد لان السودان بلد هش أمنيا وبه عدد من لوردات الحرب والايدولوجيات المستوردة من الخارج التي لا تشبه المجتمع السوداني….
    الحل في التدخل الدولي تحت أي مسمي ولا تكون يا عزيزي مغفل نافع كما قال المفكر محمود درويش(الوطن للاغنياء والوطنية للفقراء) كبر مخك ….

  8. من دون لف و دوران انت من قحت و تنادي بالتدخل الخارجي لكي تستمدوا منه شرعيتكم , لأنه ليس لقحت شرعية و لو كانت لها شرعية لما استطاع برهان ان يطيح بها

  9. حتى يكون الطرح مقبول وموضوعي يجب أن يكون صاحبها على أتم القناعة به اولا ومتمسكا به ومدافعا عنه حتى يقنع الآخرين بقبوله … الأمر الذي لاينطبق على صاحب المقال…كما رسمه كعنوان جذاب للطرح…وفي المحتوى يتشكك في جدواها لما فيه من العيوب ألاساسية… والكافيه لطرحه جانبا كليا….وهو كذلك …
    الأمم المتحدة هي أمريكا..وامريكا لايهمها غير مصالحها وان جاءت عبر دكتاتور…وامريكا لاترضخ الا للأقوياء عندما يشكلون تهديدا لمصالحها حتى تتمكن منهم في وقت اخر وبحسابات ليس منها إنقاذ أو نجدة أحد…لذلك لايجب الاعتماد على الأمم المتحدة(امريكا) لحل مشكلة أو رهن مصير دولة للخروج من محنة ما…والمثال القائم الآن حرب غزة…الأمم المتحدة عاجزة مجلس الأمن مشلولة تماما الكل يتفرج ولا يستطيع تحريك ساكن لأن امريكا هي الحامية والمشاركة المباشرة في القتل بصورة علنية …من أجل مصلحتها مع اسرائيل…فهل يمكن الاعتماد على هكذا مجلس أمن…اعتقد..لا وكلا

  10. الذين يطلبون بالتدخل الدولي في في السودان معظمهم ابناء الايديولوجية اليسارية و معظمهم يعملون في المنظمات الدولية و السفارات الأجنبية و علي راسهم حمدوك و عرمان و الشفيع خضر و فضيلي جماع همهم الاول و الاخير السلطة بعد فشل في سرقة الثورة مع المجتمع الدولي الان كل المحاولات مع الامم المتحدة و أوربا و امريكا من اجل تدخل دولي هذه ارض ألعملاء و المرتزقة و إنصاف الرجآل.

  11. أستاذ جمال، تحية طيبة، واظبت على الرد على مقاليك لأنني أعتقد أن مبررات الطرح وجيهة وأن السودانيين استنفذوا فرصهم في بناء الدولة وأن السيادة لا تبرر موت العباد وضياع البلاد، لكن مشكلتي هي مع إمكانية تحقق هذه “الوصاية” على أرض الواقع في ظل الأولويات الدولية والإقليمية ووتعقد وكثرة اللاعبين في الملعب السوداني، لهذا أعتقد أن الآمر يحتاج منك لمقال ثالث تتناول فيه: لو لم تكن وصاية وجاءت بعثة تحت الفصل السابع، كيف نتجنب الأخطاء اللتي لازمت بعثة دارفور الهجينة وكيف نضمن مشاركة فاعلة للسودانيين تضمن الوصول لحكم وطني “مركزي أو كونفدرالي” قوى وكيف يتم بناء الجيش الجديد وأين يذهب العساكر والمليشيات “المالية الدنيا” وهل يمكن أن تنجح بعثة يكون الاتحاد الأفريقي هو الفاعل الرئيس على الأرض، الأمر يحتاج للمزيد من الحفر لكي لا تصبح هذه الدعوة مجرد ثورة ضد “بقرة السيادة المقدسة” دون تفكر لما بعد ذلك

  12. كنت اعرف يا استاذ جمال ان مقالك الواقعي جداً سيجد معارضة كبيرة من البغهم والما فاهم حاجة .. واتفق معتزم تماما بأن لا حل بعد كل التعقيدات التي حدثت بإرادتنا وبغيرها إلا بالوصايا الاممية ودون ذلك الانزلاق نحو الفوضى الشاملة

  13. مقال رصين من حيث تخليل الواقع لكن تفادى الوصاية يقتضى ترتيبات اقليمية من الاتحاد الافريقى والايقاد ي تم عبرها اختيار قوى عسكرية مهنية بدعم لوجستى دولى لاجبار المتحاربين على ايقاف القتال مع غطاء جوى راصد لحركة القوت المتحاربة .. تتنادى القوى المدنية نحو وضع اولويات معالجة الحراب ومن ثم تحديد مطلوبات الانتقال المدنى بدعم دولى لحماية سير الحراك نحو الدولة المدنية بحكومة تكنوقراط لمدة متففق عليها نقروء ذلك مع ادبيات ثورة ديسمبر…الدعوة الى ايقاف الدعم من الدول التى تساعد الطرفين المتقاتلين وهى اكبر الخاسرين عند تحقق وبروز دولة سودانية معافاة متعاونة مع محيطها باحترام .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..